محليات

03:25 مساءً EEST

جامعة الأزهر تستنكر الهجوم الإعلامى الممنهج على مناهج وعلماء الأزهر

أكد الدكتور أحمد زارع المتحدث الرسمى بجامعة الأزهر أن الجامعة تستنكر مايتعرض له الأزهر الشريف من حملات إعلامية ممنهجة تستهدف النيل من تاريخه وتشكك فى مناهجه وتتطاول على شيوخه وعلماءه الأجلاء .

وقال البيان الصادر عن المركز الإعلامى لجامعة الأزهر: “إنَّ جامعة الأزهر الشريف إذ تتابع هذه الحملةَ الإعلاميَّة المُمنهَجةَ في كثيرٍ من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيِّة فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعي في وقتٍ واحد، وتحتَ محاور مُعيَّنة وعناوين مُتشابهة مُكرَّرة، تدورُ جُلُّها حولَ التشكيك في مناهج الأزهر الشريف ومواقفه من التطرُّف والإرهاب والعُنف، فضلاً عن مَواقِفه الوطنيَّة التي لا يشكُّ فيها مَن بَقِيَ فيه بعضُ عقلٍ أو خُلُقٍ أو وطنيَّةٍ، مع تَعمُّدِ الإساءة والتطاوُل على رُموزِه ومشايخه الأجلاَّء وتؤكد الجامعة أنَّ مثل هذه الحملات في الوقت الذي تتلمَّسُ فيه الأمَّةُ طريقَها إلى الاستقرار، إنما تعكسُ انتهازيَّةً تصنَعُ مناخًا لإثارة الفتن والاضطرابِ واختِلال الموازين، مناخاً تندفعُ فيه عوامل التحلُّل والإلحاد والأنانية والنِّفاق والفُحش والزندقة والشهوة التي تَنخِرُ في العقول والقلوب، ويتَحكَّمُ فيه الهوى، ويتوارى فيه العلم، ويظهرُ الجهل. إنَّ هذا الجوَّ المكفهرَّ الذي يُريد هؤلاء، لن يُؤدِّي إلا إلى تعطيلِ الأمَّة عن البناء في مرحلةٍ هي من أدقِّ مراحل تاريخها الحديث، تُحسَب عليها الأوقاتُ بالأنفاس لا بالساعات”.

 

وأوضح البيان، أنَّ المواقفَ الوطنيَّةَ للأزهر الشريف، وإمامه الأكبر، ثابتة منذ الخامس والعشرين من يناير حتى يوم الناس هذا، لا مِراءَ فيها، ومعلومٌ عند الكافَّة أنها لم تَصدُرُ يومًا إلا عن ثوابتِ الأزهر الوطنيَّة وقناعاتِه العِلميَّة، فتَحريفُ الكَلِمِ الطيِّب عن مواضعه، والتغريرُ بالجماهير، أو القفزُ على المشهد بتصويرِه على غير واقعه، أو تأويلِه على غير حقيقته لأغراضٍ إيديولوجيَّة أو سياسيَّة أو حزبيَّة أو غير ذلك، تلبيسٌ وتدليسٌ لا تعرفُه مواثيقُ الشَّرَفِ الإعلامي ولا مسئوليَّة الكلمة، ولا شرفُ الوطنيَّة ولا بديهياتُ أخلاق العمل، ولا ولن يَنزِلقَ الأزهرُ إلى سِجالٍ على هذه الدرجة من التدنِّي.

 

واستكمل البيان إنُّ التحامُل على التراث إنما يصدرُ إمَّا عن هزيمةٍ حضاريَّةٍ بما يلهَجُ به المستشرقون الذين درَج بعضُهم على تتبُّع تراث الإسلام بنيَّةٍ خبيثةٍ، تُخفِي وراءَها هدمَ الدِّين ومحاربةَ الإسلام، أو يَصدُر عن جهلٍ بمصطلحات هذا التراث ومفاتيح فهمِه، والثابت والمتغيِّر فيه، أو القطعي والظني، وأحكام الزمان والمكان، والظُّروف والأشخاص، وغيره مما يعرفُه العلماء، وبينته كتبُ العلم ومراجعه.

 

وأوضح بيان المركز الإعلامى أنَّ الأزهر الشريف في مصرَ هو العنوان الدِّيني الأقدس، وحول حرَمِه ترفُّ قلوب المصريين جميعًا وملايين المسلمين في الدنيا كلها، وفوقَ منارته تحومُ أرواح المصلِحين والدعاة، وبعُلمائه وطلابه تَتعلَّقُ الآمال وتُناط الأمانيُّ العِراض، وهو يعرف مسئوليَّاته جيدًا في حِراسة منهجه الوسطي الذي تفرد به، والقيام على أمر الدعوة، وتجديد علوم الشريعة والحِفاظ على حُرمتها، رسالةٌ خالصةٌ لوجه الله، مُمحِّصة ممحِّضة من كلِّ غرَض أو عرَض أو مرَض، يُساندها أكثرُ من ألفِ عامٍ من علمٍ أصيل ومنهجٍ رصين، وتراثٍ عريق وأدبٍ عميق؛ {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، فالمزايدةُ على الأزهر وعلمائِه وطلابه لشواذ هنا أو هناك، والتشكيكُ في مواقفه أو مناهجه المستقرَّة في ضمير الأمَّة والمنطِبعة في شخصية كلِّ مسلم في الدنيا، إنما تندرجُ في إطار التحلُّل من الدِّين؛ ولو اعتمد الأزهر فكرَ جماعةٍ أو توجُّهًا أو تيارًا مدنيًّا أو دينيًّا أو حكومةً أو فئةً أو حزبًا كائنًا ما كان – لا قدَّر اللهُ – فقد حمَل حتفَه في كفِّه، ولن يُغني عنه ذلك من الله شيئًا، ولا من الناس في شيءٍ.

 

وشدد بيان المركز الإعلامى أنَّ الأزهرَ كما وقَف حائلاً دون امتهانِ الدِّين في السياسة أو أغراضِ الحكم من قبلُ، فهو بنفس القوَّة لا ولن يسمحَ أو يُسامح في فصل الدِّين عن الدولة، أو الدِّين عن العلم بحالٍ؛ فالدينُ الإسلاميُّ يحكُم حركة الحياة بكلِّ شمولها وتنوُّعها، وهو دينُ علمٍ لا يعرفُ ما عرفته حضاراتٌ أخرى من عداءٍ أو صِراعٍ بين الدين والدولة، أو بين الدين والعلم.

 

وذكر البيان أنَّ الأزهر الذي أعلَنَ في اللحظات الحرجة من قبلُ، أن الصراع لم يعد سياسيًا وإنما وطنياً، وأنَّ أمنَ مصر القوميَّ يأتي في المقام الأول وفوقَ كلِّ اعتبار مهما كان، لَيُذكِّرُ اليومَ أنَّ الحِفاظَ على الأزهر الشريف، عنوان العلم والحضارة والوطنية، ليس في مصر فحسب وإنما في العالم كله، يُعد من أولويَّات الأمن القوميِّ المصري، وأنَّ محاولةَ الانقضاض عليه مساسٌ بالأمن القومي، ولن تبوءَ إلا بالفشَل، كما هو الشأن مع كلِّ مَن كاد بالأزهر على مدى التاريخ داخليًّا وخارجيًّا.

التعليقات