كتاب 11
مينا والسيسي
علي مدار التاريخ الطويل والعريض والعميق لمصر المحروسه وعلي اتساع البوتقة الثقافية الهائلة التي تختزن كل تقاليدها وعاداتها المكتسبة وميراثها الحضاري الثقافي الذي استوعب في احشائة كل من غزاها وهضم في امعائة كل اقترب منها بسؤ واخرج من داخلة بقايا وفضلات امم وحملات وغزوات ظنت ان مصر مستباحة لها وتركت اثاره الغابرة لتعطي درسا للدنيا ومن فيها –احترسوا فمصر مقبرة الغزاة – .
هذه حقيقة مصر الشامخة علي مدار التاريخ ومنذ ان استطاع الجنس المصري التوحد حول وادية الخصيب وارتسمت ملامحة حول النيل العظيم منذ مينا الذي ادرك ان سر قوة هذه الامة في توحدها فالنيل العظيم الذي عجزت كل البلاد التي يمر بها علي ترويضة استطاع المصريون فقط عندما توحدوا ان يقهروه ويطوعوه ويخترعوا نظاما فريدا للري لاستيعاب جبروت هذا النهر العظيم –ولم يكن ليستطيع المصريون فعل ذلك الا بادراكهم ان قوتهم في وحدتهم وكانت السلطة المركزية في مصر القديمة هي علامة القوة حيث ينتظم كل شئ بسلاسة شعب حول نهر ثم جيش قوي يحرسها من الغريب القادم .اذن كلمة السر بكل وضوح كانت التوحد حول قيادة والتمترس حول حكومة قوية تضمن انسياب النهر وتوزيع المياة ثم الزراعة والصناعة وتوفير الحماية .
وهكذا ظلت مصر باقية بوحدتها طيلة هذه القرون واستطاعت هزيمة اي اعتداء خارجي بل وصهرت العالم داخل بوتقتها الثقافية الحضارية التي تعتمد علي ميراث ثقافي محصن لكنة مرن للاستيعاب .لذا فقد كان حديث رسول الله واضحا عندما قال صلعم: إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: إنهم في رباط إلى يوم القيامة .
والواقع ان مصر طوال تاريخها لم تتفتت ولم تتشرزم ولم تتعدد اطيافها بخلاف عصور الاضمحلال مثلما حدث خلال السنوات الثلاثة الاخيرة وهنا تاتي عبقرية المصري الذي يختزن هذه البوتقة الثقافية الهائلة بداخله و التي تعمل كالمغناطيس الجبار الذي عندما يعمل فانة يجذب الية كل شئ ويبتلعة .
لقد بحث المصريون عن معدنهم الحقيقي وبحثوا في وقت قياسي عن مينا جديد واختاروا قائدهم الذي تجتمع عنده كل التيارات من مختلف الاتجاهات وهكذا جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليمثل كلمة السر واستطاع ان يعرف شفرة الشخصية المصرية الصعبة والسهلة في ان واحد وتجمع المصريون في خندقهم التاريخي من جديد حيث سر القوة في التجمع والتوحد واذكر كلمة للمشير السيسي عندما قال _عايزين نحابي علي بعض –هذا هو مفتاح السر لدي المصريين فمثلما فعل مينا ووحد القطرين فعلها السيسي ووحد المصريين .وهكذا تم هزيمة العدو الجديد الذي تخشاة مصر طول تاريخها وهو التفتت والانقسام . ..