تحقيقات

12:30 مساءً EET

أطفال بلا مأوى.. مأساة تبحث عن حل

أطفال الشوارع هو الاصطلاح الأكثر انتشارًا للتعبير عن الأطفال تحت سن 18 عامًا الذين يعيشون بلا مأوى ويقضون ساعات طويلة من يومهم أو يومهم كله بالمساحات العامة وينتشرون في الجنوب وما يعرف بالبلاد النامية.

التعريف

هناك اختلاف على تعريف أطفال الشوارع، بينما البعض يحددون طفل الشارع بأنه الطفل الذي يعيش بصورة دائمة في الشارع بلا روابط أسرية أو بروابط أسرية ضعيفة، يذهب آخرون لضم كل الأطفال العاملين في شوارع المدن لتلك الفئة. وهذا الأختلاف في التعريف يؤدي لاختلاف كبير في تقدير الأعداد. تقسم اليونيسف أطفال الشوارع لثلاث فئات:

قاطنون بالشارع: وهم الأطفال الذين يعيشون في الشارع (بصفة عامة بما يضمه من مبان مهجورة، حدائق عامة وكباري وأماكن أخرى) وهم أطفال يعيشون في الشارع بصورة دائمة أو شبه دائمة بلا أسر وعلاقاتهم بأسرهم الأصلية إما منقطعة أو ضعيفة جدا.

عاملون بالشارع: هم من أطفال يقضون ساعات طويلة يوميًا في الشارع في أعمال مختلفة غالبًا تندرج تحت البيع المتجول والتسول.و أغلبهم يعودون لقضاء الليل مع أسرهم وبعض الأحيان يقضون ليلهم في الشارع.

أسر الشوارع: أطفال يعيشون مع أسرهم الأصلية بالشارع، وتبعًا لهذا التعريف قدرت الأمم المتحدة عدد أطفال الشوارع في العالم ب 150 مليون طفل

أسباب أنتشارهم

هناك العديد من الأسباب لانتشارهم ومن أهم الأسباب هو عدم اهتمام الحكومة بمتوسط دخل الفرد وعدم إنشاء دور الرعاية لهم وأيضاً من زنا المحارم.

الفقر‏: والذي يجعل الأسر تدفع بأبنائها إلي ممارسة أعمال التسول والتجارة من بعض السلع الهامشية مما يعرضهم لانحرافات ومخاطر الشوارع‏.‏

الأوضاع الأسرية‏:‏ تلعب الظروف الأسرية دورا أساسيا في انتشار ظاهرة أطفال الشوارع وابرز تلك العوامل هي‏:‏ ‏

تفكك الأسر: إما بالطلاق أو الهجر أو وفاة أحد الوالدين‏.‏

كبر حجم الأسرة عن الحد الذي يعجز فيه الآباء عن توجيههم وتلبية احتياجاتهم‏.‏

ارتفاع كثافة المنزل إلي درجة نوم الأبناء مع الوالدين في حجرة واحدة‏.

الخلافات والمشاحنات المستمرة بين الزوجين‏.‏ ‏

العوامل المجتمعية

نمو وانتشار التجمعات العشوائية التي تمثل البؤر الأولي والأساسية المستقبلة لأطفال الشوارع‏.‏ ‏

التسرب من التعلم ودفع الأطفال إلي العمل و التسول فى الشارع‏

قلة مدارس التعليم الإلزامي. ها-نقص الأندية والأبنية فيلجأ الطفل إلى الشارع.

‏ تفاقم حدة مشكلة الإسكان وعدم توافر المسكن الصحي وعدم تناسب السكن مع حجم الأسرة‏.‏

اتساع مفهوم الحرية الفردية

ارتفاع نسبة البطالة بين أرباب الأسر التي تدفع بأطفالها إلي الخروج و التسول فى الشارع.‏

أبرز المشكلات الصحية

التسمم الغذائي: ويحدث للأطفال نتيجة أكل أطعمة فاسدة انتهت صلاحيتها للاستخدام الآدمي، ولكن أطفال الشوارع يجمعونها من القمامة ويأكلونها.

الجرب: فالكثير من أطفال الشوارع مصابون بالجرب.

التيفود: وهو مرض منتشر بين أطفال الشوارع نتيجة تناول خضروات غير مغسولة يجمعها أطفال الشوارع من القمامة أو بسبب تناول وجبة طعام تجمَّع عليها الذباب.

الملاريا: نتيجة لأن أطفال الشوارع معرضون لكميات هائلة من الناموس الناقل للملاريا أثناء نومهم في الحدائق العامة ليلاً دون أغطية تحميهم.

الأنيميا: يصاب أطفال الشوارع بالأنيميا نتيجة عدم تنوع واحتواء الوجبات التي يأكلونها على جميع المتطلبات الضرورية لبناء الجسم نتيجة فقرهم وعدم توفر نقود لديهم.

كحة مستمرة وتعب في الصدر: وذلك نتيجة استنشاق أطفال الشوارع لعوادم السيارات لتعرضهم لها طوال اليوم بالإضافة إلى تدخينهم السجائر وتعرضهم لنزلات البرد في الشتاء نتيجة بقائهم في الشارع.

الحلول المقترحة

إنشاء مركز لتلقي الشكاوى من “أطفال الشوارع” إذا تعرض لهم أفراد من المواطنين أو الشرطة بالإيذاء أو لاستغلال الأطفال في أنشطة غير مشروعة، وتعريف الأطفال به وتشجيعهم على اللجوء إليه.

عمل يوم لـ “أطفال الشوارع” مثل يوم اليتيم يتم فيه عمل مهرجان لجمع التبرعات ولكسر الحاجز النفسي بين الأطفال والمجتمع وتأهيلهم لاستعادة الثقة فيه

عمل حملة لجمع الملابس النصف مستعملة والبطاطين للأطفال

قيام الجمعيات المهتمة بـ “أطفال الشوارع” بعمل فرق كشفية منهم وعن طريقها يمكن غرس سلوكيات وأخلاق فيهم بشكل غير مباشر وكذلك تدريبهم على الاعتماد على أنفسهم والتعامل مع المجتمع بصورة أحسن وتعليمهم الإسعافات الأولية والعناية بنظافتهم وصحته

قيام مجموعة من الأطباء المتطوعين بالمرور الدوري عليهم في أماكن تجمعهم للكشف على الأمراض وتوعيتهم صحياً وإعطائهم بعض الأدوية والمواد المطهرة والشاش.. إلى آخر ذلك.

قيام عدد من الأطباء والأخصائيين النفسيين بعمل برنامج للعلاج النفسي لـ “أطفال الشوارع” ومحاولة حثهم على العودة لذويهم أو للمبيت في الجمعيات الأهلية وذلك بالتدريج حيث نكتفي أولاً بالإقامة الليلية فقط ثم يوم في الأسبوع ثم يومين وهكذا مع تحفيزهم بهدايا لمن يلتزم بالبرنامج

الاهتمام بالاتصال المباشر مع “أطفال الشوارع” بالنزول إليهم مباشرة في الشارع ـ تحت الكباري ـ في الأنفاق ـ الشوارع المظلمة ـ المباني المهدمة ـ الخرابات ، أي مكان يمكن التوقع بتواجدهم فيه .. وبث الطمأنينة في قلوبهم وفتح أبواب المراكز لهم وتركها مفتوحة دون إغلاق.

لما كان شعور هؤلاء الأطفال شعور بالخوف الدائم وانعدام الأمن فإنه يجب منح كل طفل في خطر الأمان الكامل وتزويده بالطعام ، ثم اجتذابه للمبيت وممارسة الهوايات والنشاطات المختلفة ، ثم البدء في تثقيفه ومحو أميته وتعليمه حرفة يمتهنها ، وترسيخ معنى الجماعة لديه ، واستبدال جماعته السيئة بجماعة أفضل الطعام.

عدم اعتبار “أطفال الشوارع” مجرمين والتنسيق مع رجال الشرطة في ذلك حتى لا يتم القبض عليهم وإيداعهم السجون بدون ذنب اقترفه سوى أنه لم يجد مأوى يأوي إليه ، أو محسنا يقدم له الطعام

تأهيل أطفال الشوارع ودمجهم في المجتمع لتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية لهم وذلك ليكونوا بعيدا عن الشارع

تدريب الاختصاصيين و الاجتماعيين والنفسيين للتعامل معهم والاستعانة بالباحثات الاجتماعيه بالنسبة للفتيات

تخصيص الدولة مساحات ارض تتناسب مع هذه الإعداد لأقامه مدن في الصحراء لإيواء وأعاشه وتأهيل الأطفال

ثالثا: تكلفه الحل:

يتكلف إنشاء مركز لتلقي شكاوى أطفال الشوارع 15 مليون جنيه وجمع التبرعات يعادل 100 مليون جنيه إنشاء الجمعيات المهتمة بأطفال الشوارع يتكلف 50 مليون جنيه اهتمام المستشفيات الخاصة بأطفال الشوارع يتكلف 150 مليون جنيه وبرامج العلاج النفسي الخاصة بأطفال الشوارع يتكلف 10 مليون جنيه تعليمهم ومحو أميتهم واهتمام المدارس الخاصة بهم يتكلف 100 مليون جنيه تدريب الاخصائين والاجتماعين والنفسين للتعامل معهم يتكلف مليون جنيه ولكننا أيضا نحتاج لتكلفه معنوية وليست ماديه فقط مثل تعاطفنا معهم إحساسهم بالأمان ومساعدتهم علي الحياة الكريمة .

رابعا : قيمه العائد من حل المشكلة :

قد تكون التكلفة المادية لحل هذه المشكلة كبيرة ولكنها لا تقارن بالعائد الذي ينتج من حلها وهي تعود علي اقتصاد الدولة باعتبار هؤلاء الأطفال هم جيل المستقبل وهو عندما نقوم بحل هذه المشكلة قد يزيد اقتصاد الدولة بمليارات الجنيهات وعندما نقوم بتعليمهم وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا سيكونوا هؤلاء الأطفال شباب في المستقبل يمكن الاعتماد عليهم وأيضا بحلها نوفر الأمن والأمان لان بذلك سوف يختفي الخطر الذي يسببه الأطفال مثل السرقة والانحراف والأجرام والتشرد بل أنهم سوف يقومون بمساعده الآخرين وهم أيضا يقوموا بأنفسهم علي منع تشرد الأطفال وبذلك نصبح دوله متقدمه بشبابها وأطفالها ولا يشوبها أي نوع من أنواع العنف والجهل والأجرام والأمراض بل ستصبح دوله أكثر دول العالم تقدما.

 

 

التعليقات