مصر الكبرى

08:06 صباحًا EET

تكلفة ما يحدث امام السفارة الامريكية

ماذا يحدث امام سفارة أميركا في مصر ؟ وما تكلفته ؟ ومن سيدفع الثمن ؟
لا شك ان هناك مشاعر غضب حقيقية لدي جميع المسلمين بان إهانة الرسول الكريم صلي الله علية وسلم  امر لا يحتمله اي مسلم ، ولكن الفيلم المسيئ شيئ  والغضب شيئ ، واقتحام السفارات او قتل السفير كما حدث في ليبيا شئ اخر ، امر جلل ومكلف، ولكن قبل ان نحلل التكلفة لابد وان نعرف مجريات السياسة فيما حدث. 

ماذا قال الاخوان لادارة اوباما وماذا قال اوباما لمرسي ؟ 
كيف سوق الاخوان المسلمون القصة لإدارة أوباما وصحافة  واشنطن وتلفزيوناتها؟ من يقرأ مقال ديفيد آغنيشيوس الي جواري على صفحة مصر١١ يعرف ان الاخوان سوقوا القصة في واشنطن على انها انتهازية سياسية من الاحزاب السلفية ( النور والأصالة ) لتحقيق مكاسب في الشارع بعدما أدرك الحزبين انهما خسرا الانتخابات اما اسلام الاخوان المسلمين المعتدل، لذلك يحاول السلفيون جذب الجمهور اليهم على حساب الاسلام الوسطي للإخوان. وكما واضح في مقال ديفيد آغنيشيوس ان من كانوا وسط الجموع امام السفارة هم من أبلغوه بهذا، وبعد فك الشفرة يكمن القول بأن مصدر الكاتب الأميركي هو جماعة الاخوان. قال الاخوان لاغنيشيوس ان ما يحدث في ليبيا ومصر هو محاولة من السلفيين لضرب الاخوان في الشارع باستخدام الفيلم المسيئ للرسول كذريعة. ما يحدث هو محاولة السلفيين المتطرفين لهزيمة الاخوان المعتدلين. فهل اشترى الأمريكان هذا التسويق الاخواني للقصة؟ 
بداية أجواء القاهرة غير أجواء واشنطن، مختلفتان اختلاف الليل والنهار خصوصا يوم ذكرى احداث 11 سبتمبر التي راح ضحيتها ما يقرب من اربعة آلاف امريكي في ساعات قليلية،  وهذا هو الفارق الذي فات الاخوان وغيرهم في الحديث مع واشنطن. الاعتداء على السفارات وقتل السفير الأميركي في بنغازي وتلك الصور البشعة التي رأيناها للسفير بعد موته والتي بها شبه مما حدث للقذافي للوهلة الاولى، ورفع علم القاعدة الاسود على السفارة، كل هذا يحدث في ذكرى احداث الحادي عشر من سبتمبر فهذا بالنسبة للأمريكيين يجعل مصر وليبيا أشبه بإيران الخميني يوم حادثة رهائن السفارة في اواخر السبعينات من القرن الماضي ويذكرهم بالملا عمر وبن لادن في افغانستان الي اخر هذه الصور السلبية. اذا كان هذا هو السياق الذي ظن الاخوان انهم يستطيعون تلبيس التهمة للسلفيين وهم يخرجوا منها كالشعرة من العجين فهم يضحكون على انفسهم لان أجواء واشنطن هذه لا تفرق بين إخواني وسلفي أو  بين متطرف ومعتدل.  
الذي تسرب في واشنطن اليوم من البيت الابيض ومن القريبين من صناع القرار  أمران : الامر الاول  يقع في اعداد الاخبار هو الغاء اجتماعات أوباما ومرسي ويكتفي أوباما بان يسلم علي مرسي في اجتماعات الامم المتحدة ولمدة قصيرة لالتقاط الصور ليس الا. لا  زيارة للبيت الابيض بالنسبة لمرسي ولا دعوة رسمية  ولا يحزنون كما يدع الاخوان . مرسي سيسلم على أوباما في مكتب بالأمم المتحدة كما ستسلم عليه رئيسة بنجلاديش او رئيس أوكرانيا . الامر الثاني هو تزايد نغمة في الكونجرس خصوصا من الاعضاء الجمهوريين التي تتساءل عن تبعات تصريح أوباما القائلة بان مصر ليست عدو وليست صديق. الأسئلة الان هي لماذا ندفع لدولة لا هي صديق ولا عدو مبلغ مليار ونصف المليار  دولار في العام كمنحة سنوية؟ ولماذا نسقط عنها مليار دولار من الدين؟ ما الذي تسفيده أميركا من دولة لا هي حليف ولا عدو كما قال الرئيس لكي ندفع لها كل هذه المليارات؟ هكذا تساءل اعضاء الكونجرس علنا في الصحافة وفي الاعلام. وهذا مؤشر خطير يتجه الي وقف المعونات الامريكية ان لم يكن اليوم ففي القريب العاجل او على مراحل.
اذا ما وقفت المعونات الامريكية فهذه إشارة لأوربا ولدول الخليج أيضاً بان مصر اصبحت دولة او نظام غير مرغوب فيه وبالتالي سيشرق الاخوان المقلب الذين يحاولون تلبيسه للسلفيين من خلال حملتهم الدعائية في واشنطن . حتى قطر حليف الاخوان الاول لن تستطيع ان تقدم لهم دعما على عكس رغبة أميركا . وبهذا يسقط مشروع النهضة لا محالة، الا اذا تراجع الاخوان مائة خطوة للوراء . 
الاشارة الاخيرة حول احداث السفارة  والتي ستكون مكلفة أيضاً للوطن برمته وليس للإخوان وحدهم هي المكالمة التي جرت بين اوباما ومرسي والذي كان فيها اوباما قاسيا في حديثه وساتناول هذا الجزء من تكلفة ما يحدث في المقال القادم . 
 

التعليقات