صحة

11:38 صباحًا EET

الحمى الروماتيزمية وعلاماتها وطرق الوقاية منها

*** الحمى الروماتيزمية :

هى رد فعل مناعى قد يتبع إلتهاب الحلق واللوزتين بنوع من البكتريا يسمى الميكروب السبحى، وتحدث عادة بعد مرور من أسبوعين إلى ثلاث أسابيع على إلتهاب الحلق واللوزتين.

تصيب الحمى الروماتيزمية عادة الأطفال من سن يتراوح من 5 الى 15 سنة و نادراً ما تحدث تحت سن 5 سنوات (و يعتبر ذلك استثناءاً يجب أن يحدده طبيب قلب أطفال ذو خبرة كبيرة).

ترتفع نسبه الإصابة بالحمى الروماتيزمية فى الدول النامية أكثر من المتقدمة، و فى أى بلد تزداد نسبة حدوثها كلما كانت ظروف المعيشة صعبة وغير صحية (مثل العشوائيات).

●●من المهم أن نعرف أن فيروسات وميكروبات عديدة قد تسبب إلتهاب الحلق واللوزتين، و أن تقريباً 10–20% فقط من  حالات الإلتهاب هي التي تكون بسبب الميكروب السبحى الذى قد يؤدى إلى حدوث الحمى الروماتيزمية.

و يمكن الشك فى إحتمال وجود ميكروب سبحى إذا كان إحتقان الحلق شديد مع إرتفاع شديد فى درجة الحرارة خاصة إذا وجد صديد على اللوزتين أو غدد ليمفاوية تحت الفك السفلى (حيل).

#### للحمى الروماتيزمية علامات عديدة منها علامات كبرى وعلامات صغرى .

●●●العلامات الكبرى تشمل :
التهاب القلب (التهاب عضلة القلب – التهاب صمامات القلب – التهاب الغشاء المحيط بالقلب )
التهاب المفاصل
التهاب فى بعض مراكز المخ
تغيرات في الجلد (طفح جلدى – عقد تحت الجلد)

●●● أما العلامات الصغرى فكثيرة و تشمل :
وجع فى المفاصل – حرارة – ارتفاع فى معدلات سرعة الترسيب – تحليل الميكروب السبحى – تغيرات فى رسم القلب.

فى حالات  الاصابة بالتهاب القلب يكون هناك إلتهاب بالصمامات ينتج عنه إرتجاع فى الصمامات خاصة الصمام الميترالى و الأورطى، ويعاني الطفل من سرعة في ضربات القلب ، نهجان ، و عدم قدرة على بذل مجهود.
فى حالة تكرار الاصابة بالحمى الروماتيزمية فإنه فى كل مرة يحدث ضرر بالصمام ويزداد الارتجاع، كما أنه على مر السنين قد يحدث تليف فى الصمام ينتج عنه ضيق فى الصمام.

يكون تشخيص التهاب القلب بالموجات الصوتيه حيث يمكن من خلالها تشخيص كفاءة عضلة القلب و درجة الإرتجاع أو الضيق فى أى صمام ودرجة تأثير ذلك على الرئة (فى صورة ارتفاع ضغط الشريان الرئوى).

أما إلتهاب المفاصل فهو يختلف عن مجرد وجود وجع فى المفاصل ففى حالة الإلتهاب يكون هناك احمرار و تورم و صعوبه شديدة فى تحريك المفصل، ويتميز إلتهاب المفاصل في الحمى الروماتيزمية بأنه يصيب المفاصل الكبيرة (الكوع – الركبه – الرسغ – الكعب) وقد يصيب عده مفاصل على التوالى ثم يختفى الإلتهاب فى خلال أيام قليلة و يبقى المفصل بدون أى ضرر.
●● يشترط لتشخيص الحمى الروماتيزمية وجود علامتين من العلامات الكبرى أو على الأقل علامة من العلامات الكبرى مصحوبة بعلامتين من العلامات الصغرى.
و يجب التنويه على أنه فى حالة وجود علامات صغرى فقط أياً كان عددها أو شدتها فإن هذا لا يعتبر كافياً لتشخيص الحمى الروماتيزمية فى الأطفال.

●● و قد انتشر فى الآونة الأخيرة زيادة تشخيص الحمى الروماتيزمية بشكل خاطئ و مبالغ فيه فى أطفال لا يعانون منها، اعتماداً على العلامات الصغرى فقط مثل : وجع المفاصل (وليس التهاب فى المفاصل)، تحليل الميكروب السبحى، وارتفاع فى معدل سرعه الترسيب.

والجدير بالذكر أنه فى حالة وجود علامات صغرى فقط فإنه ينصح بعمل موجات صوتية على القلب للاطمئنان على صمامات القلب نظراً لأن الحمى الروماتيزمية قد تصيب القلب فى بعض الأطفال بدون أعراض (التهاب القلب الصامت).

يمكن علاج الحمى الروماتيزمية بجرعات محددة من الأسبرين حسب الوزن، وقد تحتاج لجرعات محددة من الكورتيزون حسب الوزن في حاله إلتهاب القلب نظراً لخطورته.
أما فى حاله وجود إرتجاع أو ضيق فى الصمامات فإنها قد تحتاج أدوية قلب إذا كانت متوسطة أو شديدة، أما إذا كانت بسيطة فإنها لا تحتاج في حد ذاتها لعلاج وإنما متابعة بالموجات الصوتية فقط.
إذا كانت درجة الإرتجاع متوسطة أو شديدة مع عدم إستجابة لأدوية القلب فإنه فى هذه الحالة ينصح بالعرض على استشاري جراحه قلب وصدر أطفال لتحديد جدوى و توقيت التدخل الجراحى.

■●■●■ فى جميع الأحوال فإن الوقاية خير من العلاج، وتنقسم الوقاية من الحمى الروماتيزمية إلى وقاية أولية و وقاية ثانوية.

الوقاية الأولية تشمل علاج الحلق واللوزتين الناتج من الميكروب السبحي بأسرع ما يمكن بإستخدام مضاد حيوى مناسب لمدة 10 أيام على الأقل.

الوقاية الثانوية تشمل الوقاية من تكرار حدوث الحمى الروماتيزمية مرة أخرى وذلك عن طريق استخدام مضاد حيوى معين (بنسيللين طويل المفعول بالحقن بالعضل) على فترات تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاث أسابيع.

و يجب عمل إختبار حساسية للبنسيللين قبل إعطاء كل جرعة، حيث أن الحساسية قد تنشأ بعد فترة طويلة من إستخدامه.
و فى حالة وجود حساسية يمكن استخدام مضاد حيوي آخر حسب توصية الطبيب المعالج.

يكون الاستمرار على الوقاية الثانوية لفترة لا تقل عن 5 سنوات من آخر إصابة بالحمى الروماتيزمية وقد تصل الى سن 15 سنة أو أكثر حسب ما يراه الطبيب المعالج مع مراعاه خطورة الحالة وظروف المعيشة.

الدكتور محمد يونس
مدرس بكلية الطب جامعه الازهر فرع اسيوط

التعليقات