أفضل المقالات في الصحف العربية

12:24 مساءً EET

رسالة إلى الجنرال السيسي

قبل انتهاء المهلة التي حددتها القوات المسلحة للوصول إلى مخرج من المأزق الذي نحن فيه وبعد خطاب الرئيس مرسي المخيف، أود ان اعرض عليكم ما الذي لا نريده وبعده اعرض ما نريد.

اولا: لا نريد خارطة طريق متعرجة كالحواري القاهرية، ولا خارطة طريق تحلق فوق الأحداث بطرق ملتوية لا تفضي الي شيء كما كباري القاهرة العلوية التي تعاني من اختناق دائم. نريد خارطة طريق مستقيمة واضحة في مفاهيمها الحاكمة التي تبدأ من فكرة الدستور اولا كرسم هندسي أولي لإعمار مجتمع جديد مبني على الحرية وحقوق الإنسان مثل كل دول العالم. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بما يحوى من حرية الاعتقاد والرأي والفكر. حرية لها مؤسسات تحميها. فالدستور الحالي رغم الاستفتاء عليه فهو يشبه عمارات ومباني الأحياء الشعبية. نعم به كل الأشياء التي تقول انه بناء حكم ولكن مثل العمارات الشعبية التي بها حمامات ومطابخ وحتى غرف نوم ومعيشة وسفرة بذات المسميات الا أنها عمارات يمكن ان نسكنها وقت الضرورة ولكننا جميعا نعلم أنها غير صالحة للسكن الآدمي . دستورنا الحالي مثل عمارات امبابه والوراق، يشبه المباني الراقية من حيث مكوناته ولكنه لا يشبهها في وظائفه فشقق الوراق ليست مباني جاردن سيتي الواسعة التي بها نوافذ طويلة ومتنفس هواء. نحن بلد محترم ويجب ألا نبحث عن دستور يشبه دساتير الدول المتقدمة من حيث الفقرات والشكل نريده دستورا حقيقيا من حيث المضمون.
ثانيا. إذا كنا لا نرغب في حوار ملتوية أو كبار علوية أيضاً متشعبة وتسبب الاختناق، فليس البديل سيدي الجنرال أن نأخذ الطريق الصحراوي السريع الذي لا يفضي الي شيء ويأخذنا الي صحارى الرمال والى واد غير زرع لنقف هناك في منتصف الصحراء ونفكر مليا وبدلا من ان نبني معمار دولة وجدنا نصبنا مسجدا وكنيسة، وظننا أننا فعلنا شيئا أو بنينا تجمعا جديدا على غرار المدن السيئة التي بناها رجال الأعمال في نهاية حكم مبارك . نريد أمرا وسطا ولكننا نريد وطنا لا يختلف عن الأوطان الحرة.
خريطة الطريق يا سيدي الجنرال لابد وان يحكمها مفهومان، الأول هو الحرية فالثورة التي لا تكون نتيجتها الحرية فبئس الثورة. نحتاج الي عمران به مؤسسات تحمي هذه الحرية وتطورها الى أقصى المدى. نريد أيضاً فرامل وكوابح واضحة ضد الأحزاب النازية والفاشية أو ما شابهها في سياقنا المحلي . نريد دستورا يؤكد على ان الفرد الحر هو أساس هذا المجتمع. ولا نريد أحزابا لها اي مرجعية دينية.الوطن في خطر ونحتاج الي رؤية جادة أساسها الحرية والعدل بحيث لا يقهر المصري أو المصرية باسم الدين أو باسم العسكر أو اي مسمى آخر. اعرف أنكم اهل مهام تنفيذية لا رؤى ولكن المهمة دونما رؤية حاكمة هي مضيعة للوقت. الوطن يستحق منا رؤية صادقة تدخلنا عالم الحرية ولا ترمينا الي الوراء الي عالم العبيد.

التعليقات