عين ع الإعلام
صحيفة إيطالية تكشف بالتفاصيل دور الإخوان المحوري في قضية ريجيني
بعد دعوة الحكومة البريطانية الثلاثاء مصر وإيطاليا إلى “مزيد من التعاون وبذل كل الجهود الممكنة في إطار الشفافية الضرورية لمعرفة ظروف وملابسات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة” عادت لندن وفق صحيفة “الجورنالي” الإيطالية، إلى الاهتمام بالدور الخفي والمريب للجهات المشغلة لريجيني، في ظل قربها من دوائر استخباراتية بريطانية شبه رسمية، والدوائر الإخوانية داخل مصر وخارجها.
وقالت الصحيفة الإيطالية، إن “المخابرات البريطانية لا تجهل حتماً الدور المناهض للنظام المصري الذي يلعبه الإخوان وجماعتهم، المحظورة في مصر بالقانون كما أوضحت الصحيفة، والناشطة والباحثة الجامعية المقربة من الإخوان، آن الكسندر من جامعة كامبريدج، التي تقف وراء إرسال ريجيني إلى مصر لإجراء بحوثه الدراسية، التي انتهت بمقتله”.
الموقف البريطاني
وأَضافت الصحيفة أن إعلان الحكومة البريطانية، على لسان وزير الشؤون الأوروبية ديفد ليدنتون الثلاثاء أن “الحكومة البريطانية على اتصال وثيق بالسلطات الإيطالية وتبحث سُبل تقديم كل المساعدة الممكنة، للحصول على نتائج وأجوبة مُقنعة يمكنها أن تقدمها لعائلة القتيل”، يؤشر على أن لندن غيرت استراتيجية التعامل مع هذه القضية التي قُتل فيها الباحث الإيطالي في الجامعات البريطانية، ما يُعيد تسليط الضوء على الجانب الخفي والغامض في هذا الملف المأسوي.
وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن متحدث رسمي باسم الخارجية البريطانية، أن الموقف البريطاني مرده عريضة أمضاها أكثر من 10 آلاف باحث جامعي في بريطانيا طالبوا فيها الحكومة “بمعالجة أصل المشكلة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن صاحبة فكرة العريضة، باحثة أخرى في جامعة وارويك، الأستاذة الجامعية هانا واديلوف، المتخصصة في الجماعات الإرهابية في أفريقيا.
مخابرات وقوات خاصة
وفي هذا الإطار قالت الصحيفة إن واديلوف “مثلها مثل ريجيني عملت لدى مركز الدراسات المشبوه أوكسفورد أناليتكا، شركة الاستشارات المتخصصة في الدول المضطربة والمعرضة للمخاطر المرتفعة، على امتداد ثلاث سنوات، قبل أن تتحول إلى العمل فترة قصيرة لدى “أيه كاي أي” الشركة المتخصصة في الخدمات الأمنية، والتي يُشرف عليها ويُديرها قدماء المخابرات البريطانية والقوات الخاصة البريطانية، بصفة مُحللة أمنية متخصصة في دول الصحراء الأفريقية الكبرى”.
وأكدت الصحيفة أنه رغم ظهور علامات واضحة على علاقة “المؤسستين المذكورتين بسفر ريجيني إلى مصر وتحركاته فيها، رفض الإعلام والجهات المختصة في لندن، التركيز على دورهما المحتمل في مأساة الطالب الإيطالي”.
وتُضيف الصحيفة أن الموقف البريطاني يُخفي ربما رغبة في احتواء مضاعفات العريضة التي أطلقتها الباحثة الجامعية والتي طالبت بتسليط الضوء على شركات تفضل العمل بعيداً عن الإعلام والرأي العام البريطاني والدولي.
ولكن الجامعية نجحت بعريضتها هذه، حسب الصحيفة، في إعادة توجيه الأنظار من جديد صوب أوكسفورد أناليتكا وأيه كاي أي، وصلة الوصل بينها المتمثلة في الباحثة في جامعة كامبريدج، آن الكسندر وزميلتها من أصل مصري مها عبد الرحمن، في محاولة لمعرفة دورهما في المصير الذي لقيه ريجيني.
تسفير ريجيني إلى مصر
وقالت الصحيفة في هذا الإطار: “يبدو أن مها عزام، لعبت أدواراً غامضة في هذه القضية، ويبدو أن السلطات البريطانية انتبهت أخيراً إلى أهمية وضرورة التعرف على دور الباحثة المصرية الأصل، التي أطلقت منذ يونيو(حزيران) 2015 ندوة في لندن حول انتهاك حقوق الإنسان في مصر، في إحدى قاعات جامعة كامبريدج، نفس الفضاء الذي يحتضن مقر منظمة العفو الدولية، التي أطلقت لاحقاً حملة الحقيقة من أجل جوليو”.
وتُضيف الصحيفة “في الندوة المذكورة، تنافس المشاركون على تبيان خطورة الوضع في مصر، والتعديات التي تطال من هب ودب فيها”، ولكن رغم سلبية التشخيص للحالة المصرية، لم تُمانع الباحثة كما تؤكد الصحيفة” في إمضاء التحليل الذي قدمه ريجيني لإدارة الجامعة البريطانية لطلب الحصول على تمويلٍ لبحوثه القادمة في مصر، والتي لم تأت على المخاطر والمشاكل التي كان يُمكن أن تعترضه في مصر”، الأمر الذي كان سيُجبر الجامعة على رفض طلبه السفر إلى مصر.
وتُشير الصحيفة إلى أن مها عزام “ليست باحثة أو أكاديمية عاديةً فهي أولاً وقبل كل شيء، رئيس المجلس الثوري المصري، ومقره جنيف السويسرية” أحد أقدم وأشهر معاقل الإخوان المسلمين في أوروبا، وإحدى الواجهات الديموقراطية وغير المشبوهة اليوم لجماعة الإخوان في الخارج، في سويسرا وفي تركيا بدرجة أقل.
الإخوانية البريطانية آنا
وإذا كان هذا دور الأكاديمية المصرية البريطانية، فإن دور زميلتها آنا ألكسندرا التي التقتها منذ 2009، لا يقل غرابة وإثارة للشكوك حسب “الجورنالي”، ذلك أن ريجيني سافر إلى القاهرة “مستعيناً بعلاقاتها وشبكة معارفها في مصر في أكتوبر(تشرين الأول) 2015، وذلك في الوقت الذي كانت الجامعية تنشر فيه بحثاً عن مصر قالت فيه إن التحالف بين اليساريين الراديكاليين والإخوان المسلمين، هو التحالف السياسي الوحيد القادر على إسقاط حكم عبد الفتاح السيسي وإنهائه، وبعد أيام قليلة، في 25 أكتوبر(تشرين الأول) نشرت الباحثة الجامعية بياناً على موقع الإخوان المسلمين الرسمي، دعت فيه بريطانيا لإلغاء زيارة الرئيس السيسي وفرض عقوبات عليه”.
ولم يتوقف نشاط “الأكاديمية” البريطانية عند هذه الحد، ففي “4 نوفمبر(تشرين الثاني) كانت آنا ألكسندرا، تقود مظاهرة في لندن ضد مصر ونظام السيسي، ملوحة وبحماس مُثير للانتباه برايات الإخوان المسلمين وشعاراتهم”.
وتُنهي الصحيفة: “في الوقت الذي يتزايد فيه الخلاف ويتصاعد بين مصر وإيطاليا حول ملف مقتل ريجيني، بين روما التي تنظر في اتخاذ إجراءات إضافية ضد مصر، والقاهرة التي تُهدد بالتصعيد المناسب، سيكون من المفيد والأنسب للطرفين، التفطن إلى إمكانية استغلال بعض الجهات في الخفاء للملف والحرص على المضي به إلى نقطة اللاعودة”.
المجلس الثوري
رغم سعيه إلى تقديم نفسه تنظيماً سياسياً معارضاً وسلمياً، ورغم تقديمه مها عزام لتكون الرئيس الرسمي للمجلس الذي يجمع “المصريين في الخارج المعارضين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي” إلا أن المجلس يفشل في إخفاء علاقاته الوثيقة والعضوية بجماعة الإخوان من جهة وبالتنظيم الدولي للإخوان من جهة ثانية، ويكفي لذلك النظر إلى هيكل قيادة هذا المجلس، وحضور الإخوان فيه، مثل عمر دراج، رئيس المكتب السياسي والاقتصادي أي قلب التنظيم الفعلي، ووليد الشرابي، وأحمد حسن شرقاوي، وأحمد عامر، وأسامة رشدي وغيرهم من الأسماء الإخوانية.
وتعد مها عزام من أبرز القيادات الإخوانية التي سافرت ضمن وفد زعماء الإخوان المسلمين في يناير(كانون الثاني) إلى الولايات المتحدة بدعوة من وزارة الخارجية الأمريكية، في إطار الجهود الرامية إلى “تعزيز ودعم المعارضة للنظام المصري ممثلاً في الرئيس عبد الفتاح السيسي”.