كتاب 11
مصر والعرب
في اخر انتخابات مصرية في عهد الرئيس مبارك ، أخذت التاكسي من فندق ماريوت. متجها الى وسط البلد وأخذت اتحدث مع السائق حول الانتخابات وإذا ما قام بدوره الوطني في المشاركة لاختيار من يمثله .بنظرة مليئة بالغضب أخذ يقول : أنا مشفتش بطاقة الانتخاب ومش عايز اشوفهه، يا راجل هم اخذوا يشيدون قصورهم في الجنة بعد ما انتهوا من قصور الارض…. كان الغضب معتمر بالنفس لحالة الفساد والاستبداد وكان فاقد للأمل في الحياة ويشعر بمرارة فساد الاستبداد .
وتفاجئنا بثورة ميدان التحرير الذي قاده شباب مصر وليس أحزابها من يمينها الى يسارها.
لما رفع شعار ارحل كان الكثير يعتقد رحيل رأس السلطة وكنت أقول للكثير من الزملاء انه رحيل للأحزاب التي خيبت أمالنا وضيعت دربها وأصبحت هي في خانة واحدة مع السلطة . مشكلتنا مع المجتمع الذي تشكل وفق رؤية الاستبداد الذي تمكن من النفس وسيطر على عقولنا.
عندما زارت مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية القاهرة والتقت مع كبار المسئوليين ،قال لي احد مرافقيها ان سقوط مصر هو سقوط العرب. فهمت الرسالة وان كنت اعرفها منذ زمن وأدرك ان مصر العروبة مستهدفة من كبار العولمة ، فهم نجحوا بجرها خارج السكة العربية وكانوا يريدون تدمير مصر بعد دمار العراق وها هم يدمرون سوريا ويخططون لدمار السعودية بزجها بحروب انهاكية ، فنحن اليوم نعيش مرحلة التفكك والتدمير لمجتمعاتنا العربية بعد ان دخلت ايران على الطريق وتحولت بعلاقاتها مع الشيطان الأكبر كما يحلو لهم بتسمية واشنطن ، وتحولت الى سمن وعسل . والسؤال أين يكمن العيب فينا ام في في واشنطن. نحن نعرف ان المصالح تحكم العالم وأمريكا ضاقت بِنَا ومن فوضتنا ولم تعد قادرة على تحمل اعباء اخطائنا التي باتت تشكل هما عالميا بعد احداث سبتمبر. من نلوم ، نلوم أنفسنا ام نلوم الاخر ، نحن نجري وراء لوم الاخر لأننا اخترنا الهروب في تاريخنا ونرفض النقد الذاتي ونرى ان الجميع يتآمر علينا ، فالعقل تربى على ذلك ولا مجال لنا الا بتغيير العقول !
كمواطن خليجي أقول لصانعي القرار ان سقوط مصر بمثابة سقوط لنا جميعا ودعونا نفكر في استرجاع مصر القوة الإقليمية التي علمتنا وتعلمنا منها ودعونا نتجاوز النمطية وندرك ان الاخطار كبيرة ولا مساحة للمناورة.
الرئيس السيسي يحمل الأمل بعقله وقلبه فلا تخذلوا السيسي ولا تخذلوا عروبتنا.