أفضل المقالات في الصحف العربية
تنحي أمير قطر لصالح ابنه تميم؟
بعد أن نشرت "الديلي تلجراف" البريطانية خبر احتمال تنحي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة عن الحكم لصالح ابنه وولي عهده الشيخ تميم بن حمد، بدأت التحليلات تتزايد حول احتمالية تغيير النظام في قطر هذا الصيف. السؤال هو الى أي مدى هذا صحيح، وما هي المؤشرات التي ترجح نقل السلطة في إمارة الغاز والجزيرة؟
بداية، ليس سرا ان دول الخليج لم تعد قادرة على التعامل مع الامير ووزير خارجيته ورئيس وزرائه حمد بن جاسم . وهناك رغبات قد تكون نقلتها الدول الخليجية للكفيل العالمي لقطر وهو الولايات المتحدة الأمريكية التي تحمي النظام الأميري من خلال تواجد أمريكي ضخم في قطر متمثلا في قاعدتي العديد والسيلية وهما أكبر قاعدتين أمريكيتين في العالم يأتي بعدهما الوجود الأميركي في المحيط الهادي متمثلا في قواعد جوام gwam واكناوا Okinawa في جنوب اليابان . الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفي الزيارات الأخيرة لأمير قطر جعلتا نقطة نقل السلطة في قطر محور الحديث مع الامير مما تسبب في امتعاض لدى حمد بن جاسم من هذا التدخل الخشن في الشؤون القطرية من قبل الدول التي ارتهنت لها قطر أمنها .النقطة الثانية هي ان سياسة قطر تجاه دول الربيع العربي قد أنهت مهمتها وان اي تدخل زيادة عن ذلك سيهدد امن واستقرا تلك الإمارة الصغيرة . لذا مطلوب ان يكون هناك نظام جديد ينأى بنفسه من حزمة السياسات هذه مما لا يكلف قطر الكثير في المستقبل.النقطة الثالثة هي ان امير قطر معتل ومريض ولا يستطيع القيام بمهامه كاملة لذا نرى انه قد سلم معظم الملفات الحساسة للشيخ تميم . معروف أيضاً في قطر وخارجها ان حمد بن جاسم طامح في السلطة وان تسليم السلطة مبكرا لتميم هو عمل احترازي ضد حمد بن جاسم الذي يمكن ان ينقض على السلطة إذا ما تدهورت صحة الامير بشكل عاجل.النقطة الرابعة والاهم هي ان الغرب يريد لقطر ان تكون نموذجا للتغيير السلمي في الخليج حيث تنقل السلطة من الجيل الأكبر إلى الجيل الأصغر من دون تكلفة سياسية . والمقصود هنا ليس قطر وحدها وإنما منظومة مجلس التعاون الخلجي برمتها الست تعاني من فجوة عمرية كبيرة بين من يحكمون الآن وبين الحيل الأصغر المؤهل للحكم .
قطر كنموذج هي العبارة المفتاح في هذا التحليل لان تبعات ذلك تتجاوز حدود قطر وترسخ لفكرة الانتقال السلمي للسلطة في تلك البقعة من العالم والتي هي أساسية في استقرار العالم الصناعي المعتمد على نفط الخليج.
ويبقى مقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز، اللغز الأكبر في عملية استبدال مجموعة الحكم في قطر بمجموعة أخرى من دون خلخلة قطر والقواعد الأمريكية هناك. تسريب المعلومات عن علاقة بين قطر ومقتل السفير قد يكون هو واحد من اكبر ألغاز الربيع العربي.
لا احد يستطيع ان يخمن كيف ستسير الأمور في قطر، ولكن خارج قطر هناك حالة "زهق" إقليمية ودولية من إدارة قطر الحالية تجعل التغيير شبه حتمي .