سياحة وسفر

07:55 صباحًا EET

#مصر_بلادى_الجميلة 4 (الجامع الرفاعى)

سنكمل معا اعزائي القرّاء فى يومنا الرابع من رحلاتنا التاريخية والسياحية عبر اثير التاريخ المصرى العظيم الذى فيه الكثير والكثير من الأروقة الساحرة والأجواء المبهرة  وستنتقل بنا أله الزمان الى مسجد من اعرق وأشهر المساجد المصرية القديمة الا وهو “مسجد الرفاعى” ويعد الجامع الرفاعى من اكبر واعظم الجوامع المصرية لما له من اثر فى نفوس المصريين فهو يضم رفات بعض من حكام الاسرة العلوية وزوجاتهم ، وماله من عظمة فى البناء والزخرفة.

(الجامع الرفاعى )

ينسب اسم مسجد الرفاعى الى الشيخ الرفاعى فهو أحد أحفاد الامام الرفاعى وهو على أبو الشباك، وفد والده على مصر سنة ٦٨٣هجرية وتزوج حفيده الملك الأفضل أحد أمراء المماليك فى عهد السلطان المنصور سيف الدين قلاوون، فانجب منها ولده على وقد رحل أحمد الصياد حفيد الإمام أحمد الرفاعى عن مصر قبل أن يولد ابنه على، فبقى على فى كنف أمه وأهلها فى مصر واتخذ طريقة جده الصوفية وأخذ يدعو لها وجعل من سكن أسرته وعائلته فى سوق السلاح مقرا للطرق الرفاعية.

على أن ” على أبى الشباك ” حفيد الرفاعي، لم يكن او أول من دعا إلى الرفاعية في مصر فقد سبقه إلى ذلك الشيخ أبو الفتح الواسطى الذى وفد إلى مصر من العراق فى اوائل القرن السابع الهجرى، أى قبل على الشباك بنصف قرن تقريبا، فأقام بمدينة الإسكندرية وبدأ ينشر الصوفية على الطريقة الرفاعية

وصف المسجد

أما مسجد الرفاعى الحالى فقد كان يشغل جزءا من أرضه مسجد قديم يرجع إلى العصر الفاطمى عرف باسم مسجد الذخيرة قال عنه المقريزى:” يقع مسجد الذخيرة تحت قلعة الجبل بأول الرميلة تجاه مدرسة السلطان حسن بن محمد بن قلاوون. أنشاه ذخيرة الملك جعفر متولى الشرطة ومتولى الحسبة سنة ست عشرة وخمسمائة ” ويضيف المقريزى: “وقد عرف هذا المسجد أيضا باسم(لابالله) وذلك لأن ذخيرة الملك جعفر كان يقبض الناس من الطريق ويعسفهم فيحلفونه ويقولون (لابالله) فيقيدهم ويستعملهم فيه بغير أجرة، ولم يعمل فيه منذ إنشائه إلا صانع مكره أو فاعل مقيد وكتب عليه هذا البيت المشهور:
بنى مسجدا لله من غير حلة * وكان بحمد الله غير موفق.

وجاء فى الخطط التوفيقية، أنه كان يشغل جزءا آخر من مسجد الرفاعى، زاوية كانت تعرف باسم الزاوية البيضاء أو الزاوية الرفاعية، كان بها عدة أضرحة منها ضريح سيدى على أبى الشباك وسيدى يحيى الأنصارى والسيد حسين الشيخونى شيخ سجاده الرفاعية سابقا. وكان يرد لزيارة سيدى على أبى الشباك (حفيد الإمام الرفاعى) هذا خلق كثير من مصر وغيرها وخصوصا المصابين بالأمراض العصبية المعروفة عند العامة (بالرياح الطبيعية). وفى سنة ست وثمانين ومائتين وألف هجرية اشترت الوالدة باشا خوشيار هانم  والدة الخديوى إسماعيل ارض مسجد الذخيرة والأماكن الواقعة بجوار زاوية الرفاعى من الجهات الأربع فشملت حوش بردق المعروف بحوش الحدادين والحمام الذى كان هناك ويقول على مبارك” ولكنه لم يعرف باسم  خوشيار هانم بل بقى باسم الرفاعى نسبة إلى زاوية الرفاعى، وأمرت أن يعمل ضريح لسيدى على أبى الشباك الرفاعى وسيدى يحيى الأنصارى ومدافن لها ولمن يموت من ذريتها.
ويتكون تخطيط مسجد الرفاعى من مربع تبلغ مساحتة ١٧٦٧مترا به صفان من الدعائم بأركانها الأربعة أعمدة ملتصقة وتقسم الدعائم المسجد إلى ثلاثة أروقة، أقيم على عقود الرواق الأوسط، وفى وسط المسجد رقبة بها نوافذ تعلوها قبة كبيرة. وفى وسط الجدار الشرقى يوجد محراب كبير يكتنفه من جانبيه عمودان من الرخام أحدهما أبيض والآخر أخضر داكن، وحلى باطن المحراب وكذا تواشيحه بفسيفساء من الرخام الدقيق والصدف، ويعلوه شريط من الكتابة بالخط الثلث الجميل (قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها (وفوق الكتابة ثلاثة صفوف من المقرنصات المذهبة. وقد كسيت جدران المسجد جميعها وكذا الدعائم بالرخام أما الأعمدة فكلها من الرخام المستورد من تركيا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا، والجزء الأكبر منه مقطوع من محاجر بنى سويف وخاصة الأخضر منه. وبالمسجد منبر وكرسى للمصحف مصنوعان من خشب الساج الهندى بطريقة الخرط والحشوات المجمعة المطعمة بالعاج والصدف والأبنوس.

وللمسجد ثلاثة أبواب رئيسية، منها واحد فى الجهة الشرقية يؤدى إلى ردهة مستعرضة يتوسطها إيوان يؤدى إلى ضريح الشيخ على أبى الشباك الرفاعى. وعلى الجانب الشمالى من الردهة ومن المسجد كله يوجد مقابر ذرية خوشيار هانم ومقابر كثير من حكام الاسرة العلوية الذين حكموا مصر المحروسة وزوجاتهم . وفى الجهة الجنوبية من المسجد يوجد البابان الآخران وبينهما ضريح الشيخ يحيى الأنصاري. والأبواب الثلاثة معلقة إذ يصعد إليها بمجموعة من الدرجات وبالمسجد مجموعة كبيرة ونادرة من المشكاوات الزجاجية ومن الثريات المعدنية المكفتة بالذهب والفضة. وقد استغرق بناء هذا المسجد ثلاثة وأربعين عاما،. فقد بدأ إنشاؤه سنة ١٢٦٨هجرية وانتهى سنة ١٣٢٩هجرية والسبب فى ذلك يرجع إلى وفاة الوالدة باشا خوشيار هانم فتوقف العمل به فترة طويلة ثم استؤنف مرة ثانية. وقد بلغت تكاليف بناء هذا المسجد ١٣٢٥٠٠ جنيه هذا بالإضافة الى ثمن السجاد والأبسطة وكذا الثريات المعدنية والمشكايات الزجاجية وأجور الأيدى العاملة المصرية.

والى لقاء غدا ان شاء الله فى رحلة جديدة نرى فيها عظمة تاريخ مصرنا المحروسة

التعليقات