مصر الكبرى
فضيحة دستور الاخوان ( ١ من ٦)
لا يمكن تسمية مسودة الدستور التي صوتت عليها لجنة الاخوان المسماة باللجنة التاسيسية للدستور سوى بفضيحة دستور الاخوان . الدساتير تكتبها الامم لنفسها واكي تضيف بها الي مفهوم اوسع للحريات للانسانية جمعاء مثلما حدث مع دستور الثورة الفرنسية وشعارها الخاص "بالمساواة والحرية والاخاء " ومثلما الهم الدستور الاميركي ما تلاه من الدساتير في مفاهيم توازن السلطات والحريات . هذه هي دساتير الثورات دساتير تفتح افاقا جديدة لنظم الحكم والعيش في سلام في ظل التنوع . حديثا قدم لنا دستور جنوب افريقيا بعد انهاء حالة الفصل العنصري نموذجا للتعايش الانساني وللمصالحة الوطنية وانهاء التمييز. اما دستور الاخوان المعروض في مصر الان فهو دستور يجعلك تخجل من ان تكون مصريا، فرغم ان الثورة جعلتنا نتباهي بمصريتنا امام الامم، جاء دستور الاخوان ونزع منا هذه الميزة وبهجتها. لا اقول هذا من منطلق معاضة للاخوان ولكن بشكل موضوعي وساعرض اسباب خجلي من هذه الوثيقة التي لا يمكن وصفها الا موضوع تعلير طويل كتبه طالب ثانوي ووضع فيه ما وقعت عليه عينه من ابواب دساتير معيبة سابقة . عملية قص ولصق توحي بموت روح الابداع في وطن كان مبدعا في الثورة ثم سخط الله عليه لينتج وثيقة بكل هذا العمي والبله السياسي والانساني .
اجبرت نفسي عل. قراءة هذا النص الابله رغم انني لم استطع الاستمرار في قراءة مسودة الدستور البعد عناء لما فيها من جهل واضح . فمنذ بدايات الديباجة لهذا الدستور هناك خطأ معرفي يقول بأن مصر أول من قدم أبجديات الكتابة للعالم. وهذا خطأ لا يقع فيه جاهل لأن نظريات ظهور الأبجديات محل جدل تاريخي وعلمي غير محسوم، وهناك نظريات كثيرة في هذ الأمر ليس أول أن الكتابة بدأت في مصر.
ثانيا في الديباجة، الشعب هو مصدر السلطات كنقطة أولى، أما في أبواب الدستور فتأتي هذه الفقرة بعد الأزهر وقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين واليهود. وطبعا يذكر الدستور فقط المسيحيين واليهود، وكأن مصر لن يسكنها في المستقبل أو يتجنس بجنسيتها أحد من ديانات أخرى!
ثم تزخر المسودة بكلام لا معنى له من نوعية "النساء شقائق الرجال" "وتكريم المرأة"، الدساتير ليس فيها رجل أو امرأة بل فيها مواطن، ومتى ما ذكر تكريم المرأة يعني هناك إقرار أو نية بتمييزها سلبا عن الرجل. الدستور يتعاطى مع المواطن بغض النظر عن جنسه أما الكلام المنمق الخطابي في المسودة عن النرأة وحقوقها فهو كلام وشعارات جمعيات حقوقية لا كلام دساتير.
الأمر الغريب أيضاً ان دستور بلادنا كما يراه الاخوان دستور توسعي يجور على حقوق دول الجوار حيث يعلن الدستور ان وحدة الأمة العربية من أهدافه الكبرى، دونما احترام لرغبات دول الجوار التي ما ان تقرأ هذه الفقرة حنى يتملكها الخوف من دولة تريد الاستحواذ والتوسع . السؤال هنا اذا كنا ننشد الوحدة العربية فماذا عن العرب الذين سيكونون شركاء في هذه الوحدة ؟ هل سألناهم إن كانوا يريدون اتحاد معنا أم لا، وماذا عن اللي مش عايزين يتحدوا معنا ولا يشوفوا خلقتنا؟ هل سيدفعهم هذا السلوك العدواني الي التشدد في منح عمالنا فيزا المرور الي دولهم لخوفهم من رغبة الاتحاد هذه؟ وخصوصا أننا الأكثر عددا في المنطقة وان أعدادنا قادرة على الاستحواذ في دول غير مأهولة بالسكان مثل البحرين وقطر والكويت والإمارات وليبيا الخ؟ ما هذا العته وما علاقة هذا بالدساتير؟
هذه مجرد مقدمة ستتبع ها مقالات مفصلة عن كل بنود الدستور سأتناول فيها تلك اللغة الأبوية والشعبوية التي أخذها طالب الثانوي هذا من تراث الاشتراكية من مبادئ لا تؤمن بالحرية ولا الديموقراطية فلا يوجد في دستور في العالم ان هناك إجبار على العمل بحكم القانون أو غير القانون وليس هناك من دساتير العالم من يجعل الدولة راعية للأسرة والثقافة كما ان قوانين الجنسية وغيرها من القوانين التي يشرع لها الدستور كلها مخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان . هذه قضايا سناخذها بالتفصيل في المقالات القادمة. موضوع التعبير هذا المسمى دستورا يجب ان يفضح للعالم وللمصريين. فكما قالت سيدة الغناء العربي وبتصرف " إنما للجهل حدود".