مصر الكبرى
قبل أن نغرق في الفشنك
قبل الإنتخابات الرئاسية بأيام لابد  أن نكشف للناس الفارق بين الحقيقة والفشنك في تصريحات بعض المرشحين لرئاسة مصر خصوصا فيما يخص  قضايا الأمن القومي وتبعاتها على مصر أولا وعلى المواطن المصري ثانيا. وسأختصر ذلك سريعا في نقاط محددة اتخذها كمثال ونقيس عليها الكثير من التصريحات الفشنك، او الفشنك المحتمل.
بداية،  ماذا يعني مثلا أن يقول أحد المرشحين أن إسرائيل عدوا استراتيجيا؟ أو أن أحدهم يريد تنويع  مصاد سلاح الجيش المصري حتى لا نعتمد على اميركا؟ طبعا أن تقول أن اسرائيل عدو استرانتيجي سيكسب الجميع المرشحين والإعلاميين شعبية رخيصة، لكن تعالوا  نفكك هذا الكلام الفارغ ونناقشه بجدية لنفرق بين الجد والفشنك.
هذا التصريح الخطير هام بالنسبة لطرفين: الطرف الأول هو الجانب الإسرائيلي والطرف الثاني هو الجيش المصري الذي سيدفع الثمن حال حدوث حرب بيننا وبين اسرائيل.
أولا: أي مبتديء في دراسة العسكرية الإسرائيلية يعرف أن عقيدة الجيش الإسرائيلي مبنية على فكرة الضرية الإستباقية ومواجهة الخطر قبل حدوثة كما رأينا في حروب اسرائيل كلها ضد العرب والتي كانت فيها اسرائيل معتدية علينا، وبينما تحقق اسرائيل اهداهفها على الأرض نبقى نحن اسرى اللطم وانتظار تطبيق القانونن الدولي، وموت يا حمار. حتى في الضريات الخاطفة مثل المفاعل النووي العراقي والسوري والإيراني المحتمل، اسرائيل لا تحيد عن عقيدتها الإستباقية. إذن على من يقول بهذا التصريح أن يعي أنه يدعو إسرائيل وبشكل مباشر أن تقوم بضربة استباقية ضدنا، ولست هنا في مجال هل سنستوعب الضربة ونرد الصاع صاعين أو خلافة فهذه تقديرات يعرفها جيشنا ولا نعرفها نحن أو ما نعرفه عنها قليل.
ثانيا:  هذه دعوة أيضا من الرئيس القادم للجيش ان ينقلب عليه بعد شهور، بمعني انه لو أن الرئيس القادم قرر أن  اسرائيل هي العدو الإستراتيجي فعلية أن يجهز جيشا للمواجهة، فإذا ما قرر الجيش انه في غني عن دخول حرب قد لا يكسبها، فيسيذهب قائد الجيش إلى الرئيس قائلا له " يا حبيبي ارجع انت لورا شويه وما تشتغلش في اللي ما تعرفش فيه"، فأمن الوطن هذا هو عملنا ووظيفتنا ولا داعي لتوريط وطن من اجل تصفيق رخيص من قبل الشعب، وحتى لو كان الشعب معك في هذ التصريحات النارية، فلن نسمح لجيشنا أن يدمر "علشان خاطر عيونك". وهذه دعوة للجيش مرة للإنقلاب على الرئيس لأن الجيوش المحترفة لا تسمح بمراهقات لفظية فيما يخص مستقبل وأمن الوطن.
أما فيما يخص تنوع مصادر السلاح فهذه دعوة تجعل الجيش الإسرائيلي اسعد الناس برئيس مصر القادم، وذلك لأان تنويع السلاح يعني أن الجيش المصري لن يكون قادرا على الحرب خلال العشرة سنين القادمة وساعة دخوله اي حرب سيمنى بهزيمة لا مثيل لها. طبعا هذا كلام ثقيل ولكن كما يقول في العامية "اللي ما يعرفش يقول عدس"، تنوع السلاح هو مصيبة المصائب لدى الجيوش لان الحرب الان هي حرب اليكترونية تضرب فيها الصواريخ والطائرات بدون طيار مواقع في افغانساتن واليمن من كمبوتر في فلوريدا، وليست حروب اسماعيل ياسين في الأسطول.
أما الذين يريدون مقاطعة اميركا من المرشحين فليقولوا للجيش كيف سيوفروا له دعما يعادل 12 مليار جنيه مصري سنويا، طبعا بارك الله في مبادرة الشيخ حسان، هو فين الشيخ حسان بالمناسبة، وأين ذهبت مبادرته؟
طبعا الاخ المرشح لا يعرف أن اسلحتنا التي اشتريناها من اميركا بدون تحديث للأجهزة تصبح قطعة صفيح، وأن مقاطعة اميركا تعني انه لن يكون لدينا عتاد. وأن اول من سينقلب على هذا الكلام الفشنك هو الجيش المصري، وليعلم الرئيس القادم أن التصريحات الفشنك، هي التي تجعل الدولة في يد الجيش، فكيف تطلبون بانهاء حكم العصر وانتم تتصرفون كمراهقين مما يجعل استلاء العسكر على السلطة مقبولا ليس في الداخل فقط بل في الخارج أيضا. رجاءا لا تغرقونا بالفشنك، فالوطن أهم من التصريحات النارية يا سادة.