مصر الكبرى
مضادات الاكتئاب .. أضرارها تفوق الفائدة منها
 
تأتى مضادات الاكتئاب فى المرتبة الثانية بعد المضادات الحيوية مباشرة فى قائمة الأدوية الاكثر رواجا فى العالم، خاصة فى الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح من المألوف حاليا فى المجتمعات المستقرة اقتصاديا والتى تتمتع بنظام تأمين صحى قوية أن يغطى التأمين نفقات العلاج النفسى، الأمر الذى يدفع بالمسنين إلى قبول علاج الاكتئاب حتى فى أبسط صورة والتى تقف عند حدود المشاعر الاكتئابية بالأدوية، لكن هل بالفعل العلاج بمضادات الاكتئاب هو الحل الأمثل والعلاج الاكثر كفاءة للاكتئاب والكآبة؟
السؤال كان محل دراسة علمية نشرت نتائجها هذا الاسبوع فى المطبعة الالكترونية من الدورية المرموقة قاد فيها البيولوجى الكندى من جامعة ماك ماستر المعروفة باهتمامها البالغ بالعلوم الحديثة مجموعة من الباحثين.
فى كل عام تصرف ملايين التذاكر الطبية فى كندا لعلاج الاكتئاب بالأدوية التى تطبق عليها مضادات الاكتئاب يكتبها الاطباء فى ثقة ويتناولها المرضى فى رضا، فهل بالفعل تحقق الفائدة المرجوة منها؟
كان السؤال هو طرف الخيط الذى التقطه العالم الكندى ليبدأ دراسات حول جدوى مضادات الاكتئاب واثرها على خلايا الانسان وانسجته. دراسته المنشورة نتائحها هذا الاسبوع سبقتها دراسات له فى ذات السياق.
مضادات الاكتئاب المعروفة حديثا تعمل على زيادة نسبة هرمون السيروتونين المسئول عن الحالة المزاجية للانسان والذى يدخل ايضا فى العديد من العمليات الحيوية الاخرى المختلفة فى الجسم.
زيادة هرمون السيرتونين قد يحقق الغرض منه بصورة أو بأخرى فيما يتعلق بالحالة النفسية لكن الجزء الاكبر منه فى الواقع يستغله الجسم فى مواقع اخرى كالجهاز الهضمى والجهاز التناسلى وأغراض مختلفة كإيقاف النزيف وتكوين الجلطات، الامر الذى تراه الدراسة النصف الفارغ من الكوب.
ترصد الدراسة تأثيرات سلبية عديدة لمضادات الاكتئاب ترى انها تفوق الفائدة المرجوة منها حتى اذا تحققت فى أكمل صورها حالات الموت المفاجئ أو المبكر نسبيا بين المسنين ممن يتناولون مضادات الاكتئاب مقارنة بمن يعتمدون على سبل اجتماعية للتخلص من المشاعر الاكتئابية جاءت أكبر الى جانب العديد من التأثيرات السلبية التى عددتها الدراسة:
* مشاكل عديدة للأطفال المولودين لأمهات يعتمدون على مضادات الاكتئاب.
* مشاكل مختلفة تتعلق بحياة الرجل والمرأة الحميمة وعلاقتهما الجسدية الى جانب مشاكل اخرى فيما يتعلق بالخصوبة والانجاب.
* متاعب الجهاز الهضمى ومشكلاته من نوبات متكررة بلا مبرر مرضى من الاسهال والامساك وسوء الهضم.
* القابلية لتكوين الجلطات وتفاعلات النزيف المفاجئة امر وارد بصورة اكبر لدى من يتناولون الأدوية المكافحة للاكتئاب.
تأتى أهمية تلك الدراسة كونها تجرى للمرة الأولى من وجهة نظر علم الاحياء وليس كالعادة من وجهة نظر علم النفس أو أمراض الاعصاب أو حتى علم الأدوية انما هى دراسة علمية ترصد أثر تلك الأدوية على عمل الخلايا وتأثير هرمون السيرتونين على خلايا المخ وخلايا اخرى فى انسجة اعضاء الإنسان الأخرى.
دراسات د. أندرو السابقة حاولت أن تجيب عن السؤال المهم: هل لمضادات الاكتئاب جدوى حقيقية فى علاج الاكتئاب؟
يرى باحث علم نشوء وتطور الخلايا أن علاج الاكتئاب باستخدام الادوية المضادة للاكتئاب انما هو الشرب من نصف الكوب الفارغ وان على العلم أن يعيد النظر فى تعريف الاكتئاب وبالتالى علاجه.