عرب وعالم

10:06 صباحًا EET

كلمة الأمير منصور بن ناصر عن العلاقات #السعودية #الأمريكية في جامعة أنديانا

في خطاب ألقاه بجامعة «إنديانا» الأميركية عن العلاقات السعودية الأميركية أكد الأمير منصور بن ناصر، مستشار الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، أن العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين السعودية والولايات المتحدة تعود إلى أكثر من 8 عقود، وبالتحديد إلى عام 1933، وتعززت بعد لقاء جمع بين الملك عبد العزيز المؤسس والرئيس الأميركي الأسبق روزفلت عام 1945، لتشمل قضايا الطاقة العالمية، والأسواق المالية، والتجارة والاستثمار، والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقال الأمير منصور في خطاب ألقاه بجامعة «إنديانا» الأميركية، بحضور رئيسها الدكتور مايكل رابي، وعدد من الضيوف والطلاب، إن «الولايات المتحدة والسعودية واجهتا معًا التحديات في الماضي، مثل الخطر الشيوعي خلال الحرب الباردة، والتحديات المستمرة للتهديدات الإرهابية إلى اليوم.

إن المملكة العربية السعودية اليوم هي خط الدفاع الأول ضد كل أشكال الإرهاب في العالم، جنبا إلى جنب مع حلفائنا ومن خلال التعاون العالمي وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

وقد تمكنت المملكة العربية السعودية من القضاء على التهديدات الموجهة إليها وإلى حلفائها, وشملت جهود المملكة العربية السعودية في سياق مكافحة الفكر المتطرف الحملات الوطنية لتوعية الجمهور وإعادة الإدماج عن طريق مركز محمد بن نايف للمناصحة وكذلك تطبيق أحد أنظمة الرقابة المالية الصارمة للغاية في العالم، كما قال السيناتور ليندسي غراهام.

وأود أن أشير إلى أن إقرار قانون (JASTA ) يشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي فيما يتعلق بالعلاقات الدولية التي تقوم على مبدأ المساواة والحصانة السيادية، ومع ذلك فأنا واثق من أن العلاقات بين بلدينا لا تزال مبنية على أساسٍ متين من الثقة والاحترام الواجب للمصالح المشتركة، والشراكة الفعّالة، وقد كان هذا واضحا طوال الوقت، كما أن العلاقات السعودية الأمريكية لم تتأثر مطلقاً بالانتخابات، أو تغيير الأحزاب السياسية الحاكمة، وآمل أن يستمر هذا ليكون ذلك للأجيال القادمة.

السيدات والسادة…

كان لي الشرف والامتياز في خدمة صاحب الجلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز مستشارا له لمدة اثني عشر عاما.

وكان زعيماً استثنائياً في بلد تميز بثلاث مزايا رئيسية، وهي:
أوّلاً: أنه بلد أنعم الله عليه أن يكون قلب الإسلام والإيمان لأكثر من 1.5 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم.

ثانيا: أنه يحتوي على 20٪ من الاحتياطي العالمي للنفط.
ثالثا: أنه يقع في وسط منطقة الشرق الأوسط.

وكان الملك عبد الله مصلحاً عظيماً، وخلال فترة حكمه نما التعليم العالي في المملكة العربية السعودية ليشمل إنشاء 24 جامعة حكومية، وفي عام 2009 أسس جلالة الملك عبدالله (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا) الجامعة التي تعتبر رائدة في مجال البحوث والعلوم والتكنولوجيا والهندسة.

وكان الملك عبد الله من أشد الداعمين لتعليم المرأة، وقد قال في كلمته التي ألقاها في افتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في عام 2011م : “المرأة تحمل مسؤولية كبرى في الحفاظ على استقرار المجتمع، والاسهام في النمو الاقتصادي للبلاد وفق أفضل المعايير “.

وبالحرم الجامعي الجديد لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن تعتبر الجامعة أكبر جامعة في العالم للنساء؛ حيث درس بها أكثر من 60 ألف طالبة عبر 34 كلية، ومن المهم أن نفهم أنه نتيجة لهذا الدعم للمرأة نجد اليوم أكثر من 55٪ من مجموع طلبة الجامعات في المملكة العربية السعودية من النساء، وفي دعمه للمرأة السعودية، الملك عبد الله لم يشجع تعليم المرأة فقط، وإنما منحها الحق في التصويت والترشيح في الانتخابات المحلية في عام 2011م، وفي عام 2013م استلمت المرأة ثلاثين مقعدا في مجلس الشورى السعودي ؛ وهو ما يمثل 20٪ من بين إجمالي عدد 150 عضوا في المجلس.

وفي مجال التعليم يعدُّ برنامج منح الملك عبد الله للابتعاث واحداً من إنجازاته الهامة، ويعتبر هذا البرنامج دليلا على دعم جلالته وتشجيعه للتعليم وفهمه لأهمية بناء جسور التواصل المعرفي بين الثقافات، وقد تم إرسال أكثر من 280 ألف طالب سعودي للدراسة في الخارج ضمن برنامج المنح الدراسية الحكومية من قِبَل جلالة الملك؛ 47٪ من هؤلاء الطلاب درسوا في الولايات المتحدة الأمريكية أي ما يقرب من 130 ألف.

السيد الرئيس ،،،،
الحضور الكريم،،, السيدات والسادة ،،

قام الملك عبد الله أيضا بعددٍ من المبادرات السياسية التي تهدف إلى تعزيز المملكة العربية السعودية كقائد أساسي في العالمين العربي والإسلامي، ومن أهمها وضع خطة إيجابية للسلام في الشرق الأوسط في عام 2002م.

ولمزيد من الجهود الدولية، استضافت المملكة العربية السعودية المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب في فبراير 2005م، ودعا الملك عبد الله المجتمع الدولي إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، ونتيجة لذلك؛ وتحديداً في سبتمبر 2011م، تم تأسيس UNCCT (مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب) لتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ودعم الدول الأعضاء في تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب. وكعلاقةٍ مترابطة مع رؤية جلالته أسس جلالة الملك عبدالله مركز الملك عبد الله للحوار الديني كأداة للسلام والتسامح واختار النمسا مقرًّا له.

على الصعيد الإنساني، ولضمان استمرارية ما يؤمن به وما يراه من قيمٍ نبيلة، أنشأ الملك الراحل مؤسسة الملك عبد الله وتركز المؤسسة أساسا على 7 مجالات هي: التعليم، والتنمية الاقتصادية، والرعاية الصحية، العلوم والتكنولوجيا، والإغاثة الاجتماعية والإنسانية للمحتاجين في السعودية وحول العالم.

وفي الختام، كان الملك عبد الله “الأمة كلها” في رجل واحد! وكان معروفا بحكمته وآرائه السياسية المعتدلة، ومن ضمن اهتمامه بالشؤون الداخلية، في عام 2006 م ابتكر جلالته آلية من شأنها أن تضمن انتقالاً سَلِسًا للسلطة واختيار الملك وولي العهد، وتستند آلية الاختيار على الكفاءة بين أعضاء العائلة المالكة.

كما أنشأ الملك عبد الله الحرس الوطني للمملكة العربية السعودية وبنى واحدة من القوات التي تعتبر الأقوى والأكثر تنظيما، والأفضل تجهيزا من بين القوات العسكرية في الشرق الأوسط. وعلى الصعيد العالمي ، حافظت السعودية خلال فترة وجوده على علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي.

وأحب أيضاً أن أشير إلى أنه على المستوى الشخصي كان الملك عبد الله فارساً ماهراً، وكان لديه شغف كبير بالخيل وسباقاتها، وكان حريصا على الحفاظ على سلالة الخيول العربية الأصيلة.

اليوم، لا يزال بلدنا يتطور على جميع المستويات بفضل الجهود الرائعة من الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.

السيد الرئيس،،،
الحضور الكريم،،،

يسرني أن أقول إن تعازي الرئيس على وفاة الملك عبد الله في عام 2015م ، يعد دليلا على العلاقة القوية بين السعودية وجامعة إنديانا، وزيارتي اليوم هو أيضا دليل تقديري الكبير لتلك المشاعر الصادقة.

في نهاية هذا الخطاب أود أن أشكركم على كرم الضيافة والترحيب، وأتطلع شخصيا إلى رؤيتكم قريبا في المملكة العربية السعودية.

شكرا لكم جميعا…

يذكر أن جامعة «إنديانا» كانت قد وجهت دعوة للأمير منصور بن ناصر لتفقد دوائر الجامعة وكلياتها التي تضم مئات الطلبة الأميركيين والعرب والأجانب، كما دعته لإلقاء محاضرة حول خبرته الاقتصادية وتجاربه في مجال الأعمال، ومسيرة عمله في الدولة مع خادم الحرمين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.

التعليقات