مصر الكبرى

05:14 مساءً EET

بالصور| تفاصيل إحباط محاولة تجريف مقابر وتلال بين الجبلين الأثرية بالأقصر

تمكنت شرطة السياحة والاثار ومديرية أمن الأقصر من احباط محاولة ضخمة لتجريف وتدمير تلال ومقابر منطقة بين الجبلين الأثرية جنوب الأقصر ، والقت القبض على 4 متهمين رئيسيين فى الواقعة التى حاول مرتكبوها ازالة الشواهد التاريخية فى المنطقة وبيع أراضيها الأثرية كقطع للبناء ، كما تمكنت أجهزة الشرطة من ضبط حفار ضخم ومعدات استخدمت فى أعمال الهدم والتجريف لاثار المنطقة .

وكان اللواء مصطفى سلامة مدير شرطة السياحة والاثار قد تلقى بلاغا من مفتشى اثار منطقة بين الجبلين غرب مدينة اسنا بتعرض تلال ومقابر المنطقة لأعمال هدم وتجريف تمهيدا لتحويلها الى منطقة سكنية من قبل ” مافيا التعدى على أراضى الاثار وأملاك الدولة ” حيث أكدت تحريات اللواء علاء السباعى مدير مباحث السياحة والاثار والعقيد محمد أبوعايد رئيس مباحث السياحة والاثار صحة الواقعة ، وتم تحديد الجناة ، وتم على الفور تشكيل قوة بالتنسيق مع اللواء حسام المناوى مدير  أمن الأقصر اشرف عليها العميدان زكريا عباس مساعد مدير شرطة السياحة والاثار لمنطقة الصعيد وبهاء حامد مدير شرطة السياحة والاثار بالأقصر والعقيد عبد الحق محمد وبمداهمة المنطقة تم القبض احباط محاولات التعدى والتجريف والقبض على 4 ممن تزعموا عمليات الاعتداء والتجريف وهم :  فراج فؤاد عبد الجليل موجه بالأزهروشقيقه فرج فؤاد عبدالجليل مهندس بالكهرباء وعلى أحمد على مهدى ورجب السيد احمد رسلان ، كما تم ضبط حفار وجرار زراعى من المعدات المستخدمة فى عملية الاعتداء والتجريف لمعالم المنطقة الأثرية ، وأحيل المتهمون الى النيابة التى باشرت التحقيق باشراف المستشار عماد وليد البيلى المحامى العام لنيابات الأقصر .

وكانت منطقة ” بين الجبلين ” الأثرية بمدينة إسنا التاريخية جنوب محافظة الأقصر  خلال العام الجاري ، قد تعرضت لمحاولتين سابقتين لهدم وتجريف وتدمير لمقابرها وتلالها وأسوارها التاريخية ونهب وسرقة لآثارها التي يرجع تاريخها إلى العصور الفرعونية الأولى ، .

وكان أثريون يعملون في المنطقة – التي تعد من المناطق الأثرية المهمة في إسنا وترجع أهميتها إلى العصور الفرعونية الأولى حيث كانت الحد الفاصل بين الإقليم الثالث والإقليم الرابع من أقاليم مصر الجنوبية ويعنى اسمها القديم والحديث   “التلين ” أو الجبلين لأنها تقع بين الجبلين الشرقي والغربي على الضفة الغربية للنيل، كما كانت تسمى Perhathar أي معبد أو مقر الآلهة حتحور التي كان يوجد معبد لها في الجبل الشرقي والذي يرجع في أصله إلى ما قبل الأسرة الثالثة الفرعونية وكان يضم نقوشا من عصر الاضطراب الأول وأسماء الملوك  ” منتوحتب – بنحتب رع ” من الأسرة 11 الفرعونية وملوك من الأسرة 13 مثل جدف – نفر رع – جد عنخ – رع – منتو أم – ساف إلى نفر – حبت رع ثم من ملوك الهكسوس الأسرة 15 مثل خيان أوس رع – أبوقيس – قد كشفوا عن تعرض المنطقة  لاعتداءات على معالمها الأثرية طوال العام الماضي وفي وضح النهار وباستخدام معدات وحفارات ثقيلة تسبب دخولها إلى المنطقة في انهيار عدد من مقابرها الأثرية المبنية بالطوب اللبن ، ودمار كبير لمعالمها التاريخية ، وأشار الأثريون في مدينة إسنا ومنطقة بين الجبلين إلى تقدمهم باستغاثات للمسئولين في وزارة الدولة لشئون الآثار لإنقاذ آثار المنطقة مما تتعرض له من نهب وتدمير لكن حالة الإهمال والتجاهل من قبل المسئولين تسببت في استمرار التعديات على آثار المنطقة – التي تحوى مقابر من عصر الاضطراب الأول على الجبل الغربي من أهمها مقبرة إتى ITIالمحفوظة حاليا بجناح المتحف المصري في تورين بإيطاليا ، بجانب عثور البعثة الإيطالية حديثا على سور ضخم ربما كان يحمى القرية القديمة بالمنطقة –  وأثبتت المحاضر التي حررها المسئولون بمنطقة آثار إسنا وبين الجبلين وسلمت لوحدة شرطة السياحة والآثار في مدينة إسنا والمذكرة التي تقدموا بها للمسئولين بمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا عن أن المتعدين يستخدمون حفارات ضخمة في أعمال التعدي مما أدى إلى إتلاف الآثار الظاهرة بالمنطقة  من مقابر وأسوار ودفنات سبق اكتشافها بمعرفة بعثة أثرية ايطالية كانت تعمل بالمنطقة بجانب إزالة وتدمير للطبقات والشواهد الأثرية التي تحدد هوية المنطقة وتاريخها الأثري . وذلك بهدف الاستيلاء على أراضى المنطقة وسرقة مابها من آثار . حيث يتعرض التل الأثري بالمنطقة للتجريف بهدف الزراعة والبناء فوق مايضمه التل من معالم أثرية وهدم وتدمير للمقابر والدفنات المبنية بالطوب اللبن والاستيلاء على ما بها من آثار ..

يذكر أن منطقة أو قرية بين الجبلين غرب إسنا في جنوب محافظة الأقصر كانت قد أنجبت أعظم مهندس في التاريخ ايموحتب، وهو من أعظم البنائين والأطباء النوابغ في الطب والحكماء. هو ” ايموحتب ” كاهن الملك زوسر ووزيره تعرف الإغريق على عظمته بعد آلاف السنين، فقدروه وقدسوه وعدوه خالق عمارة الحجر، وأول حكماء الدنيا وأمام أطبائها فساووه بالإله ”  اسكايبيوس ” اله الطب واعتبروه ابنا للإله بتاح. وكان الملوك قبل ” ايموحتب ” يدفنون في قبور على هيئة مصاطب

لا تختلف عن قبور رعاياهم إلا بعظم حجمها وفخامتها وكانت تبنى من الطوب اللبن. ولكن ايموحتب نجح في تشييد قبر مليكه زوسر الذي وضع تصميمه ليكون أفخم من أي قبر شيد من قبل كانت الفكرة الجريئة في بناء هذا القبر هي أن يكون مبنيا بكتل من الحجر بدلا من الطوب اللبن، فشيد مصطبة كبيرة من الحجر الجيري قطعها من المحاجر القريبة ثم كسا جدرانه الخارجية بأحجار جيرية من النوع الأبيض الممتاز .

وبين الجبلين هي إحدى مناطق مدينة إسنا  وتبعد 55 كم جنوب الأقصر وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل. وكان لإسنا عدداً من الأسماء في القدم: أيونيت، تا -سـِنـِت، ولاتوبوليس. واسم لاتوبوليس عائد لسمكة البلطي Lates niloticus المتواجدة بكثرة في ذلك الجزء من النيل. وتحوى إسنا الكثير من المناطق الأثرية والتاريخية من أهمها معبد إسنا الذي يتوسط المدينة القديمة ويرجع تاريخ اكتشافه إلى عام 1843م . ومواقع أخرى ذات شهرة عالمية مثل منطقة بين الجبلين ومنطقة كومير .

 

unnamed_3_4a1ff.jpg

 

unnamed_6_3dc6a.jpg

 

التعليقات