كتاب 11

09:50 صباحًا EET

الريموت كونترول ( و ) الفـتَّـة ( و ) الفـتوى !

 الريموت كونترول .. ولعنة الله على هذا الجهاز الذى لانرتضى أن نقول عنه  ( جهاز التحكم ) ، لأن ألسنتنا اعتادت طوعاً أو قهراً على تلك الكلمات الأعجمية والإفرنجية التى ترتدى فوق هامتها ( قبعة ) الخواجة ، وننساق طوعاً أو قهراً الى ( تمييع ) الهوية والشخصية العربية والمصرية ، وأنا أكتب لكم الآن على المدعوة الـ ( كى بورد ) .. آسف أقصد ( لوحة المفاتيح ) .. واعذرونى فى عوجة ( الضبَّة ) التى اصابتنا فى الغربة عن الوطن والشخصية المصرية .

خلاصة القول : ساقنى جهاز التحكم ـ رغماً عنى ـ الى قناة من قنوات المذياع المرئى فى هذا الصباح ،لأشهد بأم عينى ( اللى ح ياكلها الدود ) أكيد ، عدة أطنان من اللحم البشرى الممزوج بحُمرة غريبة على الشاشة ، وهى مشاهد من فيلم ( كف القمر ) حسب المكتوب أسفل الصندوق على ماأذكر .. فى نفس اللحظة التى كنت أؤهل نفسى لألتقى بك عزيزى القارىء فى حديث طويل عن الجدل الدائر بين فتوى الشيخ ( كِريمة ) عن رأيه فى شعائر الحج التى قام بها ( محلب ) ومدى احتسابها فى جدول الحسنات التى من الممكن أن ( تطبِّبْ الميزان ) نحو جنة الله عند الحساب فى الآخرة بمشيئة الله عن الأعمال الدنيوية ، أو تسير به فى اتجاه ( جهنم ) والعياذ بالله . هذا قبل أن يقوم ( محلب ) بإيضاح أنه قام ( بطواف الإفاضة ) وأناب عنه من يقوم بإلقاء الحصوات أو الجمرات على ( إبليس ) الذى خرج من طاعة الله ، ولا زال يعمل بيننا وكأننا نقذفه بالورود والرياحين !! وقبل أن يقوم الشيخ ( كِريمة ) بتعديل فتواه بصحة حج الرجل بعد اطمئنانه على استكمال كل الطقوس بالتمام والكمال .. قاصداً فى هذا وجه الله .. وليس خوفاً من منصب أو نفوذ ! وفى كل الحالات أنا لاأدافع عن أحد .. ولا أهاجم أحد ، ولكنى أسوق وقائع الأمور على ساحتنا المصرية الموارة بالعجب العُجاب ، ودس ـ لامؤاخذة ـ الأنوف فيما ليس لنا فيه .. ولا يهمنا من سيدخلون جنات عدن .. ولا من سيساقون الى جهنم زُمرا !!

أقول توقفت ـ بدافع الفضول ـ لرؤية تلك الأطنان من لحم الصدور وتوابعها .. وانتابنى العجب والذهول من تلك المعركة الدائرة عن احتساب ( الحجَّة ) للرجل من عدمه .. وهل الكاتبة /فاطمة ناعوت تحق عليها اللعنة لإبداء رأيها فى ذبيحة الأضحية ؛ أم تستوجب الشكر على رهافة حسها ورأيها الذى هاجمه أصحاب الصفحات التى استعرضتها واحداً واحداً ، فوجدت فى تلك الصفحات التى تتولى الهجوم .. ماتقشعر له الأبدان والفرائص !! إذن المسألة ليست دفاعاً عن معتقد أو مُثل عليا كما يتشدق بها أصحاب الصفحات إياها .. ولكن المسألة هى ارتداء مسوح الرهبان وعباءة الوعَّاظ فى زمن انفتح فيه العالم (على بعضُه ) وكأننا نقطن فى شقة واحدة ، وإن كانت باتساع الكون .. وعلى كلُ ُ منا أن يشكل قناعاته وتوجهاته ورأيه .. ويكون الحساب فى الآخرة عند الله خالق الأكوان وخالق العباد سبحانه وتعالى ، ويترك الرأى أو الاتجاه الذى لايعجبه ولا يتفق مع قناعاته ، وليذهب الى ملايين الصفحات التى تروق مزاجه الخاص .. دون تطاول أو تبجح على صاحب الرأى !

وسرحت طويلاً وسألت نفسى : من نحن ؟ هل نحن من يتفرج ويتفرس بإمعان فى أطنان اللحم البشرى على الشاشات فى هذا العيد ؟ أم نحن من أقمنا من أنفسنا دعاه وأصحاب صكوك غفران لبنو البشر من عباد الله الصالحين والطالحين ؟ ولست هنا مدافعاً أو مهاجماً عن أحد .. فالمولى سبحانه وتعالى حسم المسألة تماماً ، ولم يترك لمن يجلس على ( أناجر الفتَّـة ) حق ( الفتوى ) والتشريع .. حين قال جل شأنه فى كتابه الأبدى العزيز :

بســم الله الرحمن الرحيم : (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) صــــدق الله العظيم ( الإسراء 14/13) وفى النهاية .. والعيد يلملم أشياءه وهو على مشارف الرحيل فى يومه الرابع والأخير ، لاأعرف هل أقول : جازاه الله هذا الريموت كونترول .. الذى جعلنى أسبح وأسرح فى عالم ( التكنولوجيا ) و ( الفتَّة ) و ( الفتوى ) .. ام أشكره على أنه أعطانى تلك المقارنات التى تحدثت بها معك عزيزى القارىء المحترم ، وجميع أصدقائى العظماء فى هذا الفضاء اللانهائى الواسع ..

يانهار أبيض .. سرحت فى الكتابة وتركت لأولادى وأحفادى ( صينية الرُّقاق ) .. يارب ألحق لى و ( لو ) خرطة من حرف الصينية !!
كل عــام وانتم بكل الخير .. ومصر بخير .. وبكرة أحلى لمصرنا المحروسة !!

التعليقات