كتاب 11

12:24 مساءً EET

يا بُنَى قد هَرِمنا

 عزيزي الطالب، عفواً، أقصد عزيزي القارئ الطالب أو التلميذ بالمدرسة أو الجامعة أو أي من دور العلم، كل عام وأنت بخير بمناسبة العام الدراسي الجديد، ولا يفوتني في هذه المناسبة السعيدة لنا نحن الآباء  (التعيسة لحد ما للأمهات) أن أتوجه لك بالنصح و”الإرشاد” (على أساس كبير في السن وخبرة وتجارب وكده)،

ولكنى لا أستسيغ النصح التقليدي بضرورة الإجتهاد في المذاكرة والتركيز بالفصل والبعد عن زملاء السوء، إذ أن يعني اللي إجتهدوا عملوا إيه، ومافائدة التركيز بالفصل والمدرس لا يصلح إلا أن يجلس إلى جانبك في أفضل الأحوال (إلا بالطبع من رحم ربي)، ولماذا البعد أصلا عن زملاء السوء إذا كانت البشرية كلها كده، كما إني أيضا لا أستسيغ النصح الأوفر بتاع مطوتك في جيبك وموسك تحت لسانك وما إلى ذلك، إذ ماذا تفعل تلك الرقائق مع زجاجات المولوتوف وفرد الخرطوش ومؤخرا القنابل بدائية الصنع! (قال يعني فيه مصنع قنابل مكنة وماجابوش منه).

ولكن بالرغم من ذلك فأجدني أتوجه لك بالنصح المفيد والذي يقيك ويقينا شر العوأ، فمثلاً اللي يضربك لا تنتظر حتى تشكوه للمستر أو تنتظر حتى تكبر لتضربه، إذ أنه (من المعلوم بالضرورة) أنه سيكبر هو الآخر وممكن يضربك تاني، إذا درأً لمشاكل لسنا بحاجة إليها، اللي يضربك أضربه وريحنا، وينطبق ذلك أيضاً على من يأكل سندوتشاتك أو يقلب أقلامك وأستيكتك، كما أنصحك عزيزي الطالب بأن تهتم باللغتين العربية والإنجليزية لأنه ليس من المقبول أن تتهته في كلاهما، وأخيراً أنصحك بألا تعول كثيراً في إصلاح أحوال المدرسة والتعليم على مجلس الأباء، فإننا يا بُنَى قد هَرِمنا.

                                                                                                       

التعليقات