كتاب 11

09:18 صباحًا EET

سبحان من سخر لنا هذا

يقف اليوم المسلمون في مشهد هائل وعظيم على سفوح جبل عرفات، في أهم أركان فريضة الحج. جاءوا من أصقاع العالم، كعادة سنوية منذ مئات السنين ملبين نداء الرب وتنفيذا لأوامره. والمتابع للتطورات التي حصلت في استعدادات وتجهيزات فريضة الحج عبر السنوات الماضية، يجد أن التقنية الحديثة كانت وسيلة مهمة لتخفيف المعاناة على ضيوف الرحمن وتمكين السلطات المشغلة لمرافق المناسك من أداء عملها بأسلوب أكثر فاعلية وأكثر تأثيرا.

فوسائل المواصلات تطورت بشكل مهم وباتت مجهزة بأجهزة مراقبة الملاحة لمعرفة المواقع والاتجاهات وتحديدها بدقة شديدة جدا وزادت فعالية التقنية الحديثة بإضافة «الباركود» لتمكين الحجاج من معرفة مواقعهم في المخيمات بحيث جرى وضع ملصق عليه «باركود» على بوابات المساكن في منى لتمكين الحاج الذي يمتلك جهاز هاتف ذكي من معرفة إحداثيات موقعه عبر خرائط غوغل وسيكون أيضا لكل حاج أسورة خاصة عليها «الباركود» الخاص به وفي حال ضياعه عن المخيم يجري مسحه من قبل الكشافة لمعرفة المخيم الخاص بهذا الحاج الضائع.

كذلك هناك استخدام متطور لكاميرات المراقبة لمعرفة حركة الجماهير والحشود وهي تساعد على التصدي لمحاولات الشغب بشكل استباقي أو الزحام الشديد، وهناك وسائل متنقلة من عربات وحقائب لإثبات البصمة الشخصية للحاج وذلك لمعرفة نظامية تصريحه للحج ومواعيد دخوله المشاعر وما إذا كان مطلوبا لأمر جنائي.

وهناك تطور ملحوظ ومهم لخدمات الاتصال كوضع أبراج للتليفون الجوال لتغطية كافة مناطق الوجود الكثيف علما بأن هناك استخداما هائلا للهواتف في فترة وجيزة ومحدودة على مدار الأيام المحددة لمناسك الحج، إضافة لخدمات «الواي فاي» حتى يتحقق التواصل الاجتماعي للحاج مع العالم بأسره.

أيضا هناك مواقع إلكترونية من قبل وزارة الصحة وتطبيقات على الهواتف الذكية لتسهيل الحصول على معلومات صحية بخصوص الفيروسات السريعة الانتشار في أوقات الحج وأساليب الوقاية منها، وكذلك تعريف بمراكز العلاج الموجودة في المشاعر. وبدورها قامت وزارة الحج بإطلاق مواقع إلكترونية لشرح مواقع المناسك بشكل تقني يسهل على الحاج الانتقال والدخول عبر المواقع المقدسة لأداء المناسك بشكل ميسر. وطورت وزارة الحج من إدارتها الإلكترونية بحيث أصبحت كافة التصريحات والأذونات والإجراءات المطلوبة منها تتم عبر المواقع المخصصة بها بشكل إلكتروني مائة في المائة وتمكن الحاج من متابعة جميع الإجراءات اللازمة والمفروضة عليه قبل مغادرة بلاده وحتى وصوله إلى المشاعر المقدسة وأيضا حتى عودته لبلاده سالما.

وهناك وسائل إلكترونية أعدتها حكومة المملكة العربية السعودية لتقديم الآراء والفتاوى الدينية للحجاج بالكثير من اللغات العالمية وذلك بشكل سلس وفوري وإلكتروني ومتوفر على تطبيقات مختلفة، وجرى تطوير أنظمة وسائل الإعلام لمواكبة الحدث بترجمة الخطب والصلوات إلى لغات عالمية في وقتها بشكل لافت وجذاب. وكذلك تطوير أداء مؤسسات الطوافة بتحديث برامج إلكترونية لربطها مع الجهات الرسمية وذلك لتحقيق فاعلية أفضل وأداء أحسن يعود بالنفع على الحاج.

سبحان من سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، دعاء يقال في حالات السفر ولكنه يليق أيضا في التسبيح للحق عز وجل الذي سخر هذه التقنية العظيمة لتسهيل المناسك على ضيوفه في موسم الحج العظيم.

أسأل الله أن يعيد عليكم هذا العيد بالصحة والأمان والسلام.

التعليقات