ثقافة
هدى عبد الناصر .. تتحدث عن الغائب الحاضر
فى احتفالية ولا أروع بذكرى الزعيم الخالد جمـــــال عبد الناصر، أقيمت بمركز ( رامتان الثقافى ) أمسية فى ليلة من ليالى القاهرة .. جمعت بين جنباتها مع إبنة الزعيم دكتوره /هدى عبد الناصر ، رجالات من النخبة والصفوة من المؤمنين برسالة عبد الناصر وأهدافه النبيلة فى ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية للشعب المصرى العظيم ومدى إسهاماته فى خلق جيل تربى على المثل العليا والإيمان بضرورة إعلاء قيم الحق والخير والجمال والحرية .
قام بتقديم فعاليات الإحتفالية الأستاذ/محمد نوار .. مدير مركز رامتان الثقافى وبدأت الفعاليات بعرض سينمائى على الشاشات لمسيرة الزعيم جمال عبد الناصر منذ قيامه بقيادة ثورة يوليو المجيدة .. مروراً بكل التحديات التى واجهها والمشروعات العملاقة التى أرسى دعائمها فى بنيان مصر الاقتصادى وبناء المصانع العملاقة حتى تأميم قناة السويس ومواجهة العدوان الثلاثى على مصر ، واستعراض للتحدى الأكبر فى بناء السد العالى بمعاونة الدول المحبة للسلام ، لإيمانهم بقيمة وقامة مصر فى المحافل الدولية ، ودورها وسط خريطة العالم الثالث ،ودفاعه المستميت عن القضية الفلسطينية ، وكيف كانت مصر/عبد الناصر تدعم الحركات التحررية فى أفريقيا والعالم .. ولقاءاته المستمرة بزعماء العالم فى ذلك الزمان ، الذين يؤمنون بحرية الانسان وحقه فى العدالة الاجتماعية .. مثل الزعماء نهرو وجوزيب بروز تيتو ونيلسون مانيديللا وسيكوتورى ولومومبا ونكروما وسوكارنو .. الأمر الذى كفل له النجاح فى مؤتمر باندونج وتحقيق مجموعة دول عدم الانحياز ، وكيف كان تأثير عبد الناصر فى الثورة الجزائرية ونجاها الذى أذهل العالم فى صراعها ضد الاحتلال الفرنسى .. وتواصل العرض السينمائى الرائع لمسيرة عبد الناصر .. حتى مشهد الوداع الأخير فى جنازة مهيبة لم يشهد العالم لها مثيلاً .. الأمر الذى تأثر معه كل الحضور ، وكأن الرجل رحل عن عالمنا تواً !!
وكان لابد من تخفيف حدَّة التوتر من تلك المشاهد الحزينة التى عادت بالقلوب الى تلك اللحظات الحزينة فى تاريخ مصر لحظة رحيل عبد الناصر والذى لازالت صوره ترتفع فى كل مسيرات المطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، التى هى حق لكل إنسان على ظهر الأرض . فأنشد الشاعر /أمين الديب قصيدة عن مآثر عبد الناصر وتأثيره فى الحياة العامة فى مصر ، ثم بدأ الفنان الجميل الموسيقار /على اسماعيل .. بإنشاد أغنية : ياجمال ياحبيب الملايين .. للنور طالعين .. للخير رايحين .. وياك ياحبيب الملايين .. وردد معه كل الحضور تلك الأغنية التى مازالت على ألسنة جموع المصريين .
ثم بدأت الدكتوره/هدى عبد الناصر .. فى الحديث عن الذكريات العائلية والشخصية مع والدها ، وكيف كان الرجل بسيطاً فى حياته ومعيشته فى منزله ومع أولاده .. الذين علمهم كيف يمارسون الحياة بطبيعية مثلهم مثل باقى أفراد الشعب .. وكيف أن عبد الناصر رغم رحلة عمره القصيرة ، إلاَّ أن عمره أطول من إناس كثيرين عاشوا على ظهر الحياة أطول منه ، وكثيرون بعده حاولوا النيل منه ومن تجربته ، ولكن بعد كل هذه السنوات الطويلة مازال الأطفال يحملون صور عبد الناصر فى كل مكان . وكل من قادوا الحملات ضده ذهبوا فى غياهب النسيان .. وبقى عبد الناصر رمزاً للكرامة الانسانية .
ثم بدأت السيدة الدكتوره/هدى عبد الناصر فى الإجابة عن الأسئلة التى وجهت اليها عن ذكرياتها ودور عبد الناصر فى الثورة ، فتحدثت بالقلب المفتوح عن الدور الذى لعبته السياسة فى محاولة كسر نفوذ جمال عبد الناصر فى العالم العربى فى العام 67 وكيف انها لم تر ابتسامة على وجهه إلا بعد اطمئنانه على إعادة تسليح الجيش المصرى والانتصارات التى حققها فى حرب الاستنزاف .. وأجابت بدبلوماسية فائقة عن بعض الأمور التى كانت تحيط بالجو العام داخل منظومة الرئاسة ودور بعض المحيطين بالرئيس فى الفترات الصعبة التى مرت بمصر .. فكانت ردودها بكل الشفافية والصدق عن تلك الفترة الخطيرة ودور عبد الناصر فى الحراك السياسى المصرى ، ورحل الرجل وهو مطمئن على أن الجيش المصرى قادر على استرداد ماضاع فى الحرب الغاشمة فى 67 .. وهو ماتحقق فى انتصارات اكتوبر 73 بفضل إعادة تسليح الجيش المصرى فى فترة وجيزة واسترداد سيناء الى الخريطة المصرية ، والتى انتزعت غدراً بمؤامرات أمريكا واسرائيل .
وفى نهاية الحفل الذى امتد لساعات .. قام بعض السادة الكتَّاب بإهداء إصداراتهم عن الزعيم عبد الناصر .. الى الدكتوره/هدى عبد الناصر .. وقام الروائى الشاعر الأستاذ/احمد ماضى بإهداء نسخة من كتابه الرائع اليها ، والذى يحمل عنوان ( جمال عبد الناصر .. أمير الفقراء ) والذى سعدت به بمجرد قراءة العنوان الذى يحمله الكتاب .. وقالت : هكذا يظل عبد الناصر موجوداً بيننا .
رحم الله أمير الفقراء .. جمال عبد الناصر .