مصر الكبرى

06:16 مساءً EET

جيرمين صفر تكتب … ‫نعم نحتاج إلى ديكتاتور جديد‬

‫ھذه الإجابة التى سوف تسمعھا حين تسأل عن أحوال مصر الآن ولكن عزيزى القارىء أود أن‬ ‫أشير أننا فعلا نحتاج إلى ديكتاتور ولكن ليس على الشعب المصرى … فھو أعظم شعوب العالم‬ ‫من ناحية الصبر والجلد والثورة ھى خير دليل على ذلك فقد صبر طويال على ظلم و إستبداد على‬ ‫أمل اإلصالح وعندما نفذ الصبر إستطاع فى أيام معدودة إسقاط أكبر نظام ديكتاتورى عرفته مصر‬ ‫طوال عقودھا الممتدة منذ زمن بعيد.

والنظام الذى أتحدث عنه ليس فقط حسنى مبارك بل‬ ‫الحاشية المحيطة به والتى أدت إلى إنھياره وھو فى آخر العمر.‬
‫وھذا ما يدعونى إلى كتابة ھذا المقال ألن النظام المحيط بحسنى مبارك ال يزال موجودا وبقوة بل‬ ‫زاد توحشا غير عابىء بمصالح وأمن ھذا البلد. لقد تفشى اإلھمال والفساد فى كل شىء وال يوجد‬ ‫رقيب أو حسيب. الكل غير عابىء بھذا البلد واالولوية القصوى ھى المصالح الشخصية فقط‬ ‫الغير.‬
‫أرفض مقولة أن الشعب المصرى فوضوى وال يحب النظام ..العكس ھو الصحيح والأمثلة كثيرة‬‫ولعل أبسط مثال على ھذا ھو مترو الأنفاق فى بداية تشغيله حيث وجد الشعب المصرى نظاما فى‬ ‫كل شىء ووسيلة مواصالت احترمت آدميته فحافظ على ھذا النظام حتى امتدت آيادى االھمال لھذا‬ ‫المرفق الھام.  والمقصود من ھذا المثال ھو أن أى منظومة متكاملة األركان سوف يتم المحافظة‬‫عليھا من قبل ھذا الشعب المتھم دائما بالتقصير والإھمال.‬
‫نحن نقترب بسرعة شديدة من نھاية دولة القانون وإقامة دولة البلطجة والباعة الجائلين وسائقى‬ ‫الميكروباص والناشطين والسياسين واالعالميين الخ الخ الخ …….. وكل القيادات العليا فى‬ ‫الدولة خائفون من إتخاذ أى قرار به مصلحة عليا للبالد فوق مصلحة ھؤالء الذى ليس لھم غير‬ ‫مصالحھم الشخصية فقط.‬
‫أيھا السادة إن إتخاذ أى قرار به مصلحة عليا للبالد سوف يدعم خطواتكم نحو تأييد الشعب‬‫المصرى لكم مثل:-‬
‫‪ ‬إصدار قانون بعدم اإلعتصام أو التظاھر فى االماكن االستراتيجية للدولة مثل المطارات أو‬‫الموانىء مما قد يتسبب فى خسارة إقتصادية ھائلة لمصر و المصريين  وأيضا السمعة‬‫السيئة وعدم الثقة فى السياسات المصرية والبد من التعامل بقسوة مع ھؤالء المعتصمين‬‫أو المتظاھرين الن ھذه االماكن ملك لكل المصريين وليس ملكا لھم. )يرجى االستعانة‬‫بالمشاھد التى توضح تعامل قوات مكافحة الشغب بانجلترا ومشاھدة ما يفعلون مع مثيرى‬‫الشغب بالتعامل بالقوة المفرطة فى سبيل دعم االمن واالمان(.‬‫‪ ‬تفعيل أو إصدار أى قانون )قانون الطوارىء مثال( وذلك للقبض على كل المسجلين خطر‬‫بالدولة وال مانع من إعدامھم فى حال إستمرارھم فى االجرام ويكون ھذا القانون مرتبط‬
‫بوقت محدد )شھر مثال( للقبض على ھؤالء المجرمين ومحاسبة من يقصر فى القبض‬‫على ھؤالء حسابا شديدا وأيضا مكافاة من يقبض عليھم فى الوقت المحدد وفى حال عدم‬‫تمكن ھذه االجھزة من القبض عليھم يتم إحالتھم للمحاكمة وتكوين لجان شعبية مرة‬‫آخرى للحفاظ على آمن ھذا البلد وأيضا الحفاظ على ما تبقى من ھيبة الدولة.  ‬‫‪ ‬ھدم كل المبان المخالفة التى أقيمت وقت الثورة مع عدم التصالح مع أى كان أو حتى‬‫التفكير فى مصادرة ھذه المبانى الن المصادرة تعنى بقاء كل شىء على ماھو عليه من‬‫فوضى ثم يتم السيناريو التالى وھو أنه بعد عدة أعوام تأتى حكومة جديدة ويتم رفع عدة‬‫قضايا باتھام الحكومة السابقة بالتعسف والبلطجة فى االستيالء على أمالك المواطنين‬‫الضعفاء ويتم إصدار أحكام برجوع االمالك الى مستحقيھا الذين ھم أصال مخالفين‬‫والغرض من ھدم ھذه المبانى المخالفة ھو العبرة لكل من خالف وتحدى القانون وأيضا‬‫عودة تطبيق القانون وبقوة. ويمكن اشتراك الجيش مع الشرطة لتنفيذ ھذه المھمة‬‫الصعبة التى تكون نتائجھا إعادة ھيبة الدولة.  ‬‫‪ ‬مواجھة ظاھرة التحرش بالشارع المصرى بكل حزم والتعامل مع ھذه الفئة بقسوة‬‫وتشديد العقوبة على ھذه الظاھرة التى تفشت وانتشرت من فئة فاسدة فى المجتمع مما‬‫ادت الى تشويه صورة الشارع المصري من الداخل و الخارج.  ‬
‫األمثلة كثيرة ولسردھا نحتاج إلى صفحات كثيرة ولكن تم ذكر فقط القرارات الجريئة الذى‬‫يحتاجھا الشعب المصرى الآن.‬
‫سيادة الرئيس‬
‫كثير من الشعب المصرى يشعر االن بمدى تحسن االداء فى النظام الرئاسى فى مصر ) عكس‬‫اداء المحيطين بسيادتكم والمالحظات العديدة عليھم من قبل المثقفين وأھل الخبرة( ولكن ھذا‬‫ليس كافيا الستعادة ھيبة الدولة المفقودة والدليل على ذلك ما حدث لشوارع القاھرة ووسط البلد‬‫أيام عيد األضحى المبارك من إنفالت فى كل شىء وعدم تواجد أى خدمات أمنية ليال ويبدو أن‬‫القيادات أيضا فى االجھزة الخدمية كانت فى إجازة أو أن التقارير التى ترفع إليھم غير صحيحة‬‫على غرار النظام السابق "كل تمام سعادتك".‬
‫سيادة الرئيس‬
‫ما يدعونى لكتابة ھذا المقال ھو ما قرأته منذ أيام فى مقال صغير باحدى الصحف وھو عودة‬‫النظام السابق للحكم خالل عامين ومن الواضح أن ھذه المقولة صحيحة ألن ما يحدث الان من‬‫تنظيم للفوضى تثير الدھشة ألن الفوضى عادة ما تكون غير منظمة ولكن بالتدقيق الشديد فى‬‫مايحدث تجد أن الفوضى منظمة وعلى درجة عالية من التخطيط وقد استطاع ھذا النظام من خلل ‫بعض الاعلاميين والقنوات المتخصصة فى توجيه الشعب الى الأشياء السلبية فقط والنقد الدائم‬ ‫لكل ماھو ايجابى حتى يتم اقناع الشعب بأن كل ما يبذل من مجھود فى سبيل التغيير ماھو الا ‫مصالح شخصية لھيمنة االنظمة االسالمية على الحكم وطبعا يتم الاستعانة بالمحيطين بسيادتكم‬
‫ومناقشتھم بأسئلة معدة مسبقا وباحترافية شديدة وذلك الحراج الضيف وعدم تمكنه من الاجابة‬ ‫بشكل صحيح مما يؤكد ما يدعون وكل ذلك حتى يصل الشعب إلى درجة الضيق فى ما يحدث من‬ ‫حوله ثم الانقلاب على النظام الحالى سواء بالثورة أو بالانتخابات.‬

التعليقات