عرب وعالم
أمريكا تتعهد بتفعيل دور قوات حفظ السلام في العالم
تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى مساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، بضمان توفير مزيد من الجنود وتحسين التدريب وموارد إضافية لقوات حفظ السلام، التي تواجه تهديدات جديدة في ميادين القتال المتغيرة.
وجاءت هذه التعهدات خلال اجتماع عقد على مستوى عال بشأن عمليات حفظ السلام، التي تقوم بها الأمم المتحدة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ترأسه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحضره عدد من زعماء العالم منهم الرئيس الرواندي بول كاجامي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيسة وزراء بنجلادش الشيخة حسينة.
وقال بايدن: “نلتقي في لحظة لم يكن أبدًا الطلب فيها على عمليات حفظ السلام الدولية أكبر من ذلك”، مضيفًا: “في جيل واحد زادت عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام عشرة أضعافها، أي إلى نحو 120 ألف رجل وإمراة منتشرين حول العالم”، وذلك “مع تطور طبيعة الصراع والمتحاربين لتشمل أطرافًا متطورة غير حكومية، بالإضافة إلى جيوش تقليدية”، ما أدى إلى تطور “تجهيزات حفظ السلام” أيضًا.
ووجدت دراسة داخلية بالأمم المتحدة في مايو (أيار) الماضي أن عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام تتفادى بشكل تقليدي استخدام القوة لحماية المدنيين الذين يتعرضون لهجمات، ولم تتدخل إلا في 20% فقط من الحالات، على الرغم من إجازة مجلس الأمن الدولي لها بفعل ذلك.
وتؤكد عمليات الخطف، التي تعرض لها في الآونة الأخيرة جنود لحفظ السلام من فيجي والفلبين على أيدي إسلاميين متشددين في مرتفعات الجولان، نوع التهديدات الجديدة التي يمكن أن يواجهها جنود حفظ السلام في ساحات القتال.
ويقول دبلوماسيون إنه في حين أن بعض بعثات حفظ السلام تؤدي مهامها بشكل ملائم، أخفقت بعثات أخرى في حماية المدنيين. ويشير هؤلاء إلى بعثات في جمهورية أفريقيا الوسطى، أوإقليم دارفور بغرب السودان، أو قوتها في جمهورية الكونجو الديمقراطية، التي أثارت مخاوف بشأن نوعية قوات حفظ السلام.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز، طلب عدم ذكر اسمه: “في جنوب السودان منذ وقت زيادة عدد القوات، التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي، استغرق نشر 50% من هذه القوات الإضافية نحو عشرة أشهر، وهي عملية نشر بطيئة بشكل مؤلم في وضع حرج”.
ويتم حاليًا نشر قوات الأمم المتحدة، التي غالبًا ما تعاني نقص التمويل والتجهيز والتدريب في مناطق صراع حي بشكل أكبر من أي وقت مضى، لكن الدول التي تساهم بقوات وأموال في عمليات حفظ السلام تريد تغييرذلك.
وقالت المكسيك إنها ستستأنف إرسال قوات لبعثات حفظ السلام بعد توقفها عن ذلك عشرات السنين، وعرض رئيس رواندا تقديم طائرات هليكوبتر ووحدة شرطة لجنوب السودان، بينما أعلنت دول رئيسية أخرى المساهمة بقوات، مثل الهند وباكستان وبنجلادش، وقالت إنها ستلتزم أيضًا توفير مزيد من الموارد والتدريب للمساعدة في تحسين قوة قوات الأمم المتحدة.
وأكبر عشر دول مساهمة في ميزانية الأمم المتحدة لحفظ السلام، التي تبلغ نحو ثمانية مليارات دولار سنويًا، هي أمريكاالتي تساهم بـ 28% من الميزانية، واليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وإيطاليا وروسيا وكندا واسبانيا.
وأكبر الدول المساهمة بقوات هي الهند وبنجلادش وباكستان وأثيوبيا ورواندا.