مصر الكبرى

02:12 مساءً EET

الدولة الاسلامية مدنية خالصة ( الحلقة الخامسة )

لم يعظم دين او دولة دور المرأة مثلما عظمها الاسلام فالمرأة شاركت في بيعة العقبة ( أم عمارة وأم منيع ). وقد أخذ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم  بمشورة أم سلمة في صلح الحديبية وأنقذت مشورتها المسلمين من الهلاك. كما المرأة دافعت عن حقها التشريعي ورفضت الظهار ، وجادلت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيدها الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: ] قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة (1). وايضا المرأة دافعت عن حقها الشرعي في المهر وراجعت الحاكم ( الفاروق ) عندما أراد أن يحدد حقها فيه فقال عمر: ( امرأة أصابت وأخطأ أمير ).

بنى الإسلام دولة مدنية بمرجعية إسلامية في الحلال والحرام فقط و بالآيات قطيعة الدلالة والأحاديث النبوية الصحيحة. اما نظام الحكم يتغير بتغير الزمان والمكان والإنسان مع ثبات الثوابت الأساسية: كما ان الشورى -راي الاغلبية- أساس الحكم قال تعالى: ]وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ[ الشورى (38) ، وقوله تعالى: ]وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ[ آل عمران(152) . وايضا في الدولة المدنية الاسلامية العدل أساس الملك والحكم في الإسلام قال تعالى : ]وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) النساء (58). وقال تعالى: ] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ[ النحل (90)وقال تعالى: ] وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[المائدة (8).
اما عن الحرية فحدث ول حرج فقد كفلت دولة الاسلام المدنية الحرية فهي حق لكل مواطن قال الفاروق رضي الله عنه: ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا). وخمارات وحظائر خنازير غير المسلمين أموال لهم مصانة في دولة الإسلام. كما إن هدم المسلم خمارة وحظائر خنزير حرام وعوض المسلم غير المسلم عنه بمال . كما إن هدم المسلمُ خمارة المسلم وحظائر خنزيره فلا تعويض عنها لأنها لا نعتبر مالاً في حق المسلم.
كما اقرت ادولة المدنية في الاسلام نواب الشعب فمن  يختاره الشعب ينوب عن الشعب ويولى عليه وقد حدث ذلك في بيعة العقبة ،قي  سقيفة بن ساعدة ، وفي اختيار سيدنا عثمان وسيدنا علي رضي الله عنهما.
كما ان الدولة المدنية في الاسلام اقرت انه لا أفضلية للإسلاميين على غيرهم إلا باختيار الشعب لهم ، وما دام المرشح لا ينكر معلوماً من الدين بالضرورة ويحافظ على أمن الوطن وأمانه.
وقد حددت المرأة صفات من يتولى العمل كما قال تعالى: ]قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ[ القصص (26) ، القوي في دينه ، القوي في بدنه ، القوي في أدائه ، القوي في علمه، والأمين على ما أوكل إليه.
كما حدد سيدنا يوسف صفات أخرى تتناسب مع الوظيفة كما قال تعالى: ]قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم [ يوسف (55). والله تعالى يقول: ]الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ[ البقرة(25)
كما علمنا القرأن الاخذ بالاسباب كما أخذ ذو القرنين بالأسباب كما قال تعالى: ]إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا _ فَأَتْبَعَ سَبَبًاً [ الكهف (85،84).
وهنا يتضح لنا ان الدولة الإسلامية قد تكون خلافة أو ملكية أو جمهورية ، أو سلطنة أو إمارة .
اما الطائفية والعنف والمذهبية ممقوته في دين الله. والمسلمون يقبلون كل مواطن ما دام لا يحارب دين الله ، ولا ينكر معلوماً في الإسلام بالضرورة ولا يفسد في الأرض ولا يحارب الله ورسوله.
لذلك اني اري انه إذا قامت دولة عَلمانية فلا مكان فيها للدينيين . وايضا إذا قامت دولة دينية فلا مكان فيها للعَلمانيين وباقي الدينيين من غير دينهم أو مذهبهم ، والمكانة فيها لرجال الدين فقط . يتبع
بعد غد ان شاء الله الحلقة الاخيرة وثم ننشر بعدها الحلقات مجمعة .

التعليقات