مصر الكبرى

08:54 صباحًا EET

أنا في انتظارك

استيقظت من نومها مبكرا، و كعادتها عند الاستيقاظ في مثل هذا الوقت شعرت برغبة في الاستماع إلى أم كلثوم، أعدت كوب من الشاي الساخن المضاف له أوراق النعناع الأخضر وفتحت جهاز الكمبيوتر، اختارت بعض أغاني أم كلثوم بطريقة عشوائية، و تركت صوت أم كلثوم ينساب إلى قلبها مباشرة بكل ما يحمل من أحاسيس ومشاعر

“أنا وأنت ظلمنا الحب بأدينا
وجينا عليه وجرحناه
لحد ماضاق حولينا
محدش منا كان عايز يكون أرحم من التانى ولا يضحى عن التانى”
حركت الكلمات مشاعرها بشدة، وتسآلت كيف يمكن أن يقتل أحد الحب في داخله بهذا الطريقة، لا يجب أن يحدث هذا أبدا، لا كرامة بين المحبين، لا يهم أبدا من أخطأ في حق الأخر، وإذا كان يحبها فعلا وهي متأكدة من أنه يحبها فسيقّدر تماما مبادرتها بالسؤال عنه ومحاولتها لإصلاح الأمور
ثارت على نفسها وعلى اللحظة التي شعرت فيها بالغضب يعمي قلبها عن حبها له ويمنعها من الاتصال به والسؤال عنه طوال تلك الفترة، كيف نست حبها له، كيف استطاعت أن تكون قاسية بهذا الشكل، وتذكرت كل شعور جميل شعرت به تجاهه، وكل لحظة مرت عليها وهي تفكر فيه، وتذكرت كم كان يمر الوقت سريعا وهي معه وكم تمنت لو استطاعت أن تتوقف تلك اللحظات إلى الأبد
أسرعت إلى الهاتف وضغطت على الأزرار، لن تضيع لحظة أخرى وهي بعيدة عنه، وستخبره كم تحبه وكم اشتاقت إليه، وكم تتمنى أن تكون معه في تلك اللحظة… لكن يديها توقفت، تراجعت، وتسآلت، هل هي تخطئ في حق نفسها؟، هل سيقدر مبادرتها بالفعل؟، أم سيعتاد على مثل هذا التصرف منها وسينتظرها دائما لتبادر بالصلح والاعتذار حتى ولو كان هو من اخطأ في حقها، و إذا كان يفتقدها مثلما تفتقده هي الآن فلماذا لم يتصل بها؟..  تسلل إلي تساؤلاتها في تلك اللحظة صوت أم كلثوم
بدي أشكيلك من نار حبي
بدي أحكيلك علّي في قلبي
وأقولك عاللّي سهرني وأقولك عاللّي بكاني
واصورلك ضنى روحي
وعزة نفسي منعاني

التعليقات