مصر الكبرى
عمرو الباز يكتب … الخارجية المصرية بين النجاح والاخفاق
السياسة الخارجية لمصر قبل الثورة كانت متهمة دائما بالخضوع لأوامر الغرب وللسياسة الأمريكية والصهيونية. وكانت تتعالى الصرخات المدوية أين القضية الفلسطينية من أولويات الأجندة السياسية الخارجية المصرية وأين وأين وأين على الرغم من محاولات مصر المستميتة فى السابق (قبل الثورة) لتحقيق التوازن بين حركتى فتح وحماس ومحاولة وضع إطار موحد يوحد الطرفين ليضع كل منهما يده فى يد الاخر لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وكانت مصر متهمة دائما بمحاولة إثارة الفرقة بين الاخوة الفلسطينين بالميل إلى جانب حركة فتح أكثر مع أن حركة فتح تمثل السلطة المعترف بها دولياً وعربياً للتحدث باسم الشعب الفلسطينى
كانت السياسة الخارجية المصرية ناجحة فى لملمة الأمة العربية المتشرذمة فكانت علاقتنا العربية قوية ولنا كثير من العلاقات بالأخوة العرب ودول جنوب شرق أسيا والاتحاد الاوروبى وأمريكا.
بعد الثورة كنا نأمل فى الأفضل للسياسة الخارجية المصرية التى ستتخذ طريقاً مغايراً ولن تخضع للإملاءات الخارجية وسيكون لنا الدور الفاعل اقليمياً سواء عربياً أو أفريقياً
.
والجميع استبشر خيراً بالزيارات الخارجية التى تمت قبل انتخابات الرئاسة من قبل وفود مصرية إلى دول أفريقيا فى محاولة للتقارب من جديد مع القارة السوداء التى مازلت عند رأى فيها قارة الذهب لمن يملك العلاقات القوية وكم من مرحب فى دولة قارة الذهب لأى تعاون مع مصر ولكن مصر الدولة الكبرى تدير ظهرها لهم وتتنتظر دائماً الفتات من الخارج.
ما أشبه الليلة بالبارحة فى السياسة الخارجية المصرية وها قد ضاع الحلم الجميل بالتعاون مع دول قارة الذهب والتعاون مع الدول العربية ولملمة شتات العرب من جديد تحت راية الأخت الكبرى والأم مصر
فذهبت مصر بعد الثورة فى السياسة الخارجية لمرحلة التخبط ولم تحسم أمرها حتى الآن إلى أى معسكر تود أن تذهب هل ستكون كسابق عهدها مجرد منفذة مطيعة للسياسات التى تملى عليها ؟
إلى الآن وبكل ثقة من الواضح أننا فى أسوء درجات السياسة الخارجية حتى أسوأ من العهد السابق فقد أصبح اهتمام مصر خارجياً منصب فقط على قطاع غزة وحركة حماس بدلاً من لملمة الشتات الفلسطينى وقيادتها إلى الأمم المتحدة لنيل اعتراف العالم أجمع بدولة فلسطين برعاية مصر الشقيقة الكبرى بما لها من ثقل كبير.
بدأت العلاقات بدول كثيرة تتدهور وللأسف بعضها دول عربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة التى كانت شريكاً لمصر وكانت تضخ استثمارات داخل مصر بشكل كبير أدت إلى تنامى الاقتصاد المصرى إلى جانب مشروعاتها الخدمية داخل مصر والترحاب الكبير للمصريين بدولة الامارات
العالم كله ينتظر السياسة الخارجية المصرية بعد الثورة وينتظر وبشغف ليرى دور مصر الريادى فى قيادة الامة العربية وقارة أفريقيا الجميع ينتظر المارد الشرق أوسطى بما له من ثقل ولكن بكل أسف من يمسك بهذا الملف لا يعلم مدى خطورة الملف الذى يمسك به أو هو ليس مؤهلاً من الأساس ليمسك بهذا الملف الخطير جداً.
أم سنظل مجرد منفذ لأوامر ونتلذذ بدور الشرطى فى منطقة الشرق الأوسط ونترك المجال لدويلات تقوم بدور أكبر منها بكثير وتتقدم الصفوف ونحن ننتظر خلفاً ؟