ثقافة
بالصور.. «ثروت الخرباوى» يتحدث عن : الخطاب الدينى بين التجديد والتبديد
يواصل مركز رامتان الثقافى موسمه الثقافى الثامن والثلاثين الذى يحمل عنوان : ( لو بطلنا نحلم ) ، وذلك بثالث ندواته بعنوان : ( الخطـاب الدينى بين التجديد والتبديد ) .. وأدار الندوة باقتدار الأستاذ/محمد نـوَّار .. مدير مركز رامتان الثقافي.
كانت بداية الندوة رائعة حيث شدا الفنــان /على اسماعيل ، وباستهـلال جميل بأغنية ( مصر ياامَّه يابهية ) من كلمات الشاعــــر /احمد فؤاد نجـم وألحان الشيخ إمام عيسى . وعقب تلك الافتتاحية بدأ الأستاذ/محمد نوار إدارة فعاليات الندوة بالإشار الى أن اعتذارالدكتور/صـلاح فضــل .. سيلقى بعبء الندوة بالكامل على عاتق الأستاذ/ثروت الخرباوى الذى التقط خيط الحديث : شىء رائع ن نبدأ الكلام فى مركز ( رامتان /طه حسين ) الذى كتب فى يوم الأيام كتاب الشعر الجاهلى فأثار الجدل فى مصـــــــر والعالم العربى ولا زال يثير الجدل فى حياتنا الاجتماعية والسياسية ، ولكننا نجابه الواقع بالمصداقية مع النفس لأنى أقول فى العلن ماأقوله فى الحجرات المغلقة لأن بعض السياسيين تنتابهم حالة خوف من التصريح بما يقال فى الغرف المغلقة بحجة أنه ليس كل مايُعرف يقال ، وهذا بالطبع نــــوع من التعمية على الإحساس الجمعى المصرى ،الذى يريد أن يعرف الحقائق كاملة من أهل الثقة والعلم والقريبين من صناع القرارات المصيرية للوطن .
ولأننى حضرت على تلك المنصة منذ اثنى عشـر عاماً وكان بجانبى بعض السادة الذين كنا نعتقد أن مواقفهم لن تتغير حين يتبوأونمناصب فى الدولة ولكن للأسف انقلب البعض على مصلحة الوطن نفاقاًللسلطة التى حكمت لبعض الوقت فى غفلة من الزمن ، وعموماً فالشعب المصرى لايتأثر بمن يُعتقد بأنهم النخب .. لأن الإحساس الجمعى المصري يعلم تماماً أنهم يبطنون عكس مايظهرونه فى العلن !!
ونأتى لموضوعنا الليلة ( والكلام على لسان الأستاذ/ثروت الخرباوى ) وهو : الخطاب الدينى ،فنقول أن هناك فارقاً جوهرياً بين ( الدين ) و ( مفهوم الدين ) ، والنص الدينى من الله .. وطلب من البشر أن تتفاعل مع هذه النصوص المطلقة ، ولابد للعقل البشرى أن يصل ( ولن يصل ) الى الفهم الكامل للنص الدينى الذى لن يفهمه إلا من خلال ظروف حياته والواقع السياسى الذى يعيش فيه .. ولكننا للأسف حسبنا ( الرأى ) على الدين .. فأصبح الرأى كأنه ( دين ) !! وهذا من أكبر الأخطاء التى وقع فيها من يدعون انهم يملكون صكوك الغفران للبشر .
من هنا لايجب أن نقول 🙁 الخطاب الدينى ) ولكن نقول 🙁 الخطاب المتديِّن) وهذا خطابى المحسوب على عقيدتى وفهمى للقرآن على طريقة معين وفهم جديد للدين لاينفى أن نتحدث عن خطاب دينى ولكن عن خطاب المتدينين .. ويجب أن تكون تصرفات الناس محسوبة على غرار الدين بالمفهوم الاسلامى ، وعلى هذا فالمتداول بيننا ليس التاريخ الإسلامى ولكنه تاريخ المسلمين !!
ففترة الرسول هى فترة ( التاريخ الاسلامى ) ولكن ماتلا ذلك فيجب أن نطلق عليه (تاريخ المسلمين ) ، كذلك لابد من تعديل مادة الفقه الإسلامى بالمعاهد الأزهرية لنطلق عليها ( فقه المسلمين ) لتغيير المفاهيم المغلوطة بيننا .. فلا نقول ( حضارة الإسلام ) ولكن نقول ( حضارة المسلمين ) .. وجميل أن يكون هناك علماء ، ولكن ليس الدين حكراً عليه ولمن يمنحوا تصريحاً من الله للحديث باسمه وإيهام الناس بأنهم يمنحون صكوك الغفران .. وعلى الناس أن تفهم الدين الصحيح بالعقل الإنسان الراجح الذى أعطاه لله لعباده ، وذلك لاستعادة النسخة الأصلية للإسلام الحنيف . فليس هناك إجماع على الإسلام تحت السيوف والقتل والدماء .. لأن البشر أخلاط فيهم الصالح الجيد والطالح الذي يشىء الى المفهوم الحقيقى للدين وهو موجودون فى كل زمان ومكان .. خاصة فى حالة ممالأة السلطة الحاكمة .
ثم تطرق الى الحديث عن ضرورة تطوير علم الحديث الذى تواترت عليه ( العنعنة ) فأضيف عليها بعض آراء من نقلوا تلك الأحاديث ، وعدم التطوير هذا أدى الى عدم مواكبتها لتطورات سرعة العصر وتقدمه .
وفتح الأستاذ/محمد نوار .. باب المناقشة بالاجابة على الأسئلة الموجهة الى ضيف الندوة .. تلك الأسئلة والأجابات عليها من الأستاذ/الخرباوى .. التى أضافت على الأمسية ثراء الحوار فى حميمة بين الضيف والسادة الحضور . واختتم الفنان/على اسماعيل .. بأغنيات سيد درويش والشيخ إمام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب التغطية وتصوير :