عرب وعالم
الحوثيون يسيطرون على مقر قيادة الجيش بصنعاء
اقتحم مسلحون حوثيون من أتباع جماعة “أنصار الله”، اليوم الأحد، مقر المنطقة العسكرية السادسة في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسقط قتلى وجرحى.
وقال مصدر عسكري أن “مسلحين حوثيين اقتحموا مقر المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع) خلال تسليم المقر لألوية الرئاسة (تابعة للجيش ومعنية بحماية الرئاسة)”. وأضاف أن “عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الطرفين جراء الاشتباكات داخل مقر المنطقة العسكرية”.
والمنطقة العسكرية السادسة هي واحدة من المناطق العسكرية السبع، التي تمثل مجمل المناطق العسكرية في اليمن، ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من جانب الحوثيين، الذين يرفضون عادة الإدلاء بأية تصريحات، بشأن ما ذكره المصدر العسكري.
ودعت قيادة وزارة الدفاع اليمنية، ورئاسة هيئة الأركان العامة (التابعة للوزارة الدفاع)، منتسبي الوحدات العسكرية المرابطة في محيط العاصمة وما حولها إلى “البقاء في وحداتهم بجاهزية عالية، والحفاظ على الممتلكات والمعدات ومختلف العهدات العسكرية وعدم التفريط فيها”، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ومبعوثه إلى اليمن، جمال بنعمر، أعلنا مساء أمس السبت، أن “الأطراف اليمنية توصلت إلى صيغة اتفاق ينهي الأزمة القائمة بين الحكومة وجماعة الحوثي”.
وأشار بنعمر، في بيان مقتضب حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، إلى أن “الترتيبات تجري حالياً للتوقيع، غداً (اليوم) الأحد على الاتفاق الذي يقضي بوقف المواجهات الجارية في صنعاء”.
ولم يتطرق المبعوث الأممي إلى صيغة الاتفاق أو أهم ما ورد فيه. وأعلنت اللجنة الأمنية العليا في اليمن، مساء أمس السبت، حظر التجوال في ثلاثة أحياء وقرية في صنعاء؛ بسبب ما أسمته “مستجدات الموقف الأمني الراهن”، وذلك عقب سيطرة مسلحين تابعين لجماعة الحوثي على مبنى التلفزيون الرسمي وسط المدينة.
وحددت اللجنة، في بيان، أحياء: شملان ومذبح وذهبان وقرية ضلاع في المنطقة الشمالية بالعاصمة، داعية المواطنين إلى “الالتزام بالقرار والبقاء في المنازل خلال الفترة المحددة، لضمان سلامتهم وحتى لا يعرضوا أنفسهم أو حياتهم للخطر”، بحسب البيان.
ومنذ أسابيع، تنظم جماعة “الحوثي” احتجاجات واعتصامات على مداخل صنعاء وقرب مقار وزارات وسط المدينة، للمطالبة بإقالة الحكومة، وتخفيض أسعار المحروقات، ولم تفلح مبادرة طرحها الرئيس اليمني عبد ربع منصور هادي، وتضمنت تعيين حكومة جديدة وخفض أسعار الوقود، في نزع فتيل الأزمة، نتيجة لتشكك الحوثيين فيها، واشتراطهم تنفيذها قبل إنهاء الاحتجاجات.
ونشأت الجماعة، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين. ويتهم منتقدون جماعة الحوثي بالسعي إلى إعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمالي اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.