مصر الكبرى

09:13 صباحًا EET

الدولة الاسلامية مدنية خالصة ( الحلقة الرابعة )

 
 
تحدثنا في الحلقات السابقة عن مفهوم الدولة والدولة العلمانية والدينية وفي الدولة المدنية في الاسلام  وفي هذه الحلقة نتحدث عن الدستور الوضعي  الاول في تاريخ الاسلام والذي حددت صحيفة المدينة العلاقة بين المواطنين في دولة الإسلام وجاء فيها:  ( هذا كتابُ بين محمدٍ النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم إنهم أمةُ واحدةً دون الناس ) . وبذلك وضعت تلك الصحيفة أساس المواطنة الصالحة في دولة الإسلام. وأن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.  وأن يهود بني عوف أمةُ مع  المؤمنين ( وعدد باقي يهود المدينة ). على اليهود نفقتُهم وعلى المسلمين نفقتهم. وأن بينهم النصرً على من حاربً أهل هذه الصحيفة وهكذا باقي بنود الصحيفة.

والرسول صلى الله عليه وآله وسلم أرسل السفراء وراسل الملوك والسلاطين وخاطبهم بالعظمة والتقدير والاحترام فقال : ( إلى كسرى عظيم فارس) ( إلى المقوقس عظيم القبط ) ( إلى النجاشي عظيم الحبشة ) وهذا أدب نبوي جم من رئيس دولة إسلامية إلى رؤساء دول غير إسلامية.
كما انه  في الدولة المدنية الإسلامية لا يوجد رجال دين , بل علماء , وعلماء الدين يُستفتون ويُستشارون ولا يحكمون، فإنه لا حكم لعلماء الدين في دولة الإسلام كما أنه لاحكم لعلماء الفلك والطب والهندسة والزراعة وغيرهم ، بل يتكون منهم المجالس القومية الاستشارية المتخصصة للحاكم والدولة.
كما ارست الدولة المدنية في الاسلام الفصل بين السلطات حيث عين الصديقُ الفاروقً قاضياً أثناء حكمه. كما أبقى الفاروقُ أهل الحلًّ والعقد معه بالمدينة كمجلس استشاري. وايضا فصل القاضي شريح بين أمير المؤمنين وحاكمهم سيدنا على رضي الله عنه ويهودي في درع للإمام وطلب القاضي من أمير المؤمنين سيدنا علي البينة ولما لم يستطع إحضار البينة وإثباتها حكم القاضي المسلم للمواطن اليهودي ضد أمير المؤمنين المسلم. اما العز بن عبد السلام فقضى ببيع المماليك الحكام ونفذ ذلك. وقد وقف الإمام أحمد بن حنبل ضد الحاكم في فتنه خلق القرآن
وايضا القاضي والفقيه أبو يوسف كتب وصية للرشيد فيها من الشواهد ما تبين حرية الفقيه والقاضي وقوته واستغلاله حيث قال "الحلال ما أحله اللهُ ورسولهُ ، والحرامُ ما حرم الله ورسوله قال تعالى:    ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ[ التحريم (1).
وقال تعالى: ] قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ[ المجادله (1)
وقال تعالى: ]وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ[ الأنعام (52).
وعندما مات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال الصديق رضي الله عنه: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت).  حيث قام في سقيفة بن ساعدة حوار مهم وعظيم وفي نهايته تم اختيار الصديق ، والبعض منا لايستوعب عقله هذا الحوار فينكره أو يُؤثمه. ثم اختار الصديقُ الفاروقَ للحكم من بعده بعد استشارة أهل الحل والعقد ومجلس مستشاريه. ومن بعده اختار الفاروقُ سيدنا عثمان للحكم من بعده بلجنة المشورة بين أفراد الشعب. اما الإمام علي رضي الله عنه أبى إلاَّ البيعة في المسجد إنها طرائق مختلفة ، وأساليب مختلفة حسب الزمان والمكان وظروف الإنسان ( مواقف سياسية من سير شطء خير البرية، نظمي خليل أبو العطا موسى، جمعية الشورى الإسلامية .

التعليقات