عرب وعالم

07:43 مساءً EEST

غزة تجر نتنياهو إلى انتخابات مبكرة

اعتادت إسرائيل على الذهاب إلى انتخابات مبكرة بعد كل حرب تشنها على جيرانها بغية امتصاص ما آلت إليه الحرب من سلبيات على سياستها دوليا وعلى اقتصادها محليا.

يدرك قادة إسرائيل أن الجمهور لا يستطيع الصبر طويلا على التقليصات في الميزانية ولو كانت تحت عنوان الدفاع عن إسرائيل ومواطنيها.

ورغم الدعم الشعبي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال حربه على غزة فإن من طباع الإسرائيليين المسآلة عن النتائج السياسية والمادية أيضا. وهو أمر عرفه نتنياهو قبل أن يرسل آلته الحربية إلى تخوم القطاع.

رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي كان يعلم ما ينتظره ذهب إلى الحرب مرغما، لا لكبح مقاتلي حماس بل للحفاظ على كرسي تربع عليه بصعوبة وتعطش إليه منذ تسعينيات القرن الماضي بعد أن خلع عنه آنذاك، لكن، وفي جميع الأحوال ما كان لمواطني إسرائيل أن يسكتوا على وقوف نتنياهو مكتوف الأيدي في ظل تعاظم الحركة المسلحة على الحدود ووسط تحريض أحزاب متطرفة في ائتلافه على شن الحرب.

نتنياهو الذي جلس بين نارين اختار نارا ظن أنه قادر على إخمادها بسهولة واقتناص الفوز وضمان علو كعبه على منافسيه.. لكن الحرب على غزة وقدرات الفصائل الفلسطينية المسلحة خيبت آمال رئيس الوزراء الإسرائيلي.. وهو ما ظهر جليا أواخر أيام الحرب حينما غابت التصريحات الرنانة وبدأ يجنح نحو السلم متجاهلا ائتلافه ووزراءه.

حينها أدرك نتنياهو نتائج الخيبة المرة التي سيتجرعها من المنافسين له من ائتلافه وخارجه الذين راحوا يتسللون رويدا رويدا إليه بالنصائح والدروس السياسية والاقتصادية في إشارة إلى انتهاء مهمته كرئيس للحكومة.

فها هو أحد أهم وزرائه، يتسحاق أهرونوفيتش، وزير الأمن الداخلي يبشره علنا بأن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان سيحل مكانه في أي انتخابات قادمة.

ولوزير المالية عن حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد أسلوبه أيضا في تلقين نتنياهو الدروس بعد الحرب. فالأخير بحاجة ماسة لرفع ميزانية الدفاع وتغطية نفقات الحرب الأخيرة لكنه يُواجه بلاءات لابيد الذي يرفض التوقيع على مشروع قانون يرفع أسهم نتانياهو.

أضف إلى ذلك الانتقادات الحادة التي توجهها الأحزاب المتطرفة في الحكومة مثل “البيت اليهودي” و “يهودوت هتوراه” بسبب الهدنة مع غزة. فهذه الأحزاب ومنذ البداية تطالب بإعادة احتلال القطاع بشكل كامل وترفض التهدئة.

التعليقات