كتاب 11
أيها الرئيس السيسى قلبى معك !
أشفق اليوم على كل من يحكم مصر بسبب تراكم تركة الخراب المباركية ..فمثلا رئيس مصلحة الطرق والكبارى يعلن صارخا أن هناك 400 كوبرى على وشك الانهيار . هذا مثل واحد وقطرة من بحر الخراب ودليل قاطع على إهمال دولة مبارك لواجباتها إلى حد الخيانة بوعى أو دون وعى! ..فكم من الوقت والمال نحتاج لترميم هذه الكبارى وصيانتها .
يكاد يكون الأمر مستحيلا ..الخراب فى المستشفيات والمدارس والشوارع والطرق والعشوائيات والمصانع والبنوك .. كل ممتلكات الدولة افتقدت الصيانة لمدة 30سنة ، ومثلها كل المبانى ..لقد تم إعدام نسبة عالية من التراث المعمارى ..تشوه وجه القاهرة والمدن المصرية ..شاعت الفوضى العمرانية وتجريف الأراضى الزراعية والبناء على مساحات واسعة منها ..الخراب سوف يتسبب فى كوارث قادمة لاحدود لها ، وها أنتم ترون كارثة الكهرباء نتيجة خراب هذا المرفق بشكل يدمر مرافق أخرى كثيرة تتغذى بالكهرباء ..لا مالَ كافيا ولا وقت لتدارك القادم من الكوارث ..ومنذ 25 يناير حتى بداية حكم السيسى عانت مصر خرابا فى 3سنين يكاد يعادل خراب الثلاثين عاما المباركية .
أيها الرئيس السيسى قلبى معك ومع شعبنا الذى لا يمنحه الإخوان وقتا ليأخذ نَفَسه ويتدارك العاجل من الكوارث بعد 33 سنة خراب تضَمَّن حياتنا المادية ، لكن ما حدث من تخريب العقول والنفوس والأخلاق أجسم وأكثر كارثية، وحال التعليم مثلا وصل للحضيض حتى الأزهر مناط الأمل للقضاء على التطرف أصبح أكبر منتج للتطرف .
هل عمد مبارك ونظامه لتخريب مصر؟ لا أظن ولا أتهمهم ، لكنهم انشغلوا بجنى المكاسب الشخصية وممارسة الفساد وملذاته عن ممارسة واجبهم الوطنى تجاه البلد إلى حد يرقى لمستوى الخيانة . ربما لوتعاونا جميعا وأدركنا عمق الكارثة قد نخرج من عنق الزجاجة التى حبسنا فيها مبارك وفوضى سنوات ثلاث عجاف بعد سقوط نظامه . تحيا مصر..مصر المطلوب منها الآن صنع المعجزات.