فن
وداعاً.. سعيد مرزوق
من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، بعد صلاة عصر اليوم الأحد، تنظلق جنازة المخرج الكبير الراحل سعيد مرزوق وفق ما قاله محسن علم الدين عضو مجلس غرفة صناعة السينما واضاف أن أسرة المخرج ستتلقى العزاء فى فقيدهم الأربعاء المقبل بمسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين.
وكان المخرج الكبير قد رحل عن عالمنا منذ ساعات قليلة بمستشفى المعادى العسكرى عن عمر يناهز 74 عاما، بعد صراع طويل مع المرض امتد 5 سنوات، حيث كان يعالج بمستشفى «دار المني» ثم انتقل لمستشفى المعادى العسكري.
ولد سعيد مرزوق عام 1940 وأخرج أول أفلامه «زوجتى والكلب» عام 1971، ثم توالت أعماله مثل «الخوف»، «أريد حلا»، «المذنبون»، «هدى ومعالى الوزير»، «قصاقيص العشاق» وغيرها.
تربى مرزوق فى أسرة فقيرة حيث تحمل عبء المسؤولية وهو صغير السن، وذلك لإعاشة والدته وإخوته الأربعة بعد وفاة والده. ومن الطبيعى أن يجعله هذا العبء الثقيل عرضة للعديد من المشاكل والأزمات، والتى فجرت فى داخله أحاسيس إنسانية، انعكست بالتالى على اهتماماته وهواياته، حيث كانت هى المنفذ الوحيد له للتعبير عن هذه المعاناة. هذا إضافة إلى أن سعيد مرزوق قد تفتحت عيناه على عالم السينما وهو فى سن الثانية عشرة. فقد كان منزله ملاصقاً لأستوديو مصر، وكان لذلك تأثيره المباشر على حياة مخرجنا. حيث أبهره هذا العالم الغريب، بكل مواصفاته.. من ديكورات وممثلين وكاميرات.. وأخذ يراقب كل هذا بحب واهتمام وإعجاب. إلى أن شاهد يوماً ما، المخرج الكبير «سيسيل دى ميل»، وهو يصور فيلم (الوصايا العشر) فى صحراء الهرم.. فكانت هذه هى نقطة البداية الحقيقية عندما أحس مرزوق بعظمة دور المخرج وأهميته بالنسبة للسينما. يقول سعيد مرزوق: (…فى العاشرة من عمرى بدأت أتذوق الفن.. شاهدت (الوصايا العشر) للمخرج سيسيل دى ميل وعشقت هذا المخرج الجاد والفنان، بل وإتخذته مثلاً أعلى لي.. تمنيت أن أجلس على هذا الكرسى الذى يتحرك عالياً، والذى يجلس عليه المخرج.. وقتها بدأ حب الفن ينمو بداخلى بشكل غريب.. كنت أمارسه بشكل آخر فى الرسم والنحت.. وبدأ مشوارى الفني، وإبتدأته بالقراءة فقط…).
-لم يدرس سعيد مرزوق السينما على يد أحد، ولم يكن من خريجى أحد المعاهد السينمائية إنما كانت السينما نفسها هى مدرسته، حيث اعتمد على قراءاته فقط فى تنمية موهبته واهتماماته السينمائية. وقبل أن يقدم أول فيلم له كمخرج.. اشتغل مساعداً لزميله المخرج الشاب إبراهيم الشقنقيري. ثم بعدها مباشرة قام بإخراج فيلمين قصيرين مدة كل منهما خمس دقائق. وكان عمله الثالث هو إخراجه لأغنية (أنشودة السلام) ومدته عشر دقائق، والذى أختير كأحسن عمل تليفزيونى لعام 1965. بعد ذلك قدم فيلمه التسجيلى (أعداء الحرية ـ 1967) وشارك به فى مهرجان «ليبزغ» الألماني، وحصل على الجائزة الثانية فى هذا المهرجان. ثم قدم فيلم (طبول ـ 1968) ونال أيضاً جائزة الدولة فى الإخراج والتصوير والمونتاج فى ذلك العام. كما أنه قام بإخراج فيلم (دموع السلام ـ 1970) الذى أختير كأفضل فيلم عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
من أعماله
إن جميع هذه الأعمال الفنية قد أكسبت سعيد مرزوق خبرة سينمائية، أهلته لإخراج أول أفلامه الروائية الطويلة (زوجتى والكلب ـ 1971)، الخوف(1972)، أريد حلاً (1975) قصة الكاتب حسن شاه، المذنبون قصة الكاتب العالمى نجيب محفوظ الذى تسبب فى ضجة سنة عرضه عام 1976 لمحاولة كشفه عن مظاهر الفساد فى المجتمع المصرى المعاصر, وتشكلت لجنة للنظر فى أمر الفيلم وحذفت العديد من مشاهده.
حكاية وراء كل باب(1979) مسلسل تليفزيونى قصة الكاتب توفيق الحكيم، إنقاذ ما يمكن إنقاذه (1985)، أيام الرعب(1988)، المغتصبون(1989)، الدكتورة منال ترقص(1991)،هدى ومعالى الوزير قصة الكاتب نبيل خالد بطولة نبيلة عبيد والفنان يوسف شعبان، السلاحف(1996)، المرأة والساطور (1997)، جنون الحياة(1999)، قصاقيص العشاق(2003)