مصر الكبرى
حاتم ندا يكتب : مولد سيدى ابو الرياسات
ياخوانا اللى ماحضرش ولا شاف المولد قبل كدا الفرصة جات لحد عنده ومش حتتعوض وزى ماعرفنا الحروب اللايف على ايدين الامريكان وشوفنا كمان الثورات اون لاين على ايدين جزيرة ال حمد دلوقتى مولد سيدى ابو الرياسات اشتغل هيصة واخر دلع حتنبسطوا بجد واللى مش حينبسط يغير المحطة والمحطات كتير والبركة فى رجال اعمال المخلوع وفلوسهم .
بس بجد السؤال بيطرح نفسه هل نحن فى حاجة الى كل هذا السفه الاعلامى من مناظرات ودعاية اعلامية فجة ومباشرة تلح علينا بلا رحمة لمرشحين رئاسيين نعرفهم جيدا بل وطالت عشرتنا ليهم زمنا طويلا يبدو انه يابى الرحيل ومصر على التوقف عند هؤلاء ويرفض ان يبارح ماضى هم فى النهاية جزء اصيل منه ومن نظام مبارك الذى يعاند هو الاخر ويصر على اطلالته عبر رجاله شركاء الامس والطامحون الى الصدارة اليوم والغد ايضا شركاء على الرغم من تنوعهم واختلاف ادوارهم ممن استوزروا او توظفوا اومن لعبوا دور المعارضة الاصلاحية الكسيحة فى عهده اسلامية او قومية او عروبية فالثورة يفترض فيها انها اسقطت الجميع او تجاوزتهم على اقل تقدير.حقيقة نعرفهم جميعا جيدا ولا حاجة لنا بكل هذا اللغو من الكلام ككلام سابقيهم ممن تم دفعهم لعضوية مجالس ووزارات ولجان او ممن تم رفعهم على الاكتاف باسم الجماهير ولا ندرى من رفع ولا من دفع اللهو الخفى على ما اعتقد او الطرف التالت كما يدعى من يريدون اخفاء الحقائق وبالله عليكم ماذا يمكن للمرء ان يسمع جديدا من هؤلاء انهم اقدم من الزمان نفسه الم يملوا ويشبعوا ظهورا ونفوذا وشهوة حديث كأننا مابرحنا مكاننا وكأن الثورة لم تقم ثم هل مطالب الثورة مجهولة وخافية على احد تلك المطالب التى لا نراها فى المولد العامر بكل انواع الولس والزيف اين مسح النظام السابق ومحاسبته بلا استثناء اين محاسبة النهابين واسترداد الاموال واقامة نظام ديمقراطى جديد تماما ووطنى حقيقى .
وكأن اعلام مبارك مازال يطل ويتحكم عبر رموزه ووجوهه التى لا تستحى والتى كنا نحلم انها رحلت لكن الثورة ترحل وهم لا يرحلون ولا عجب ان القوائم السوداء لرموز مبارك والتى تم رفعها فى المكيادين هى من تطل علينا الان وبكل ثقة ووطنية .
هذا ويتعامل الاعلام مع المرشحين كأننا فى انتظار سوبر مان الذى يفهم فى كل شئ والذى يمتلك مصباح علاء الدين وكأننا نعيد انتاج الدكتاتور المنقذ من جديد ورغم ذلك تغيب الاسئلة الحقيقية من السياسات العامة اوالقرارات المحددة التى سيلتزم بها تماما وبرنامجة الاقتصادى المحكم عبر سياسات معروفة ومحددة تماما التى يمكن للمواطن البسيط ان يهضمها ومن ثم يحاسبه عليها دون التدليس على المواطنين مستقبلا ولا يدرك هؤلاء الفرق بين برامج الاحزاب المتوسعة وطويلة الامد وبين برامج الرؤساء الاكثر تحديدا وقصرا للاسباب التى تمر بها مصر الثورية فالفرق كبير بين الامرين .
للاسف الشديد اصبح التليفيزيون فى مصر مجردوسيلة للترقى الاجتماعى والوظيفى  وهدف فى حد ذاته للظهور فقوط لاصحاب المهن الحرة والاعلاميين وبديلا عن الكفاءة المهنية فمجرد الظهور فيه اصبح طريقا سحريا سريعا للترقى الاجتماعى والمهنى فى لمح البصر واخشى ان ينطبق هذا ايضا على المنصب الرفيع والذى تحول بدوره الى منصب وظيفة بدلا من منصب سياسى ويكون الفوز فيه لمن يظهر اكثر تليفيزيونيا بشكل موجه نفسيا ودعائيا نحو مرشح بعينه ونعود مرة اخرى الى الرئيس الموظف ثم الدكتاتور الموظف لكن هذه المرة سوف يكون مدينا لمن وظفه ويبقى الشعب فى النهاية ينتظر البطل المنقذ ليحمل عنه كل الاعباء لكى يفض يديه ويعود لحالة السكون البعيد عن الزخم الثورى كما عاد اليها جزئيا بعد مهزلة انتخابات مجلس الشعب ويتوهم مرة اخرى انه قد اختار الموظف الكبير بكل حرية كما حدث سابقا لاستفتاء وبرلمان وفى النهاية تنفض الثورة وتصبح مجرد مولد يتم الاحتفال فيه لكن ياترى اين الان صاحب المولد الحقيقى