الحراك السياسي

07:08 صباحًا EEST

جمعة : يكشف حقائق قضية السيارة الجيب الخاصة بالجماعة الإرهابية

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة  عضو هيئة كبار العلماء أن قضية السيارة الجيب والتي وقعت في عام ١٩٤٨ أكبر دليل على فساد جماعة الإخوان الإرهابية منذ البداية، وأنه بقراءة حيثيات الحكم والتي قام الإخوان باختصارها من ٢٢٤ ورقة من الحجم الكبير “الفولسكاب” إلى ٩٦ ورقة من الحجم المتوسط ثم نشروها في دار الفكر الإسلامي سنة ١٩٥٠ في كتاب بعنوان “قضايا الإخوان – قضية السيارة الجيب .. الحيثيات ونص الحكم” تأكد لدينا يقينا أن التطرف والكذب جزء لا يتجزأ من فكر جماعة الإخوان، والكتاب مرفوع على شبكة الإنترنت صورة ونصا لمن يريد البحث والتحقق.

ورغم زعم الإخوان ومن ورائهم بعض المواقع الصحفية أن هذه القضية قد انتهت بالبراءة، معتمدين في ذلك على أن الكتاب المنشور على موقعهم لن يقرأه أحد، وهو ما يؤكد تعمدهم الدائم تدليس الحقائق، فإننا نؤكد أن ما جاء في كلام القاضي مخالف تماما لهذا الادعاء؛ فالقاضي قد حكم بالبراءة على ١٤ متهما من أصل ثلاثين متهما، بينما الباقي حكم على خمسة منهم بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل، وحكم على عشرة أفراد بالسجن لمدة سنتين مع الشغل، والأخير بالسجن لمدة سنة مع الشغل (راجع الكتاب صفحة ٩٤).

إلا أن ما جاء في حيثيات حكم المحكمة قبل إعلان قرارها يؤكد بما لا يدع مجالا للشك فساد هذه الجماعة وانحرافهم عن المبادئ المعلنة من قبل قياداتها (صفحة ٩٢)، بل إن القاضي قد وصفهم بالجماعة الإرهابية قائلا “إن أفراد هذه الفئة الإرهابية -يقصد المتهمين- لم يقترفوا الجريمة وإنما انحرفوا عن الطريق السوي؛ فحق على هذه المحكمة أن تلقنهم درسا حتى تستقيم أمورهم ويعتدل ميزانهم” (صفحة ٩٣)، فالقاضي أكد أنهم لما اقترفوه من جرائم يستحقون أحكاما مشددة تتراوح بين المؤبد والإعدام، ولكنه اتخذ معهم أقصى معايير الرحمة الممكنة وذلك لحداثة سنهم واختلاط المفاهيم لديهم بين مقاومة الاحتلال وهو أمر وطني جليل وبين محاربة الشعب والمجتمع وهو علامة من علامات الخيانة، وهو ما يحدث الآن تماما لدى شباب الجماعة في اختلاط مفهوم الشرعية -وهي مقصد الكل- بينما يأتون من الأفعال ما تدمر الوطن وتعد خيانة عظمى.

أما من حصل منهم على البراءة فيقول القاضي في حقهم أنه تشكك في كل الأدلة المقدمة من النيابة، واستبعد منها ما لم يتأكد منه يقينا من أجل عدم الإضرار بمستقبلهم وخاصة أنهم شباب قد غُرر بهم (راجع الكتاب صفحة 87).

هذه هي حقيقة القضية التي حاول الإخوان تدليس حقائقها كما يفعلون دائما، وهو الأمر الذي يؤكد أن العنف والإرهاب والقتل وسفك الدماء هو أصل في هذه الجماعة، وما يتشدقون به من شرعية وأخلاق ما هي إلا عبارات مصطنعة تهدف إلى إخفاء الحقائق، وأن قيامهم بنشر هذه القضية بما فيها من أدلة واضحة برزت سنة 1950 ثم نشروها مرة أخرى على مواقعهم رغم إنكارهم لما فيها من حقائق هو دليل على أن الله تعالى غير راض عن هؤلاء ومحبط أعمالهم، قال تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف: 104]، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

التعليقات