مصر الكبرى

01:07 صباحًا EET

الدولة الاسلامية مدنية خالصة ( الحلقة الثالثة )

تعرفنا في الحلقتين السابقتين عن الدولة وعناصرها ومفهوم الدولة الدينية والدولة المدنية العلماينة واليوم نتكلم عن الدولة المدنية في الاسلام الدولة المدنية في الإسلام:

في البداية يجب ان نطرح علي انفسا سؤال هام جدا : هل في الإسلام دولة ؟!وهنا يجيب ويثبت التاريخ الطويل إن في الإسلام دولة بعناصرها التي حددها المختصون من الإقليم محدد الحدود ، والشعب ، والحاكم ، والدستور ، والحكومة.فمن حيث الإقليم : يذكر التاريخ ان قام النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأرسال مَن حدد حدود المدينة المنورة ووضع علامات عليها. فيما  حفر الصحابة رضوان الله عليهم الخندق حول المدينة للدفاع عنها في موقعة الأحزاب. وجعل المصطفى صلى الله عليه وسلم عيوناً تحرس المدينة.ومن حيث الشعب : فقد ثبت بما لا يقطع مجال للشك ان تكون شعب دولة الإسلام في المدينة المنورة من المهاجرين والأنصار واليهود والمسيحيين واتباع الممل الاخري والعقائد المختلفة وقد آخى المصطفى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار. وقد حددت صحيفة المدينة أن العلاقة تقوم بين اليهود والمسلمين على أساس المواطنة والدفاع عن المدينة والإنفاق المشترك.  فيما جعل الإسلام لغير المسلمين ما للمسلمين وأكثر ، وحمى الإسلام معتقداتهم وصلبانهم وأعيادهم، ودور عبادتهم، وتجارتهم حتى ولو كانت خمراَ أو خنزيراً يتداولونه بينهم ولا يروجون له بين المسلمين.كما ان لدولة الاسلام نواب للشعب: فقد طلب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في بيعة العقبة الثانية من الحاضرين من الأوس والخزرج اختيار نقباء عنهم فاختاروا بالاختيار الحر المباشر تسعة من الأوس وثلاثة من الخزرج وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم لهم: ( أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي).(انظر مواقف سياسية من سيرة خير البرية ص 19 ) .اما من حيث الحاكم: حكم المصطفى صلى الله عليه وسلم الدولة في المدينة المنورة. وعندما مات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حكم أبو بكر فعمر ثم عثمان فعلي رضي الله عنهم ، ثم حكم الخلفاء من بعدهم ، واستمر الحال على هذا إلى أن أُسقطت الخلافة الإسلامية العثمانية . واما من حيث سلطة الشعب: فقدحدد الخليفة الأول الصديق رضي الله عنه سلطة الشعب وحقه في مناصحة الحاكم ومراقبته وإعانته ومحاسبته فقال في خطبة التنصيب:   ( وُليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم , فإذا عصيت الله ورسولهُ فلا طاعة لي عليكم ) وقد نصحوه ونصروه وقاتلوا المرتدين معه . كما ان في غزوة بدر حدد الحبابُ بن المنذر موقع الجيش وغير الموقع الذي اختاره الحاكم وقال : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزلُ أنزلكه اللهُ ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( بل هو الرأيُ والحربُ والمكيدةُ ) وغير موقع الجيش ووضع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم القاعدة النبوية العظيمة: ( أنتم أعلم بأمور دنياكم ). يتبع وفي الحلقة القادمة نتحدث عن مبدء الفصل بين السلطات والمواطنة  في دولة الاسلام .

التعليقات