آراء حرة
رامي عزيز يكتب: لعنة أيلول
خرج علينا الرئيس الأمريكى “أوباما” فى الذكرى الثالثة عشر لاحداث 11أيلول بخطاب ينتظره العالم للسماع إلى الأسترتيجية الأمريكية، التى لا تصد ولاترد للقضاء على (داعش ) التى لقبها الرجل فى خطابه الحلزونى الذى استمر 15 دقيقة بالسرطان .
وبدأ خطابه بالأنجازات التى حققتها بلاده، فى مجال مكافحة الأرهاب على مدار السنوات الماضية وأن امريكا الأن افضل أمناّ واستقرار، وانها تقود العالم ومحاربة الأرهاب من غيرها شئ غير ممكن، وأخذ الرجل يتحدث ويتحدث موضحاً أن العالم يأتمر بأمر الولأيات المتحدة من أوروبا الى اَسيا ولم ينسى بأن يذكر الأمريكين، بالدور الرائع الذى تلعبه بلادهم فى حماية اَوكرانيا من روسيا وريث الأتحاد السوفيتى العدو التقليدى لامريكا أبان فترة الحرب الباردة واخذ الرجل يتحدث عن (داعش )،وافعالها واصفاَ أيهم بأنهم الأخطر والأشرس وبأنهم يذبحون ويحرقون ويدمرون ويبعيون النساء الخ الخ… فى طريقة أشبه بحديث الرجل الذى يظهر فى الأعلانات عن البضائع فى قنوات التسويق، ولما لا يتحدث عليهم وهم بضاعتهم الرائجة لتدمير المنطقة وجرها إلى دوامة الحرب، التى لا يعرف نهايتها أحد وصرح بذلك الرجل نفسه حينما قال أن الأمر يحتاج إلى سنوات، وصرح بذلك أيضاً “كيرى” قائلاً أن ألأمر يحتاج الى( ثلاثة سنوات) وأخذ الرجل يكرر أكثر من نصف مدة الخطاب بأنه لن يكون هناك تدخل برى وتكرار لتجربة العراق وافغانستان.
تحدث الرجل عن تقليص ووقف الدعم عن (داعش ) عن تسليح المعارضة السورية عن حماية الأقليات تحدث الرجل وتحدث ولكن تعالوا على الأرض فأى منكم يمكنه الأن الدخول الى شبكة الأنترنت والبحث عن مواقع (لداعش والنصرة وجبهة احرارالشام جبهة الجهاد السلامية) وسيجد على مواقع التواصل الأجتماعى العديد من الحسابات التى تدعوك الى الأنضمام الى تلك الجماعات ولم يتاخذ ضدها ابسط أجراء وهو الغلق .
تحدث الرجل عن أن العراقين يعرفون ما عليهم فعله، ولا يجب أن ينتظروا أحد يخبرهم بما يجب فعله، تسليح الأكراد وسط مخاوف تركية إلى مدى سيتم تسليح الأكراد ؟ وما ضمان ألا يصل ذلك السلاح الى حزب العمال الكردستانى ؟، أطراف كثيرة صارت داخل اللعبة دخلت واحدة تلو الاخرة فى طريقة درامية مأساوية تتدافع وكانها قطع الدومينو التى يكفى ان تدفع باول قطعة منها وهى كفيلة بباقى القطع والتى لن تتوقف حتى يتم سقوط اخر قطعة ،وهنا يأتى الحديث عن(مصر) التى ظلت تراقب الوضع فى ظل مشاكل داخلية طاحنة وفى ظل هجمات فيها كر وفر لقياس قدرة جيشها على المواجهة تارة فى سيناء وتارة اخرى على الحدود الغربية التى شهدت احداث مؤسفة ،ياتى خطاب “أوباما ” باستراتيجيته المزعومة ليبدأ مرحلة جديدة من الصراع فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، أذا قال واصفاَ هذه المنطقة بانها المنطقة التى يأتى منها (الخطر الاكبر) حيث تستغل مجموعة من الراديكالين مطالب الناس لتحقيق اهدافها الخاصة ،وهنا يتفتق الى الذهن مباشرة السؤال التالى :
“اذا كنتم تعرفوا بان هناك راديكالين يبحثون عن مصالحهم مستغلين حاجة الشعوب فأى معارضة مازال الحديث مستمر عن تسليحها فى سوريا ؟”
ويأتى بعد سويعات قليلة من كتابة مقالى هذا – مؤتمر جدة – التى دعت إليه (المملكة العربية السعودية ) بمشاركة كل من ( دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن و ولبنان وتركيا ) بالأضافة الى “كيرى” وكيف لا يحضر “كيرى” وكل هذا الأجتماع بايعاذ من الولأيات المتحدة ، لأنه هل تذكر العرب الأن فقط أن (داعش) تمثل خطر ؟!!
ولكن وأنا اشُرف على نهاية المقال أحب الى أن أذكر ما يوم ذكر الامريكان منطقة الأ وكان هناك مخطط قد دبر لها فأشارة “أوباما” إلى شمال افريقيا إلى جانب الشرق الأوسط لست اعتباطاً، فالرجل بالمقام الأول يتحدث إلى شعبه وهو يٌهيئ الرأى العام الأمريكى إلى أحداث جديدة مطمئنهم بأن كل شئ على ما يرام فى امريكا، ولكن هناك مشكلات ونحن نعلمها وقادرين على حلها ،لأن الأحصائيات تشير أن 67% من الأمريكين يرون أن “أوباما” ليس لديه استراتجية .
وبالعودة إلى مؤتمر جدة فأن لا اعول عليه الكثير، لانه يدور فى نفس فلك الكلام الذى كان فى الخطاب ،ودلالة على كلامى الأتصال الذى اجرئ بين “العاهل السعودى” و “أوباما” قبل ألقاء الأخير لخطابه اليوم ، وهناك الكثير من الحديث الذى لا يتسع له مقال واحد بل من الممكن سرد مقالات قادمة للتحدث فى هذا الشأن الذى سنرى فيه الكثير من المتغيرات فى الفترة القادمة ، ولكن بعد هذا الخطاب وقبل ان أرى نتائج مؤتمر جدة دعونى اقول لكم
ويبقى المعنى فى بطن أوباما .