آراء حرة

02:51 مساءً EEST

محمد هلال يكتب: هذا ما نحتاج إلية …؟

عندما نبحث عن الحقيقة يدفعنا الشعور إلي الافتراض وخلق مساحة من الاستنتاجات، وأحياناً نحاول قلب الواقع ليتفق مع رؤيتنا الخاصة، ولكن مازالت الهموم والمشاكل تستحوذ على النصيب الأكبر من الفراغ القابع بداخلنا، وإلى متى سنظل نبحث عن الحقيقة لما يدور حولنا تاركين ما عداها من الجذور، فقد تكون المعرفة أدعى إلي كشف الحقيقة من الانسياق وراء الحقيقة نفسها.

نحن نحتاج بالفعل إلي أمور عديدة ليست إستراتيجية بنائه كما يعتقد البعض أو خلق حالة من التخطيط الوهمي، واجتياح الأفق بالرؤى والنظريات العبقرية، بل ما نحتاج إلية هو تفعيل حقيقي للطاقة الإيجابية التي تكمن بداخلنا، فلو كان الإنسان فعلاً من صنع الحضارة وتوج المعرفة بالعلم، فماذا الآن يعيش حاله من الهدم دون أن يكترث لم يفعل هل مفهوم الحياة لدى الإنسان تغير، أم تغير ما دون ذلك وهى الحياة نفسها، أم أصبحت الحاجة ملحة و صار إشباعها هو الهم الأكبر الذي يسعى الجميع إلي الانتهاء من كوارثة .

 

ودون الاستناد إلي أقوال الساسة و أولى الراي الحاجة هنا ليست حاجة خلق كما يعتقد البعض بأن الإنسان فقد ما لديه ، وأصبح هائماً فى دنيا غريبة لا يستطيع التفاعل معها ، بل الحاجة لمطلوب تواجدها هي حاجة تفعيل حقيقي لثوابت جامدة تركناها وتمسكنا بالفروع ، تركنا الهدف دون تحديد وسعينا وراء مستقبل متلاطم الملامح غير واضح.

 

وبعد ما سبق ماذا نحتاج ؟

 

هذا ما نحتاج إليه :

 

1- نحتاج تفعيل حقيقي لقيم الحضارة التي استغلها الإنسان القديم ليبنى ويعظم ويمجد .

 

2- نحتاج مراجعة فعلية للأمور الواقعية ، واستنتاج حلول جزرية بعيده عن التحيز والتضييق ، تتسم بفتح مساحة للتلاقي والاندماج والتعاون .

 

3- نحتاج إلى مراجعة مفهوم الدين وما ينطبق علية من قضايا استغلها المجتمع وعمل على بثها بصورة سلبية كالتطرف .

 

4- نحتاج إلي نظره حقيقية للتاريخ دون الاعتبار بما هو سائد فالتاريخ لم تكتنف به الكتب والمراجع فقط ، بل العادات والتقاليد هي من عملت على تكوينه وحفظه .

 

5- نحتاج إلي رؤية الحقيقة من بعيد وتقديرها ، والعمل على الخروج من القمم .

 

6- نحتاج إلي العدل أن يسود وتعود للإنسانية معناها الحقيقي .

 

7- نحتاج إلى التخلص من النفاق ، وزرع قيم أخرى كالأمانة والمودة والتعايش والصدق .

 

8- نحتاج إلي استخلاص الهدف الحقيقي وتنقيته من الشوائب الزائدة للخروج به من الدائرة المغلقة .

 

9- نحتاج إلي الله ، ليس بالدين ولكن بالإحساس بمعنى الحياة والهدف من الخلق وهو الأعمار .

 

في النهاية رسالة موجهة إلي كل من يملك قلب وأحس أنة إنسان :

 

أذا أردت أن تكون إنسان حقاً فدعك والنفاق وأسعى وراء تحقيق الهدف الجماعي دون الاستناد إلي الفردية والتحيز الشخصي، فما بقيت من حياة الإنسان الا ذكر طيب وسيرة عطرة، فالتاريخ لا يرحم من يخطئي ولا ينافق من يدفع أكتر .

التعليقات