تحقيقات
تفاصيل مشاركة السيسي بالندوة الثقافية للقوات المسلحة
نظمت القوات المسلحة الندوة التثقيفية الثالثة عشر، تحت عنوان “مصر والانطلاق نحو المستقبل”، والتى تأتى مع بدء المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس، وتزامن انطلاق فعاليات الندوة مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذى استقبله الحاضرون بعاصفة من الترحيب والحفاوة البالغة لتشريفه المفاجئ للندوة، ولقائه أبناءه من الضباط والصف والجنود بحضور الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى. وشاهد الرئيس السيسى فيلما تسجيليا تناول الأهمية الاستراتيجية لمشروع تنمية محور قناة السويس الذى يهدف إلى تعظيم دور مصر كمركز لوجستى عالمى متكامل اقتصاديا وعمرانيا وسياحيا وبيئيا.
واستمع إلى شرح من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، استعرض فيه ملامح المشروع الطموح الذى يساهم بشكل كبير فى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة وتقليل المدى الزمنى لتسيير السفن فى الاتجاهين بدون توقف، مشيرا إلى أهمية المشروع فى رفع درجة التصنيف العالمى للمجرى الملاحى، ويساهم بشكل كبير فى تحويل مصر إلى مركز لحركة التبادل التجارى عالميا، وخلق مجتمع عمرانى متكامل بمنطقة القناة وتحويلها إلى منطقة للجذب السياحى والتجارى، فضلا عن توفير الالاف من فرص العمل للشباب.
كما اشتملت الندوة على محاضرة للدكتور أسامة الأزهرى الأستاذ بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، بعنوان “دور الشباب فى النهوض بالأمة”، تحدث فيها عن الشباب باعتبارهم أحد الدعائم القوية لبناء الأمم والحضارات، واستعرض نماذج من الشباب الذين ساهموا فى إثراء التاريخ وإرساء دعائم الحضارة الإسلامية على مر العصور، مؤكدا أن شباب مصر هم خير أجناد الأرض الذين يحملون أمانة الدفاع عن الوطن وأمل مصر فى بناء حاضرها ومستقبلها.
كما تناول اللواء أح عماد الألفى رئيس الهيئة الهندسية الخطط الزمنية لأعمال الحفر بالقناة الجديدة، والذى يتم وفقا لمعدلات قياسية وصلت إلى 23 مليون متر مكعب من الرمال، وذلك باشتراك 53 شركة مدنية وكتيبتين للطرق تعمل على مدار 24 ساعة من أجل إنجاز هذا لمشروع العملاق. وأشار إلى المهام التى كلفت بها الهيئة الهندسية لإقامة البنية الأساسية للمشروع من الطرق والمرافق والاشتراك فى حفر الأنفاق المخطط إقامتها أسفل قناة السويس بمحافظتى بورسعيد والإسماعيلية، والتى ستحقق الربط مع المجتمع السيناوى وتنقله إلى آفاق أرحب من الاستقرار والتنمية.
واشتملت الندوة على فقرة شعرية عبّر خلالها أبناء القوات المسلحة عما يتمتعون به من حس وطنى ومشاعر صادقة تجاه وطنهم، من خلال مجموعة من القصائد والأبيات الشعرية فى حب مصر. وفى نهاية الندوة قدم الرئيس عبد الفتاح السيسى التحية لرجال القوات المسلحة وما يبذلوه به من جهود وطنية من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وأثنى على مشاركتهم فى صندوق تحيا مصر، مقدمين صورة صادقة للمعدن الأصيل للشعب المصرى، وأكد أن القوات المسلحة هى البنيان القوى الذى تستند إليه الدولة المصرية فى الحفاظ على وحدتها واستقرارها ومواجهة التحديات المحيطة بها، بفضل قوتها وتماسكها كجيش وطنى شريف يعمل على قلب رجل واحد من أجل مصر.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن القناة الجديدة هى جزء من الرؤية الاستراتيجية للمشروع الذى يضم قاعدة صناعية متكاملة على غرار العديد من الدول التى تمتلك ممرات مائية مشابهة، وحققت إضافة كبيرة إلى ناتجها القومى، وأضاف “مصر حاربت وحققت الجلاء للاستعمار بعد نضال طويل من أجل استقلالها، ونحن الآن نناضل من أجل هزيمة الفقر وتحقيق الرخاء للشعب المصرى، يجب أن نسابق الزمن من أجل تحقيق هذا الحلم، وبذل المزيد من الجهد والعرق من أجل مستقبل الأجيال القادمة”.
وشدد القائد الأعلى على ضرورة الانتهاء من تنفيذ كل المراحل المخططة للمشروع فى مدة زمنية وجيزة قائلا “نريد أن نبنى بلدنا، ونريد للغلبان أن يعيش، ولن ننتظر 10 أو 20 سنة حتى نخرج من الحالة الاقتصادية الصعبة التى نمر بها، هناك من يشكك ويحبط الهمم ويقلل من الجهود المبذولة ويقضى على حقوق الشعب بتخريب مرافق الدولة وحرق وسائل المواصلات، ظنا منهم أنهم يهدمون النظام يجب أن يراجعوا أنفسهم لأنهم يهدمون بلدهم”.
وأضاف: “نسابق الزمن من أجل تحقيق شعلة أمل تضاء فى قلوب المصريين، ويجب أن يثق الشعب بالمستقبل وما نسعى لتحقيقة من إنجازات لوطننا.. والتقليل من حالة التشكك التى تكونت على مدار عقود طويلة”.
وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بما حققته القوات المسلحة خلال الفترة الماضية من إنجازات غير مسبوقة لخدمة الشعب المصرى والتخفيف عن كاهله فى مجالات الإسكان والطرق والكبارى، مؤكدين قدرة المصريين على عمل المستحيل.
وأدار القائد الأعلى حوارا مع عدد من رجال القوات المسلحة استمع فيه إلى آرائهم واستفساراتهم حول العديد من الموضوعات على الساحتين الداخلية والخارجية، وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى، مؤكدا أن حماية الدولة المصرية هو هدف استراتيجى وأمانة فى رقبة الجميع، وأن مصر هى قلب العروبة والقوات المسلحة هى قلب مصر القوى. وحضر الندوة الفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من كبار القادة والضباط وضباط الصف والصناع العسكريين، وجنود القوات المسلحة.