آراء حرة

07:11 صباحًا EEST

كواعب أحمد البراهمي تكتب: تعلمت منك

تعلمت منك أبجدية الحب

ألف – باء – تاء

تعلمت منك أبجدية الحب

يا بداية كل حروف الهجاء

حفظت كل كلمات الحنين

وأحسست بكل معاني النقاء

فأنت الحنان وحبي الأول

بل أنت عشقي بغير إنتهاء

أتعلم كم إليك يا أبت أشتقت

هل تعلم كم إليك أحتجت

يا أنشودة الصدق في زمن الرياء

أحبك بعدد حروف الكلام

يا رمز الخلود في قلبي والبقاء

مأسآتي تكمن في رحيلك مبكرا

فلم تضيع يدك في يدي ولم تقل لي إلي اللقاء

تمنيت أشياء كثيرة – لكنها لم تحدث بيننا

لم تطلب مني يوما أن أحضر لك الفاكهة

أو ان اطهو لك ما تحب علي الغداء

لم تطلب مني كي الملابس

أو أن أعد لك الشاي بعد العشاء

لم تطلب مني أن أستذكر دروسي

ولم تعنفني لو تأخرت بتجوالي في المساء

لم تقل لي أفعلي أو لا تفعلي

لم استرشد بك كما يسترشد الأبناء بالآباء

لم تطلب مني أن أقوم بصنع القهوة

 أو أعد لك كوبا من العصير

لأن وجودك في حياتي فعلا قصير

لم تأخذني معك إلي البلدان في السفر

لم تقل لي هذا خطأ وهذا صواب كما يفعل البشر

 ورغم ذلك وجودك في حياتي كان كافيا

ليخلق مني شبيها لك في الفكر

كان كافيا لكي يجعلني لا أري من الدنيا سوي

حنانك أنت وكلماتك انت – وابتسامتك أنت

ما زال صوتك وانت تصلي عالقا بأذني

كنت أفهم من حديثك ماذا تقول وماذا تعني

ما زال وجهك مرسوما في بؤبؤ عيني

أتعلم شيئا

لم يصدق عقلي الصغير أنك عني رحلت

بل كنت أنتظر عودتك كل يوم و كل وقت

كنت أظنك ستعود يوما من الترحال

وظل هذا الحلم يلازمني لسنوات طويلة

كان هاجسا مسيطرا علي أحلامي القليلة

ما زالت ذكرياتي معك في طرقات المدينة

فقد كنت أحب أن أذهب معك إلي كل مكان

رغم أننا في بلد لا تعامل الفتيات كما الفتيان

ما زلت أذكر كثيرا من كلامك رغم صغري

و الدفء في صوتك مازال يمنحني الحنان

فلقد أعطيتني حبا رائعا يكفيني عمرا

ومنحت قلبي قدرا كبيرا من الأمان

التعليقات