عرب وعالم

02:23 مساءً EEST

علي رأسهم هنية والضيف..صحف إسرائيل تنشر أسماء قادة حماس الموضوعين تحت “مجهر الاغتيالات الإسرائيلي”

مازالت وسائل الإعلام الإسرائيلية تتناول باهتمام كبير اغتيال القادة الثلاثة في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة على منزل في رفح، الخميس، وهم محمد أبوشمالة، ورائد العطار، ومحمد برهوم، في الوقت الذي اعتبرت فيه مصير القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف مجهولا، معتبرة أن ذلك خلق فراغا في القيادة العسكرية للحركة، واضعة سيناريو قيادة القسام، والتي قالت إنها على رأس قائمة الاغتيال.

وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية على الإنترنت، إن عملية الاغتيال تركت أثرا كبيرا في الجهاز العسكري لحركة حماس، خاصة أن الحديث يدور عن قيادات في الصف الأول للجهاز العسكري ولهم خبرة طويلة في هذا المجال من الصعب تعويضهم، حسب الموقع.

ويقف قائد الجهاز العسكري محمد الضيف الذي تعتبر «يديعوت أحرونوت» أنه قد جرى اغتياله، بأنه خسارة كبيرة لحماس لا يمكن تعويضه ولن تجد حماس قائدا يستطيع تعبئة هذا الفراغ لسببين، الأول كونه شغل هذا المنصب كقائد عام لكتائب عز الدين القسام منذ 20 عاما، ولأسباب صحية بعد محاولات اغتياله تخلى عن هذا المنصب لآخرين، ومع ذلك فقد بقي على رأس القيادة وهذا ما كان يعتاد عليه الجهاز العسكري، والسبب الثاني يعتبر محمد ضيف القائد العسكري الاستراتيجي لحركة حماس وهو الذي استطاع تحويل كتائب عز الدين القسام من مجموعات صغيرة إلى شبه جيش، يوجد فيه كتائب ووحدات مختلفة وتخضع لقيادة منظمة ساهمت في وصول هذا الجهاز لحالة من التطور العسكري الميداني والاستراتيجي.

ونشرت «يديعوت أحرونوت» قائمة بأسماء عدد من الشخصيات القيادية في قطاع غزة، المرشحة للاغتيال، بينهم نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الذي اعتبرته الشخصية الأقوى في الذراع السياسية لحركة حماس.

وأشارت إلى أن هنية يعتبر هدفًا مركزيًا للاغتيال، وسبق أن استهدف منزله في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين.

وأشارت إلى أن هنية كان قد نجا من محاولة اغتيال سابقة استهدفته مع قادة آخرين، كان بينهم محمد الضيف والشيخ أحمد ياسين، بيد أن الصاروخ أصاب الطابق العلوي للمبنى في حي الرمال بغزة، بينما كانوا في الطابق الذي تحته.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل كانت ترغب باستهداف قادة سياسيين كبار آخرين، مثل محمود الزهار، الذي تعتبره إسرائيل قائد الخط المتشدد في حماس.

يذكر في هذا السياق أن نجليه قد استشهدا، حيث استشهد أحدهما في محاولة اغتيال الزهار نفسه.

وورد اسم وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، فتحي حماد، والذي يعتبر مسؤولا عن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، ومسؤولا عن «حماة الأقصى» في غزة.

ومع اغتيال القادة الثلاثة، أبوشمالة، العطار، برهوم، فإن القيادة العسكرية فقدت قيادات لها تأثير كبير على القسام، وخلقت فراغا واضحا في القيادة، خاصة أن رائد العطار كان المرشح لخلافة محمد ضيف في قيادة الجهاز، وهذا ما يسمح للقيادة في الجهاز، مروان عيسى، والذي يشغل نائب محمد ضيف ليكون المرشح لهذا المنصب، ومنذ 2012 وبعد اغتيال قائد القسام الراحل أحمد الجعبري، أصبح مروان عيسى القيادي الأبرز في الجهاز.

وخلال العامين الماضيين، أخذ «عيسى» دورا مهما ليس فقط في الجهاز العسكري، بل في الجهاز السياسي للحركة، كونه أصبح هو القائد الذي يربط بين الجهازين، وهذا ما يعني أنه سيصبح المطلوب رقم واحد لإسرائيل ويضعه على رأس قائمة الاغتيال، بحسب الصحيفة، كذلك تضع إسرائيل ضمن قائمة الاغتيال كلًا من أيمن نوفل وأحمد الغندور، معتبرة أن اغتيالهما سوف يقضي على الصف الأول في قيادة الجهاز العسكري لحركة حماس.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم استهداف منازل جميع قادة الذراع العسكرية لحركة حماس، بينهم منزل رائد العطار واعتبرته الوريث الفعلي للقائد العام السابق لكتائب القسام أحمد الجعبري الذي اغتيل في بداية هجوم «عامود السحاب» في 2012.

كما أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أيمن أبو نوفل، المسؤول عن لواء المركز في قطاع غزة. وينسب إليه المشاركة في تفجير السياج الحدودي في رفح قبل 6 سنوات، وفي حينه اعتقل في مصر وتهم بالتخطيط لعمليات إلا أنه تمكن من الفرار من السجن أثناء الثورة المصرية التي أطاحت بنظام حسني مبارك في 2011، وتمكن من العودة إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق.

في المقابل، تؤكد قيادات كتائب القسام وقيادات حماس السياسية أن إسرائيل فشلت في تركيع الشعب الفلسطيني والمقاومة، وشددت على أن استشهاد القادة الثلاثة في كتائب القسام لن تثني عزيمة المقاومة إلا أن الضربة التي تلقتها القسام كانت موجعة بعد رد فعل حماس بإعدام 18 ممن تصفهم بالعملاء الذين يتخابرون لصالح إسرائيل.

وأكدت حماس أن سياسة الاغتيالات فشلت في إضعاف المقاومة أو توفير الأمن للإسرائيليين، وأن تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، لا تخيف قادة الحركة.

وأضاف هنية قائلا: «عندما يستشهد قائد فإن قادة آخرين يحملون الراية ويواصلون المسيرة».

وكان يعالون قال، الخميس، إن قادة حماس يعلمون أننا سنضع أيدينا عليهم»، وأضاف: «سنواصل البحث عن زعماء حماس واستهدافهم في أي مكان وفي كل مكان، أينما يكونون».

ويرى محللون وخبراء إسرائيليون أن إسرائيل تبحث منذ بداية الحرب على قطاع غزة عن «هدف كبير» يجبر كتائب القسام على قبول شروط الاحتلال لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، من ناحية، ويمهد الطريق للتعامل مع قادة حماس السياسيين وعلى رأسهم خالد مشعل من ناحية أخرى.

وقال الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، رئيس مؤسسة بحثية تابعة لجامعة تل أبيب، عاموس يادلين، إن إسرائيل التي ظلت حتى، الثلاثاء، تجري محادثات غير مباشرة مع حماس في القاهرة لوقف إطلاق النار غيرت خطتها الآن بعد اغتيال قادة القسام الثلاثة.

وأضاف للإذاعة الإسرائيلية: «تبني رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استراتيجية تقول إذا أطلقتم النار علينا فإننا سنضربكم بقوة أكبر سبع مرات.. تريدون الاستنزاف؟ لدينا مخابرات وقوات جوية ستسحقكم بقوة أكبر».

لكن يادلين قال، إن الهدف النهائي لإسرائيل قد يظل التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإنهاء الأعمال القتالية.

التعليقات