الحراك السياسي

07:18 صباحًا EEST

د. علي جمعة : التجريس عقوبة لمن يتجرأ على دين الله بلا علم

قال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة أن الستر أمر مطلوب في الشرع الشريف والنبي صلى الله عليه وسلم قال ” الدين النصيحة ثلاثاً ، قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ” وفرَّق العلماء بين النصيحة والفضيحة وبينهما الستر ، فالنصيحة تكون بإخلاص وفي السر ، لأنها نصيحة تريد التغيير لا التعيير ، والفضيحة تريد التعيير ، وتابع فضيلته أن الأصل في الشريعة الستر بمعنى أنني لو ارتكبت ذنباً عليَّ أن أستره على نفسي لقوله تعالى ” لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ  ” .

وتابع فضيلته أن اسم الله الستار لم يرد في القرآن ولا في السنة النبوية المطهرة ، والموجود أن الله ” سَتِير ” على وزن فعيل ، وقال فضيلته عند الرجوع إلى العقيدة نجد أنه يجوز اشتقاق اسم من الفعل المسند إلى الله تعالى فمثلا قال تعالى ” إن تنصروا الله ينصركم ” فهنا فعل النصر من الله فيجوز اشتقاق اسم “الناصر” لله تعالى وهذا بشروط أولها: أن نذكر أننا قد اشتققنا هذا الاسم. وثانيها: أن لا يوهم هذا الاشتقاق نقصاً فلا يجوز مثلا أن نشتق من قوله تعالى ” ويمكرون ويمكر الله ” فلا يجوز أن نقول يا ماكر. والشرط الثالث: أن تكون مادته التي اشتق منها وردت في الكتاب أو السنة وبذلك يجوز اشتقاق اسم الله تعالى الستار من سَتِير.

كما قال فضيلته أن العلماء – أهل الاختصاص – كانوا قديماً يقومون بما يسمى بعقوبة ” التجريس ” لكل من يتجرأ على دين الله بدون علم وهي مأخوذة من لفظ ” الجرس ” وكان لديهم نظاما لترقية الطلاب ولإجازتهم بتدريس العلم الشريف فكان سادتنا العلماء يقولون للطلاب من يرى في نفسه الأهلية للتدريس فليتقدم ويترك له الكرسي لكي يعطي هو الدرس في هذا اليوم على سبيل الاختبار العملي ويجتمع له كل العلماء المنوط بهم التدريس في الجامع الأزهر وبعد أن يلقي الطالب الدرس يناقشونه فيما قال ، فإن رأوا أنه لا يصلح فلا يجيزونه بالتدريس، ولكن كان بعض من هؤلاء يصرُّ على أن يدرس في حين أن قرار اللجنة العلمية من السادة العلماء أنه لا يصلح فكانوا يضعون لمثل هذا عقوبة التجريس لتجرأه على دين الله فيركب على حمار بالمقلوب ويغطى وجهه ” بالهباب ” ويسير أمامه رجل يقرع الجرس ويقول ” هذا الذي أراد أن يهين العلم الشريف ” فكان هذا جزاء من يتصدر قبل أن يتعلم وقد ابتلينا في عصرنا هذا بمثل هؤلاء الذين يتكلمون في الدين بما لا يعرفون .

التعليقات