بالصور.. فريق الغوص الكويتي ينجح في استكشاف سفينة حربية أثرية في مياه شرم الشيخ
أعلن فريق الغوص الكويتي التابع للنادي العلمي عن نجاح رحلته الإستكشافية الرابعة عشر والتي قام خلالها أعضاء الفريق برئاسة الكابتن طلال السرحان باستكشاف حطام أهم السفن الغارقة في البحر الأحمر، وهي حطام السفينة الحربية الشهيرة الثيسيليجورم، وحطام السفينة روزاليه موللر وحطام السفينة سالم اكسبريس وحطام السفينة هبة الله.
وعن هذا الإنجاز قال مدير إدارة علوم البيئة البحرية بالنادي العلمي ورئيس فريق الغوص الكويتي الكابتن طلال السرحان، بتوفيق من الله تمت الرحلة بنجاح، واستطعنا تحقيق انجاز جديد سُجل باسم دولة الكويت تمثل في استكشاف وتوثيق حطام أهم السفن الغارقة في البحر الأحمر وهي حطام السفينة الحربية الإنجليزية الشهيرة الثيسيليجورم ذلك الحطام الأثري الذي غرق أبان الحرب العالمية الثانية، والذي يعتبر أشهر حطام سفينة ترقد في قاع البحر الأحمر على عمق 32 متر على مسافة ثلاث ساعات ابحاراً شمالاً من مدينة شرم الشيخ، وهذا الحطام مصنف رقم 2 على المستوى العالمي.
وأضاف: كما استطاع غواصو فريق الغوص الكويتي من استكشاف حطام سفينة الفحم روزاليه موللر التي يبلغ طولها 108 أمتار والتي فجرتها القوات الجوية الألمانية في أكتوبر عام 1941 وهي تنقل الفحم إلى الإسكندرية، وهي أكثر السفن الغارقة إثارة، ومن العجيب أن حطام السفينة لا يزال سليماً حتى يومنا هذا، على الرغم من الشعاب المرجانية الصلبة واللينة التي تغطي بعض أجزاءها، لافتاً إلى أن هذه السفينة ترقد على عمق يتراوح بين 39 إلى 50 متراً، ويمكن مشاهدة ساري السفينة من عمق 17 متراً، موضحاً انه لن يُسمح بالغوص إلى هذا العمق إلا للغواصين المتمرسين حيث تنخفض الرؤية، كما أن التيارات قوية جداً في هذه المنطقة بالذات، فلابد من إستخدام معدات الغوص المحترفة.
وأوضح ان اعضاء الفريق خلال رحلتهم الإستكشافية قد قاموا باستكشاف حطام السفينة سالم اكسبريس التي غرقت في 14 ديسمبر 1991 وتعتبر من الحوادث البحرية الشهيرة وراح ضحيتها أكثر من 600 شخص، حيث اصطدمت بحقل للشعاب المرجانية على مسافة بضعة كيلومترات من ميناء سفاجا البحري، كما تم استكشاف وتوثيق حطام السفينة هبة الله، ورفع اسم وعلم دولة الكويت في قاع البحر الأحمر.
وأضاف السرحان أن رحلات السفاري الإستكشافية تعتبر من أصعب رحلات الغوص حيث انها شاقة ومتعبة وتمثل خطورة على الغواصين حيث يكون الغواصين المشاركين في مثل هذه الرحلات على متن قارب في منتصف البحر لمدة أسبوع كامل متفرغين للغوص فقط،
وأشار إلى ان هذا الإنجاز المهم يضاف إلى الإنجازات الدولية التي تسجل باسم دولة الكويت عن طريق أبنائها أعضاء فريق الغوص الكويتي بالنادي العلمي الذين يضعوا نصب أعينهم اسم بلدهم فوق أي اعتبار.
وأضاف أن الفريق يعتبر من رواد الجهات المنظمة للرحلات الاستكشافية الخاصة بالغوص نظراً لما يتمتع به من خبرة واسعة وعلاقات كبيرة ووثيقة مع عموم الجهات المسؤولة عن الغوص في كثير من الدول، بالإضافة إلى تمثيله الرسمي للكويت في الاتحاد الدولي والاتحاد العربي للغوص، موضحاً أن الرحلة كانت ضمن خطة الفريق التدريبية السنوية، وهدفت بالدرجة الأولى إلى إثراء معلومات الغواص من خلال استكشاف مواقع جديدة والتعرف على بيئات بحرية متنوعة، مؤكداً حرص الفريق على الخروج في مثل هذه الرحلات الاستكشافية بصفة مستمرة لما لها من فائدة علمية وعملية كبيرة تعود على أعضاء الفريق وتعزز مهاراتهم خلال مسيرتهم مع رياضة الغوص.
وأشار إلى أن الرحلة الاستكشافية قد شارك فيها نخبة أعضاء الفريق الذين يتمتعون بسنوات طويلة من الخبرة في مجال الغوص لذا استطاعوا ان ينجزوا المهمة بنجاح في استكشاف حطام السفن الغارقة في قاع البحر الأحمر، وتوثيق أسراره، مضيفاً ان البحر الأحمر يشتهر بتنوع الأسماك حيث يحتوي على آلاف الأنواع من الأسماك منها القرش والدلافين والبراكودا، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية التي تمثل متحفاً تحت الماء، مشيراً إلى أن أسماك البحر الأحمر تعتبر من أقدم الكائنات الحية التي تم دراستها وتصنيفها بطريقة علمية، فيوجد به (1248 نوع) و(532 ) جنس موزعة على (171 فصيلة) عائلة.
ولفت السرحان إلى أن مثل هذه الرحلات الإستكشافية توفر الفرصة لأعضاء الفريق للتقارب والتعارف أكثر فيما بينهم، وخلق روح العمل الجماعي، وممارسة رياضة الغوص بأحدث الطرق والتقنيات الفنية في مجال الغوص، مضيفاً أن الرحلة ضمت عدداً من المدربين من أصحاب الخبرات التي اكتسبوها عن طريق مركز تدريب فريق الغوص الكويتي التابع لإدارة علوم البيئة البحرية بالنادي العلمي، بهدف نقل خبراتهم إلى أعضاء الفريق بشكل علمي وفني وتقني متميز.
وأعلن السرحان ان فريق الغوص الكويتي بصدد انتاج فيلم وثائقي عن الرحلة الإستكشافية الرابعة عشر وما تم توثيقه واستكشافه ومشاهدته خلال الرحلة، مضيفاً ان الفيلم الوثائقي الذي سيتم الإعلان عنه قريباً يحوي لقطات حية قام أعضاء الفريق بتصويرها وتوثيقها خلال بعثتهم الاستكشافية للحطام السفن الغارقة في قاع البحر الأحمر، مؤكداً أن توثيق واستكشاف أسرار الحياة في قاع البحار هو جزء من رسالة فريق الغوص الكويتي التي تهدف إلى إثراء معلومات الغواصين من خلال استكشاف مواقع الغوص والتعرف على البيئات البحرية المتنوعة، ضمن خطة الفريق السنوية التي تشمل العديد من الأنشطة والبرامج التدريبية التي تعزز من مهارات الأعضاء خلال مسيرتهم مع هواية الغوص.
من جانبه قال رئيس اللجنة الإعلامية للفريق الكابتن فيصل الحربي ان أعضاء الفريق الذين شاركوا في الرحلة تلقوا دورة تدريبية احترافية مجانية في فن التصوير تحت الماء وفنون الفيديو غرافيك قدمها المصور الألماني المحترف سفين بيكس (Sven Peks) الذي رافق أعضاء الفريق طول فترة الرحلة.
وأوضح أن الرحلة أضافت لأعضاء الفريق الخبرة الكبيرة في مجال الغوص والتصوير في الأعماق، واستكشاف حطام السفن التي ترقد في قاع البحر الأحمر، مضيفاً أن عدد الغواصين المشاركين في الرحلة كان 21 غواصاً، واستغرقت 6 أيام اسبوع كاملة داخل البحر على متن يخت مجهز موديل 2012 بطول 40 متراً، مشيراً إلى أن الرحلة قد حققت أهدافها، واستطاع أعضاء الفريق استكشاف وتوثيق أشياء جديدة سجلت باسم دولة الكويت.