مصر الكبرى

10:49 صباحًا EET

الثورة.. ولعبة الألغاز

     منذ انطلاق ثورة الشعب المصرى فى الخامس و العشرين من يناير ٢٠١١ و الألغاز تتوالى بدءا من لغز تخلى الرئيس المخلوع عن منصبه و تكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد وتوالت بعد ذلك الألغاز لغز التعديلات الدستورية ثم الاعلان الدستورى ومنح المجلس العسكرى السلطات التنفيذية و التشريعية فى ظل حالة طوارئ ولغز قوانين الاحزاب والانتخابات برلمانية و رئاسية وخارطة طريق ملتبسة ثم مجموعة من الالغاز التى غلفتها دماء الشهداء من ابناء مصر فى احداث مأساوية من ماسبيرو الى محمد محمود الى مجلس الوزراء الى بورسعيد ثم جاء لغز الانتخابات الرئاسية و لجنتها العليا و مرشحيها

ليرسم مشهدا عبثيا اخر يضاف الى الإبداعات المصرية التى اصابت العالم بحالة من الذهول بعد الانبهار وبينما نحن مشغولون بتلك الألغاز فاجأتنا السلطة وأعنى المجلس العسكرى و حكومته الجنزورية بلغزجديد بدى للوهلة الاولى و كانه خارج سياق الألغاز هو إيقاف عقد توريد الغاز،اتخذالقرار الشركة القابضة للغاز والهيئة العامة للبترول !قضية شغلت الراى العام المصرى على مدى عدة سنوات بين من اعتبرها قضية كرامة وطنية ومن اعتبرها قضية امن قومى ومن اعتبرها قضية خيانة عظمى ومن اعتبرها قضية فساد وتحولت الى قضية نضالية وقضية "جهادية "لايقاف ضخ الغاز قسرا بتفجير خط الأنابيب المخصص لذلك ووصلت عمليات التفجير الى ١٤ عملية كان بطلها "الملثم المجهول" الذى لم تتوصل اليه اجهزة الأمن اما عجزاأو تواطئا او غضا للبصر ! و الشئ المثير فى هذه التفجيرات هو رد فعل الراى العام المصرى الذى يستهجن عادة عمليات التفجير خاصة فى سيناء حيث  كان فى أغلبه مرحباً بتفجيرات خط الغاز!قضية بهذا الحجم يحاكم بسببها الرئيس المخلوع ووزير بتروله و غيرهم تنتهى هكذا ببساطة "مثل شكة الدبوس" و ما يثير الدهشة اكثر هو ردود الأفعال السريعة التى بدت و كانها معدة مسبقا من كلا الطرفين ترواحت ما بين التأكيد على جاهزية القوات المسلحة و استعدادها للدفاع عن الوطن من القادة العسكريين فى كلا الطرفين، الى التأكيد على ان إيقاف الاتفاقية هو قرار تجارى بحت ولايؤثرعلى العلاقات السياسية بين الدولتين من جانب المسئولين السياسين ، أيضاً على كلا الجانبين ..و بدى الامر كان هناك مصلحة مشتركة لهما فى غلق هذا الملف و  لكن لا مانع من توظيفه سياسيا على المستوى الداخلى أيضاً فى كلا الجانبين ..وتوقف الحديث عن لغز الغاز ليداهمنا لغز جديد هو لغز العباسية ومحيط وزارة الدفاع لغز دامى جديد بدأ باعتصامات محدودة فى ميدان العباسية وحوله استمرت عدة ايام ثم تطور الامر الى ظهور من يطلق عليهم البلطجية واحتكاكهم بالمعتصمين وتصاعد الموقف الى حد سقوط القتلى والجرحى فى ليلة الخميس ثم فض الاعتصام بالقوة فى اليوم التالى وكما اعتدنا صدرت البيانات التبريرية من مختلف الأطراف ثم وكما اعتدنا أيضاً بدأنا ننصرف الى أمور أخرى اهمها السعى للإفراج عن المعتقلين الجدد! وعدنا الى لغز انتخابات الرئاسة من جديد وكان المشهد الرئيسى فيه مناظرة مصطنعة بين اثنين من مرشحى الرئاسة احدهما هو الرهان الرئيسى لكل اصحاب المصالح الكبرى من رجالات نظام يقاتل معركته الاخيرة لكى يبقى والثانى هو رهان تيارات الاسلام السياسى لتسويق مرشح بغطاء ليبرالى خشية فشل مرشحهم الصريح فى استهانة سخيفة بعقول المصريين !  ..أما العرض القادم فغالبا هو الرجوع الى لغز الدستور ، فاستعدوا له يا اولى الفضائيات ! .. أفيقوا يرحمكم الله ..  

التعليقات