تحقيقات
“كوليم للأبحاث” تكشف أسرار مؤامرة الإخوان وقطر وتركيا ضد ليبيا
حذر نعمان بن عثمان الباحث والمختص في الجماعات الإسلاميّة ورئيس منظمة كوليم للأبحاث بلندن من أنّ : “عمليّة فجر ليبيا التى لتقوم بها ميليشيات مصراطة و الإخوان المسلمين بدعم قطري تُركي في طرابلس هى لتدمير العاصمة الليبية طرابلس و الإستيلاء على السّلطة و قد أعلنوا صراحة إلغاء شرعية مجلس النواب المنتخب”.
كانت الميليشيات المسلّحة القادمة من مدينة مصراطة السّاحليّة شمال ليبيا قد شنت منذ اسابيع عمليّةً عسكريّة أطلقت عليها إسم “فجر ليبيا”.
أكد بن عثمان فى حوار مع قناة العربية ان :” الليبيين بإستطاعتهم حل مشاكلهم وحدهم بشرط إيقاف هذه الجريمة و المؤامرة الحالية المدعومة من قطر و تركيا ،فهناك مشروع قطري – تركي في ليبيا إسمه “فجر ليبيا” و هذا المشروع دمّر العاصمة طرابلس ،و حركة الإخوان المسلمين أصبحت الآن واضحة جدا أمام الليبيين لإرتباطها بالعنف حيث حاولت هذه الحركة لسنوات طويلة أن تأكّد للشعب الليبي أنّها حركة غير عنفية و لا تؤمن بالعنف و كثير من الليبيين صدقهم و قد عاملناهم بماهو ظاهر ،لكن الآن لن تستطيع حركة الإخوان المسلمين الى يوم القيامة أن تفصل نفسها عن الإرهاب و العنف و تورطها مع المجرمين القتلة في بنغازي و طرابلس و التاريخ بيننا” على حدّ قوله .
وأضاف بن عثمان:”قطر و تركيا هي صاحبة هذا المشروع ،مشروع “فجر ليبيا” و هو مشروع ارهابي إجرامي أسقط دولة فبراير ،و أطلق رصاصة الرّحمة على ما يسمّى بثورة فبراير ،فكيف لقوّة معينة أن تستولي على السّلطة و تسقط برلمان منتخب و قد أعلنوا صراحة أنهم لا يعترفون بهذا المجلس و كل قرارته لاغية و أنهم يريدون ‘عصابة ريكسوس’ و هو ما كان يسمّى بالمؤتمر الوطني أن تستمر في النهب ،فقد سرقوا حوالي 100 مليار حتّى الآن ، منها أكثر من 47 مليار تحويلات خارجية خلال العام الماضي فقط ،ماذا يوجد منها في ليبيا ؟ يوجد منها صلاح بادي و عبد الحكيم بالحاج و القتلة من ميلشيات الاخوان المسلمين و ميلشيات مصراطة ،إلى أين تحوّلت هذه الأموال ؟”.
وتابع بن عثمان قائلا :”الآن أصبح عندنا كتلة اسمها فجر ليبيا هي عبارة عن ميليشيات مصراطة و لم تتحرّك ميليشات مصراطة حقيقةً ،يجب أن تخرج مدينة مصراطة بقوتها الإجتماعية عائلاتها و قبائلها و تحدّد موقفها من القتلة الموجودين الآن في طرابلس يقتلون الأبرياء و يقصفون المنازل بصواريخ الجراد ،و قد خربوا العاصمة و خربوا المطار :لا كهرباء ،لاصحة ،لا مياه ،لا سفر و لا شيء و لا أمن ،هذه الميليشبات القادمة من مدينة مصراطة تقتل أهل طرابلس و لا يمكن إعتبارهم أهل سلم و سيدفعون الثمن في النهاية ،لنكن صريحين” وفق تعبيره.
و أضاف بن عثمان :”هناك ميليشيات خونة أيديولوجية موجودين في بعض المناطق بطرابلس تواطؤوا مع هؤولاء لأن مصلحتهم معهم بالدّولار و باليورو ،لأنه و كما قلت تجمعهم المظلة القطرية التركية”.
ثمّ تساءل بن عثمان :”أكثر من 50 ألف مهجّر من مدينتهم الآن ،هل هذا معقول أن في عاصمة مثل طرابلس يتم تهجير 50 ألف حتّى تحكم مصراطة و الإخوان المسلمين ليبيا و حتّى تستريح قطر ؟” على حدّ قوله
و في ذات السياق و عن الدّور القطري في ليبيا قال بن عثمان :”إسألوا عبد الرّحمان شلقم ماذا قال له أمير قطر حمد؟ و كان حاضرًا معه في قطر محمود جبريل ..حيث قال له :أنا دافع ثلاث مليار في ثورة ليبيا ،و كان يطالب بموقع وزير الدّاخلية و وزير الدّفاع لعبد الحكيم بالحاج و فوزي بوكتف”
و أضاف نعمان بن عثمان :”عبد الرحمان شلقم مازال حيًّا و محمود جبريل مازال حيًّا و قد عرض عليه أمير قطر بان يكون رئيس وزراء و لا أحد يستطيع أن ينزعه فرفضا الإثنين و حصلت مشادة بين عبد الرحمان شلقم و أمير قطر السابق حمد “.
قال بن عثمان , رداً عن سؤال حول إمكانية التدخّل الأجنبي في ليبيا من أجل وضع حدّ للعنف خاصة مع التأييد الغربي و العَربي الكبير للبرلمان الليبي الجديد المنتخب :”بالنّسية للتّدخل الدّولي هناك الكثير من اللغط و المغالطات ،فالتّدخّل الدّولي يلزمه ميزانيّة خاصة و إلى اليوم ليس هناك أي ميزانيّة ،فقط أنّ بعض الدّول الأوروبية طالبت بتعزيز القدرات الأمنيّة في ليبيا ،و إلى الآن ليس هناك أي بند في ميزانية حلف الناتو مخصّصة للتّدخل في ليبيا و بدون هذه الميزانية لن يكون هناك أي تدخّل “
و واصل بن عثمان قائلاً:” نفس الشيء بالنسبة للموقف الأمريكي و يجب تنبيه النّاس إلى مسألة أنّ ما تقوله وزارة الخارجية الأمريكية عبارة عن كلام فارغ و سمفونيات” وفق تعبيره .
أضاف بن عثمان:” هناك تصوّر آخر ،فالجهات التي تقوم بحامية المصالح الأمريكية على الأرض و عادة هذه الجهات لها علاقة بوزارة الدّفاع الأمريكية و من في حضنها من القيادات العسكرية الموجودة في العالم و السي آي آي و غيرها ،و هذه الجهات لها وجهة نظر مختلفة عمليًا على الأرض و هي غير موافقة على ما يُسمّى بعملية “فجر ليبيا” و هي تشعر بأنها تشكل خطورة على مستقبل ليبيا الدّيمقراطي و تحمل معها بذور الإرهاب و الإجرام و التطرّف لأنها فهمت بأن عمليّة فجر ليبيا التي تقوم بها ميليشيات مصراطة و الإخوان المسلمين بدعم قطري تُركي في طرابلس لتدمير العاصمة و الإستيلاء على السّلطة و قد أعلنوا صراحة إلغاء شرعية مجلس النواب المنتخب ،هذا أمر يتنافى مع كل القيم الغربية المتعارف عليها و خاصة الولايات المتحدة الأمريكية” .
و يواصل بن عثمان تحليله بالقول :”و لذلك يجب البحث عن ما تقوله الجهات التابعة للبنتاجون ،و هؤولاء الناس في حالة خوف و حذر و تربص و عدم موافقة على هذه العملية (فجر ليبيا) لأنها مرتبطة بالإرهابيين في بنغازي”.
و أضاف بن عثمان :”الآن الموقف الأمريكي الرسمي معتمد على الإتحاد الأفريقي ،فأمريكا تضغط الآن على الإتحاد الأفريقي أن يكوّن قوّة عسكريّة تحت إطار حفظ سلام أو أي مسمّى آخر ،و لكن أمريكا هذا الحل الوحيد الذي أمامها و الإتحاد الإفريقي رافض لهذا التدخّل و بالذات دولة جنوب إفريقيا لأنها تشعر من الأوّل بأن عمليّة تدخّل حلف الناتو في ليبيا لم تكن نظيفة و شابها كثير من الشوائب التي بدت تظهر الآن ،فلا يمكن الزّج بالأفارقة و الإتحاد الإفريقي بسبب نجاحهم الى حد ما في الصومال ،فالأمريكان يريدون محاكاة النموذج الصّومالي”.
و أضاف:”المجتمع الدولي خذل ليبيا و خانها و هو متخاذل ،إذ يستطيع المجتمع الدّولي أن يدعم القوّة الحالية الموجودة على الأرض و هي قادرة على أن تستحق الإرهاب في ظرف ثلاث أشهر ،و المجتمع الدّولي يستطيع القيام بهذا”.