عرب وعالم
حسن نصرالله: ما بعد حرب غزة ليس كما قبلها
أكد الأمين العام لـ”حزب الله” لبنان السيد حسن نصرالله أن المسار الفلسطيني في حرب غزة لم يكن متوقعاً لكنه لم يكن أيضاً مفاجئاً، مشيراً إلى أن “الإسرائيلي لا المقاومة هو من دفع الأمور في هذا الاتجاه منذ خطف المستوطنين الثلاثة”، موضحاً أن الطريقة التي تعاطى بها الکیان ليست طريقة من يفتش عن مخطوفين، معرباً عن اعتقاده بأن أحداً لم يخطط للحرب لكن “الإسرائيلي تدحرج والمقاومة تدحرجت.”
ورأى السيد نصرالله أن “المقاومة الفلسطينية لا تبحث اليوم عن نصر معنوي أو عن مخرج يحفظ ماء الوجه، وإنما عن إنجاز حقيقي هو رفع الحصار، ولو كان مكلفاً”، قارئاً في ذلك نقطة قوة للمقاومة، أولاً لأن هذه إرادة كل فصائل المقاومة في غزة، وثانياً لأن هناك إرادة شعبية حقيقية في موضوع رفع الحصار باعتباره مطلباً شعبياً جماهيرياً غزاوياً إجماعياً.
وفيما أعرب السيد نصرالله عن اعتقاده بأن الکیان “علق” في غزة وأنه لم يحدد هدفاً، لاحظ أنه حاول كثيراً أن يستفيد من أضرار حرب غزة ، وكانت هذه الحرب حاضرة في الإعلام الإسرائيلي منذ بداية حرب غزة. وشدد على أن “الإسرائيلي في مأزق، وربما كان تقديره أن المقاومة لا تملك إرادة الصمود وأن الناس لن يتحملوا هذا الحجم من التضحيات، كما كان يراهن على نفاد مخزون صواريخ المقاومة، وعندها يقول إنه أوقف إطلاق الصواريخ من دون أن يعطي مكسباً للفلسطينيين”.
ونفى السيد نصرالله أن يكون أحد من الفصائل الفلسطينية قد طلب من “حزب الله” التدخل المباشر باستثناء ما قاله القيادي الفلسطيني موسى أبو مرزوق حول هذا الموضوع، مشيراً إلى أنه إذا كان مطلباً جدياً يُناقَش ضمن الدوائر المغلقة لا في وسائل الإعلام، معتبراً أن طرحه في الإعلام لم يكن مناسباً وهو يثير تساؤلات، وأكد أن خطوط الاتصال مع حركة “حماس” لم تنقطع في يوم من الأيام، وهي قائمة والتواصل دائم، نافياً أن يكون الحزب قد تواصل مع الحركة في شأن هذا التدخل، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الحرب على غزة سيكون لها تأثير دافع في العلاقة بين الحزب والحركة.
وأكد السيد نصرالله أن حرب غزة أخرت الحرب الإسرائيلية المقبلة على لبنان، مشيراً إلى أنه: ليس واضحاً ضمن أي ظروف أو معطيات يمكن الإسرائيلي أن يشن حرباً لو أراد ذلك. موضحاً أن الإسرائيليين بعد الحرب والعبر التي استخلصوها يفترضون أن أي حرب مقبلة يجب أن تؤدي إلى نصر سريع وحاسم وبين، وقال: “عندما يفشل العدو في مواجهة غزة المحاصرة وإمكاناتها المعروفة، فبالتأكيد يجب أن تكثر حساباته”، وأضاف: “الموضوع يختلف ما بعد غزة عما كان عليه قبلها”.