عرب وعالم
واشنطن بوست: هتلر يقود الانتخابات التركية
تساءلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، كيف تحول استاد رياضي أقيم في عهد الزعيم النازي الراحل لألمانيا أدولف هتلر إلى أكبر مركز اقتراع لتركيا، في الوقت الذي تجري فيه عملية تصويت الأتراك بالخارج في انتخابات رئاسة البلاد.
وفي الوقت الذي تشكل فيه الجالية التركية بألمانيا ما يقرب من نصف إجمالي الأتراك بالخارج عموما، تم تخصيص الاستاد الأوليمبي الضخم – الذي تم إنشاؤه في ثلاثينات القرن الماضي والذي يستخدم حاليا لإقامة مباريات كرة القدم وكذلك إقامة الحفلات الموسيقية، ويعد أيضًا من المباني التاريخية بألمانيا – من أجل التصويت في الانتخابات الرئاسية التركية كأضخم مركز اقتراع للأتراك في الخارج.
وجاء هذا الاستاد الهائل كأنسب خيار للتخصيص كمركز اقتراع في برلين، حيث إن عدد الأتراك المقيمين في ألمانيا يقترب من المليون ونصف المليون، ومنهم ما يقرب من مائة وخمسين ألفا في العاصمة وحدها.
وبدأ الأتراك المقيمون خارج بلادهم التصويت في الانتخابات الرئاسية اعتبارا من صباح أمس وحتى الأحد المقبل لأول مرة في تاريخ تركيا وسط توقعات بفوز رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
ويتنافس في الانتخابات التي ستجرى في الداخل يوم العاشر من أغسطس الجاري – ثلاثة مرشحون، هم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان -مرشح حزب العدالة والتنمية- وأكمل الدين إحسان أوغلو -المرشح التوافقي لعدة أحزاب- وصلاح الدين دميرطاش، مرشح حزب الشعب الديمقراطي الكردي.
ويبلغ عدد الناخبين الأتراك المسجلين في الخارج نحو مليونين و800 ألف ناخب موزعين على 54 بلدا حول العالم يشكل أتراك ألمانيا حوالي نصفهم.
لكن اللجنة العليا للانتخابات قالت إن 250 ألفا فقط سجلوا أنفسهم في القوائم الانتخابية، وفتحت عدة مكاتب للاقتراع أبوابها الخميس في ألمانيا ودول أخرى.
ففي برلين ومنذ فتح المكاتب في الثامنة صباحا احتشدت مجموعة صغيرة من الناخبين على مدخل الملعب الأولمبي.
من جانبه أقر رئيس الجالية التركية في ألمانيا غوكاي سوف أوغلو أن معظم المقمين في الخارج يدعمون أردوغان.
وأضاف أن أردوغان يحظى بالدعم أيضًا من طرف الأتراك الذين يعانون من التمييز العنصري في ألمانيا.
وأنشأت أنقرة سبعة مكاتب للتصويت على الأراضي الألمانية، على أن تنقل صناديق الاقتراع جوا إلى تركيا تمهيدا لفرزها.
ويتاح لحوالي 1.4 مليون تركي يعيشون في ألمانيا حتى الأحد الإدلاء بأصواتهم، في هذه الدورة الأولى من الانتخابات التي تجرى دورتها الأولى في غضون عشرة أيام في تركيا.
وهذه هي المرة الأولى التي يستطيع فيها الأتراك المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم من البلد الذي يقيمون فيه.
وكان يتعين عليهم حتى الآن التوجه إلى أحد المطارات أو إلى الحدود التركية، وقد أنشئت في الإجمال 103 مكاتب في 54 بلدًا.
ومن المتوقع أن يساهم الأتراك في ألمانيا الذين يبلغ إجمالي عددهم 1.55 مليون نسمة ويشكلون أكبر جالية تركية في الخارج، مساهمة كبيرة في الفوز المتوقع للرجل القوي في تركيا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي يتولى الحكم منذ أحد عشر عاما.
من جهة أخرى يبدو المرشح أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي اختاره حزبا المعارضة الكبيران حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية والمعروف من الجمهور، غير قادر على اعتراض طريق أردوغان إلى الرئاسة.
وتعتبر انتخابات الرئاسة التي ستجرى في العاشر من أغسطس في تركيا هي أولى انتخابات تنظم لاختيار رئيس الجمهورية.