مصر الكبرى

11:58 صباحًا EET

برلمان الإخوان يهدد الصحف القومية

هاجم مجلس الشورى – الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين – الصحف القومية, واتهمها بالفساد المالي والإداري والتحريري. وأعلن المجلس عن نيته تغيير 55 من رؤساء تحرير هذه الصحف في القريب العاجل. وفي ذات الوقت ناقشت لجنة الثقافة والإعلام في برلمان الإخوان ما اعتبرته اهدار الصحف القومية للمال العام, وقال فتحي شهاب الدين – رئيس اللجنة – إن موضوع المؤسسات الصحافية من أخطر القضايا, ويجب تغيير رؤسائها في أقرب وقت.

   ورغم أن الدكتور طارق السهري – عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي – نفى بعد ذلك وجود نية لدى التيار الإسلامي للسيطرة على الصحف القومية أو تغيير عدد كبير من قيادات هذه الصحف, فمو لم يبد موافقته على طلب الصحفيين في ندوة بجريدة الأهرام, بإلغاء تبعية الجرائد القومية للدولة, وإعادة تشكيلها على أنها مؤسسات خاصة.
   ومع أن الجميع يوافق على ضرورة تغيير نظام الصحافة القومية التي سيطر عليها النظام الشمولي السابق, إلا أن هدف برلمان الإخوان الآن – ليس هو إطلاق هذه الصحافة بعيدا عن سيطرة الدولة كما يريد الصحافيون – ولكن نقل هذه السيطرة إلى جماعة الإخوان التي حلت مكان الحزب الوطني في السيطرة على البرلمان. وقد عبر الدكتور أحمد فهمي الإخواني عن هذا بصراحة بعد فوزه برئاسة مجلس الشورى, حيث أعلن عن عزمه تغيير 48 من رؤساء المؤسسات الصحفية, وأكد نية الإخوان "في السيطرة على المؤسسات الصحفية القومية وأنهم لن يقبلوا بعمل تلك المؤسسات بمعزل عن حزبهم (الحرية والعدالة)."
   فمنذ أن تمكن الإخوان من فرض سيطرتهم على البرلمان في بلادنا وهم لا يطيقون ذرعا برجال الصحافة والإعلام, الذين يكشفون عوراتهم أمام الجماهير. وقد اتهم المهندس خيرت الشاطر – نائب المرشد العام لجماعة الإخوان – وسائل الإعلام بالإضرار بالجماعة, قائلا إن: "شياطين الإنس والجن في الإعلام يعملون على تشويه صورة الإخوان". وفي ندوة نظمها قسم الإعلام بآداب جامعة سوهاج بعنوان "استقرار مصر يبدأ من الإعلام", هاجم اثنين من الأساتذة الإخوان رجال الإعلام, مرددين وصف مرشدهم محمد بديع للصحفيين بأنهم مثل "سحرة فرعون". فكما استعان فرعون بالإعلام لمواجهة النبي موسى, هناك عدد من الصحفيين يلعبون دور السحرة في تزييف الحقائق عن الإخوان. وأكد الدكتور علي عبد الرحمن والدكتور عبد الرازق حجاج أن مؤسسات الصحافة والإعلام مليئة بالفاسدين وهي في حاجة إلى تطهير.
   وكان الشيخ القرضاوي – الإخواني الذي حصل على الجنسية القطرية – قد وصف خصوم الإخوان في مصر بأنهم يعادون الدين الإسلامي نفسه. وقال إن: "الإعلام المعادي للإخوان (يعمل) على تشويه صورتهم وتجهيل الناس بحقيقة أمرهم, وإظهارهم في شكل منفر كأنهم يعوقون التقدم ويرجعون الناس القهقرى, ويقفون ضد الحريات".
أحمد عثمان

التعليقات