الحراك السياسي

02:51 مساءً EET

عبدالحكيم عبدالناصر: الإخوان حاولوا السيطرة على ثورة يوليو

أكد المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أن جميع الأحزاب فاشلة وذلك يعود لفشل الحياة الحزبية نفسها وذلك منذ زمن بعيد، فالأحزاب التي أسست بعد دستور 23 حُلت بقرار كتب بخط يد ضباط شباب عام 1953 ولم نجد لها أي صدى بالشارع المصري حتى بالنسبة لأكبر الأحزاب بها وكان يمثل الأغلبية وهو حزب الوفد وهذا يوافق رؤية جمال عبدالناصر من أنه لن تقوم حرية سياسية بدون حرية اجتماعية ، فقبل ثورة 1952 لم يكن هناك وجود للحرية الاجتماعية فقد كان نصف بالمائة من الشعب هم الذين يملكون كل شيء في حين أن الـ 99.5 في المائة كانت منعدمة ولذا كان كبار الملاك يتحكمون في أصوات صغار الفلاحين مستخدمين سطوة رأس المال لديهم ،وبعد 48 يوما من تاريخ قيام الثورة حصل الفلاح على خمسه فدادين من الإصلاح الزراعي وهذه كانت المرة الأولى التي يتملك فيها الفلاحين الارض .

وشدد عبدالحكيم، على عدم انتمائه لأى من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، لأنها تتحدث باسم عبدالناصر دون أن تمثل أهدافه، كما أن كل الزعامات الموجودة بهذه الأحزاب ليس لهم علاقة بالشباب الناصري والذين لم يعاصروه ولكنهم يحيون على مبادئه وقابلت الكثير منهم والذين يحملون صوره وخطبه على هواتفهم، مشيرًا أن مشاعر الشباب تجاه عبدالناصر هي الثروة الحقيقية لنا كأبناؤه والتي لا تقدر بمال ولا بأي شيء أخر.

وذكر أن الهجوم على شخص عبد الناصر من قيادات الإخوان إبان عهد مرسى لم تكن المرة الأولى، مؤكدا أن الهجوم على عبد الناصر بدأ منذ وفاته عندما قام السادات بانقلاب 15 مايو، والذى سمى ظلماً وبهتاناً بثورة التصحيح، وتمت الإطاحة برموز من ثورة 23 يوليو بلغ عددهم ما يقرب من التسعين شخصية ثم ازداد الهجوم بعد حرب 73 وبالتحديد في 7 نوفمبر وهو تاريخ زيارة كسينجر لمصر فكان التوجه السياسي في مصر آنذاك لاغتيال عبدالناصر الرمز وخير دليل على ذلك إقالة محمد حسنين هيكل واستبداله بـ على ومصطفى أمين وهو الشخص الذى أقل ما يقال عنه إنه جاسوس وذلك بحكم قضائي لم يتم تبرئته منه، ولكن السادات هو من أخرجه من السجن بعفو رئاسي، مؤكداً أن السادات كان صديقًا لعبدالناصر في حياته، لكن بعد وفاته أصبح رئيس الجمهورية.

وأضاف أن عصر مبارك شهد نقلة نوعية وظهرت لأول مرة خطب عبدالناصر وأغاني عبدالحليم عنه، إلا أن سياسة الدولة ظلت تسير على نفس النوال في عهد السادات وسار مبارك نحو الاقتصاد الحر والتزام باتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام الإسرائيلية.

وأوضح أن عبد الناصر لم يكن ليوافق على اتفاقية كامب ديفيد لو قدر له الحياة والانتصار فى 73 ودليل ذلك خطابين لعبدالناصر أحداهما في 24 أبريل عام 68 في القاعة الكبرى بجامعة القاهرة وقبل الاستفتاء على بيان 30 مارس بأسبوع وذكر فيه بالنص “لو أن المسألة عودة سيناء فقط فهو أمر سهل “تعود بكره” وذلك بتنازلات ونقبل شروط إسرائيل وأمريكا ونتخلى عن التزامنا العربي ونترك لإسرائيل اليد الطويلة في القدس والدول العربية ويحققوا حلمهم من النيل للفرات”، وتلك الحالات التى تجعل إسرائيل تترك سيناء من غدٍ.
وأضاف قائلاً أن المسألة ليست سيناء وحدها بل مصير العرب فالمسألة أن نكون أو لا نكون.

وفى الخطاب الثاني في يوليو 68 قال فيه بالنص “أن إسرائيل اليوم ورائها أمريكا وقوتها وتحتل سيناء وهى متأكدة أن هذا الاحتلال ثقيل على قلب كل مصري ولن تنسحب إلا إذا أرغمت على ذلك وهى ترغب في استمرار الاحتلال أملة أن تتغير النظم في مصر ويأتي نظام يقبل توقيع اتفاقية سلام معها” “وهذا ما حدث فعلاً “.

وأضاف أن أخطر التصرفات التي قمنا بها على مدار السنوات الماضية أننا اعتمدنا على تسيلح جيشنا من الراعي الرسمي لإسرائيل وللأسف واكب ذلك توقف مشروعنا النووي والصناعات العسكرية وتخلفت بعد أن كنا توصلنا عام 65 لإنتاج طائرة سرعتها تفوق سرعة الصوت مع الهند.

وذكر أن معرفته بالإخوان تمت وهو فى سن العاشرة حيث فوجئنا بصدور تعليمات بعدم الخروج من المنزل وعندما سألت قيل لنا أن هناك جماعة الإخوان المسلمين تريد عمل انقلاب وقتل عبدالناصر وأبنائه مستهدفين وكان تعجبي في حينها كيف يكونوا إخوانًا ومسلمين ويسعون لاقتراف تلك الجرائم والتى سعوا من أجل ارتكابها تجنيد أحد الأشخاص بالحرس الجمهوري وسعيهم لتفجير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا وقتل الرئيس ونوابه وتفجير المسارح.

وحول العلاقة بين عبدالناصر ومحمد نجيب، فأكد أنه لم يعاصرها لأنه من مواليد 1955 ولكنه يعتقد أن الصراع بينهما حدث من تدخل القوى الرجعية ضد الثورة والتي تمكنت من استقطاب محمد نجيب ضد مجلس قيادة الثورة وهذا يسير مع المنطق فالناس لم تكن تعرف عبدالناصر لأن نجيب كان يتصدر المشهد ولكن واقع الأمر أن مجلس قيادة الثورة وحكم مصر كان بقيادة جمال عبدالناصر ومحمد نجيب نفسه كان يعلم أن ناصر هو قائد الثورة فهو لم يكن له علاقة بالحركة الثورية وأتوا به الثالثة صباحاً بعد أن نجحوا في حركتهم.

وذكر أن الإخوان المسلمين حاولوا فرض سيطرتهم على الثورة وقراراتها وكانوا يطالبون بضرورة موافقة مكتب الإرشاد على أي وزير قبل تعيينه ومن هنا جاء الخلاف فعبدالناصر لم يرفض مشاركتهم العمل ولكن رفض سعيهم لفرض الوصايا على الثورة ولذا قرر مجلس قيادة الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين ووقع عليها محمد نجيب بضغط من المجلس وبعدها حدثت أزمة مارس ورحل نجيب بعد تقديمه استقالته ثم هاجت الدنيا ضد مجلس قيادة الثورة وعاد نجيب مرة أخرى، إلا أنهم فوجئوا بسعي فلول 52 تحاول تصدر المشهد السياسي من جديد مما أثار حفيظة الشعب وبدأت تخرج مظاهرات ضدهم ومطالبة بعودة مجلس قيادة الثورة لأداره البلاد وأعفى محمد نجيب من رئاسة الدولة بعد أن سعى الإخوان لاغتيال عبدالناصر وإفراغ الساحة لنجيب.

وشدد على أن الخلاف الذى دب بين والده والمشير عبد الحكيم عامر كان بسبب ظهور طرف ثالث اسمه مصر والتي تعرضت لأكبر هزيمة عسكرية لم يكن يتخيلها أحد واحدهما كان المسئول عن الجيش والآخر مسئولا عن البلد.

وأكد أن ناصر وعامر التقيا كثيرا فى أعقاب النكسة، وعقدوا جلسات عديدة وتناقشوا فيها بعد 67 لكن المشير كان مصمما على المواجهة وشكل مجموعة لعمل الانقلاب مع جلال هريدي “وهو الرجل الذى كرمه مرسى في عام حكمه ومنحه رتبة فريق”.

كان يواكب تلك المساعي اقتراب موعد مؤتمر الخرطوم والذى يستلزم مشاركة عبدالناصر والذى لم يكن يجدر به السفر ويترك قنبلة موقوتة بالبلاد فلقد كان المشير في منزله أسلحة بإمكانها تدمير حي العجوزة بأكمله، ولذا سعى للقائه وهذه الجلسة دونتها مذكرات شخصيات كثيرة كما أنها مسجلة شأنها شأن أي لقاءات تتم بمؤسسة الرئاسة وهى موجودة بالتأكيد في أرشيف رئاسة الجمهورية، فهذه الجلسة كانت عباره عن عتاب ومحاكمة داخلية للمشير في إثنائها تم القبض على سائق المشير وحراسه وتوجه الحرس الجمهوري لمنزل المشير بتعليمات عدم المساس بأسرتة المشير مهما حدث وتم القبض على المتواجدين من المجموعة الانقلابية وسلموا أسلحتهم، وحدث ذلك أثناء اجتماعهم بالجلسة والتي شارك فيها حسين الشافعي والسادات وكانت جلسة عاصفة وحادة قال عبدالناصر ما يريد ثم ترك المكان وصعد.

وعقب ذلك دخل المشير الحمام وعند خروجه صرخ قائلاً ” أنتم تريدون التخلص منى سأريحكم منى وسأقتل نفسى”، وبالفعل ابتلع إحدى الحبوب محاولاً الانتحار، ولكن الموجودين استدعوا الأطباء لإسعافه وبعد أن هدأت حالته تم توصيله للمنزل.

التعليقات