مصر الكبرى

01:05 مساءً EET

الملك ( أحمس ) والعجلات الحربية .. فى الأقصر!!

مارأيكم .. دام فضلكم.. لو ابتعدنا قليلاً عن السياسة ؟ وأنا أعلم اننى مثلكم ؛ لن استطيــــع !! اذن : لماذا اقول لكم هذا ؛ وأوجع دماغ حضراتكم ؛ بطلب الموافقة المسبقة ؟ إنها تداعيــاتى الذهنيـــــــــة الشخصية .. ولكنى امسحها فيكم .. وأحاول أن أتخيل اجابتكم عليها :

………………. ابتعد ياعم .. وبلاش دوشة ووجع دماغ !! نخـُش فى الموضوع على طول .. ذهبت الى مدينة ( الأقصُــر) بصعيد مصر ؛ فى رحلة للتعريف بحركة أدبية مصرية ؛ هدفها محاولة الحفاظ على جـــذوة الابداع متقدة ومتوهجة ؛ فى ذهن جموع البشر ؛ وخاصة الشباب الجديد الواعد فى مصرنا المحروسة ؛ وبعيداً عن مجالات الثقافة الرسمية .. التى تضرب الآن على ( قفــــــــاها ) ؛ من عناصر خفافيش الظلام ؛ التى امتلأت بها الساحات الأدبية ؛ وتسلقوا كاللبلاب .. على جذوع شجرة الابداع ؛ والتى أقيمت على الفراغ والخواء !! المهم .. كانت انطباعات الزيارة متضاربة ؛ وتتأرجح بين الانبساط والانقباض ؛ أو الفرح والحـزن الانبساط والفرح ؛ للتجـول بين أحضان حضارة أجدادنا الفــــــراعين الكبار ؛ سواء اتفقنا أو اختلفنا عليهم وعلى عصورهم ؛ التى ماجت بكل صنوف القهر والعذابات و(كهنــــوت )السلطة الحاكمة ؛ ويبدو انهم اكتشفوا ( معدن ) الانسان المصــرى الذى عاش على هذه الأرض ( بدرى بدرى ) كما يقولون ؛ وساموه سوء القهر والعذاب .. ولم يتغير الحال حتى الان !! ولكنهم .. على كل حال .. تركوا لنا مانحاول أن نعتز به ونفخر ؛ وللأسف نحن توقفنا عند الفخــــر والفشخرة بالحضارة والشطارة ؛ والمهارة فى ( لــــــوْى ) عنق الأحجار .. لتبقى ذكرى تشهد على عصور انقرضت .. تماماً كالديناصورات .. وتوقفنا ولم نضف حضارة فوق الحضارات !! حلو كدة !! اتكلمنا عن الانبساط والفرح . تعالوا بقى نتكلم عن الانقباض وبعض الحزن ؛ ربما يقرأ تلك الكلمات ( واحد مهم ) من بتوع الاشراف على المناطق السياحية والأثرية ؛ التى تملأ بقــــــاع مصرنا المحروسة ( ومش عارف محروسة من ايه واللا يه ؟ ) ؛ وأقــــول ربما لأنهم لايقرأون ؛ واذا قرأوا لايفهمون ؛ واذا فهموا لايطبقون ؛ واذا طبٌّقوا ؛ فإنهم يطربقون !! فالجولة بين آثارنا العظيمة ؛ لتعريف الجيل الجديد بعظمة أجدادنا ؛ وغرس الانتماء الى الهويـــةالمصرية فى نفوس أولادنا وأحفادنا ؛مكلفة جداً للمصرى العادى الغلبان ؛ الذى يحن الى الانطــلاقفى نزهة عقلية له ولعائلته وأولاده .. بمعنى أنه اذا غامر أحد المصريين ؛ وحاول ان يقوم بتلـــــك السياحة العقلية فى الأقصُر؛ فإن عليه أن يقتطع دخله لشهر مثلاً .. ليتجول لمــدة يوم او يومين على الأكثر .. وفى فندق يشابه فندق ( الحرم الزينبى ) بالسيدة زينب .. ولن أقول بفندق ثلاثة نجـــــــوم أو خمسة نجوم !! ونحمد الله ان تصاريح الزيارات ؛ حصلنا عليها بمعرفة اتحاد الكتاب المصــرى/فرع الأقصر .. وهذا لم يمنع ايضاً ؛ بعضاَ من المتحذلقين الذين كانوا لايريدون استخدامنا لهــذا التصريح .. لا لسبب .. إلا مجرد الاعتراض على عدد الأفراد .. رغم ان التصريح للمجموعة غيرمحدد العدد ؛ حتى ان بعض الزملاء فى المجموعة قال متهكماً : أكيد الراجل ده لايعرف القراءة!! وتعالى عزيزى القارى .. لنشاهد سوء التنظيم بين أصحاب عربات الحنطور .. التى تعتبر من أهم المعالم فى مدينة الأقصُر ؛ وتعطى للمزارات وللسائح القادم من اقصى بقاع الأرض ؛ جولة هادئةعلى انغام ايقاعات ( الجــوز الخـيـــــل والعربيـــة ) ؛ ويعطى البط ء النسبى فى الجولة ؛ الفرصة لمشاهدة كل الأركان على مهل وتؤدة مطلوبة فى تلك الجولات . وسوء التنظيم يضرب فى اطناب أصحاب تلك العربات .. مما يستوجب اعادة الانضباط .. للحفاظ على تلك الثروة التى يعلوها الصدأ ؛ وقاربت ان يعلوهــــا صدا الاهمال فى بعض النواحى .. ولا نلوم أصحاب عربات الحنطور ؛ فى الصـراع الرهيب على لقمة العيش ؛ خاصة وان عدد السياح قليل ؛ لايتناسب مع كثرة العربات ؛ التى يريد أصحابها إطعــام ( الحصـان ) قبل ان يأكل صاحبـــــه !! ؛ ولك أن تـــرى ان كل أربعة سواح مثلاً ؛ يتصـارع عليهم ( ستة عربات ) أو اكثر؛ رغم حصـول ( واحـــــــد ) منهم فقط على ( تصريح ) مسلسل باحقيتـــه فى الحصول على الزبائن ؛ ولكن ( ولاد العـــم ) لايرتضون بهذا !! وتخيل معى منظــر مخيـف فى صراع 6 عربات بأحصنتها ؛ فى مواجهات بالتصادم بالأحصنة والعربات .. وكانك تشــــــاهد ملحمة حربية من ملاحم الملك ( أحمس ) رضى الله عنه !! والمنظر مدهش .. مبكى .. محــزن ..وأنت تشاهد بعض أفراد السائحين يهربون الى داخل الفنــدق دون الركوب .. حتى تهدأ المعركـة الدائــــرة بالشارع ؛ ودون تدخل من شرطة السياحــة التى تقف عاجزة مشلولة التصرف .. لأنهم كلهم أولا د عمومة .. وساعة وح يروقوا !! ؛ ولكن بعد ان تسيل بعض الدماء ؛ ولكن الصراع على ( لقمة العيش ) ضارى ومكلف .. فى ظل حكــومة عاجـــــزة .. ستهدم الآثار والأهرامات والتماثيل ؛ وكل ماهو ــ فى عرفهم ــ ( أصناماً ) يجب ان تتحــــول الى تراب .. تطبيقـاً لشـــرع اللـــه !!!! تعالوا معى الى لقطة اخرى .. أثناء جولة بالسوق الواقع على مداخل المعابد والمزارات ؛صبيـة يرهقونك ــ وبكل لغات العالم ــ ولا يعرفون كتابة اسمهم بالعربى ولا بالصعيدى ؛ بعرض تماثيل من الجبس أو الألاباستر؛ للقط الفرعونى أو ابو الهول أو نفرتيتى .. ويقسم لك انك علشان مصرى سيعطيه لك مقابل ( مائة وعشرون جنيها فقط !! ) وينتهى التمثال فى حقيبتك بعشرة جنيهات ….ولابد لك أن تشترى خجلاً بعد كل تلك المساومات والمتابعة المرهقة . ياسادة ياكرام .. امنحوا رجل الشارع المصرى الغلبان .. الحق فى التجول بأسعار زهيدة ؛ وسط آثار حضارتنا الفرعونية ؛ ليس حباً فى الآثار كآثار وأحجار ؛ ولكن للتعريف للأجيال بمـــن نحن؛ ومن ليس له جذور.. ليس له على الدنيا وجود فاعل ومؤثر !! فان الجذور القوية والمعرفة ؛ تعطىلشجرة الابداع والانتماء ؛ انطلاقات نحو آفاق المستقبل المشرف؛ الذى نريده لبلادنا ؛ ويجب توفيرمايشبه ( الموتيلات ) الرخيصة الثمن والنظيفة أيضاً .. ليتنفس الناس عبير ايام العطلات نسيمـــــا صافياً .. يحمل زخم وعطرالأجداد . ولا مانهع من اصدار تصاريح مزارات ( بأثمــان رمزيــــة ) والمجموعات بالمدارس والنقابات العمالية والمصانع .. للارتفاع بالــذوق المصرى ؛ الذى يجب ان تظل له السيادة والريادة .. على مر العصور . اخيراً .. سوف تسألنى : واين الملك ( أحمـــس ) والعجلات الحربية ؟ أقول لك : فى الأقصر .. التى يجــــب أن يزورها كل مصرى يعيش على أرض طيبة : التضاريس .. والبشر .. والتاريخ .وتحياتى للجميـــــــــــــــع.

التعليقات