الحراك السياسي
شيخ الأزهر: أتمنى أن تسود فضيلة التواضع في مجتمعاتنا
دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى ضرورة أن يسود معيار الكفاءة ويتصدَّر فى بلادنا؛ مؤكدا أن هذا يتماشى مع مبدأ المساواة، ومبدأ التواضع للناس.
وحذر الطيب فى تصريحات إعلامية، من تقييم الناس فى مسألة الوظائف على أساس من الفوارق الاجتماعية أو الفوارق الأُسرية، أو الإمكانات المادية، متسائلا فما ذنب شاب والده يعمل فى مهنة متواضعة جدًا ثم يُحال بينه وبين وظائف معينة، مؤكدا أن هذا نوع من الظلم الاجتماعى.
وقال الطيب: (أرجو وأتمنى وأحلُم وأتطلع إلى قوانين تسوى بين ابنائنا عند التقدم لوظيفة ما).
وطالب بأن تسود فضيلة التواضع وتنتشر فى مجتمعاتنا، حتى نصبح من المجتمعات المتراحمة، لأنه لو تواضع كل واحدٍ منا للآخر سوف يسود التراحم في المجتمع، ولو قسمنا الناس إلى طبقات، طبقة مُحتقرة وطبقة محترمة، سوف يسود الحقد، والحسد، والرياء، وغيرها من الرذائل التى ستتزايد مع تهاوى هذه الفضيلة.
وأشار إلى أن الفقراء دائمًا ما كانوا سواعد الأنبياء القوية في الدعوة إلى الله تعالى، وفى هداية الناس إلى الله سبحانه، فهم أصحاب فضل في المجتمعات كلها، حتى على المستوى الدنيوي، فالبناء والتعمير على أى أساس يقوم؟ وكذلك الزراعة والصناعة، وكل الأعمال التى تُشَكِّل (العصب الأساس) فى كل المجتمعات، مَن يقوم بها؟ أيقوم بها المترفون أم العُمَّال الذين يكدون ويتعبون؟.
وشدد على ضرورة النظر إلى هؤلاء الناس نظرة احترام وتقدير، مشيرًا إلى أن التأفف من الفقراء، ضَرَبَ مبدأ إسلاميًّا مُهِمّاً فى مقتل؛ وهو مبدأ تكافؤ الفرص فى الوظائف، فلو أن أيًا من الناس في الغرب تقدم لأي وظيفة من الوظائف، تجدهم ينظرون إلى هؤلاء المتقدمين نظرة متساوية تمامًا، فالفيصل هو الكفاءة لديهم، ولذلك بلادهم تقدمت ووصلت إلى مركز مرموق فى العلوم والحضارة، لكن لاتزال بعض الوظائف فى بلادنا تُحجَز لأصحاب مواصفات اجتماعية معينة، وليست مواصفات كفاءة.
واستطرد شيخ الأزهر: (فلو تقدم من هو أكفأ ولكن يفقد البريق الاجتماعى مع مَن يلمع اجتماعيًا، وكفاءته تكاد تكون منعدمة، يُقدَّم هذا الذى يلمع اجتماعيًا، وهذا تأسيس للطبقية التي جاء الإسلام ليهدمها من الأصل، لأن تصنيف المجتمع لا يقوم على أساس الكفاءة، ولا على أساس العمل، ولا على أساس القدرة، ولا على أساس الذكاء، وإنما على أساس طبقات اجتماعية، وهذه هى الكارثة، فنحن نرى أن هناك وظائف مغلقة على ناس معينة، وهذا ليس من الإسلام، ولا من العدل، ولامن الإنصاف، وإنما هو نوعٌ من الكبر، ومن العيب أن يسبقنا غير المسلمين في هذا المضمار).