مصر الكبرى
السقوط الاخلاقي وسقوط نظام الاخوان
يعد المنتمون تنظيميا الى الأخوان المسلمين في مصر بعشرات الآلاف وربما مئات الآلاف، الا ان الذين يمنحونهم أصواتهم في الانتخابات يحسبون بالملايين. واذا ما سألت هؤلاء عن أسباب انتخاب الاخوان فانك غالبا ما تسمع الاجابات المعتادة عن أنهم اناس أفاضل متدينون ويعرفون الله ويتقونه حق تقاته.
بنى الاخوان سمعتهم السياسية والجماهيرية على السمعة الأخلاقية وابتسامتهم المؤدبة اياها، الا ان وصولهم للحكم أصابهم بحالة من الصراحة المباغتة وسقوط قناع الأدب الزائف عن وجوههم.
رأيناهم يرقصون في هستيريا منذ أسبوع وهم يحطمون منصة التيار الشعبي في ميدان التحرير. رأينا كبارهم يهددون الصحفيين والاعلاميات على شاشات التليفزيون ويتهمونهم بالعمالة وقبض الاموال لتشويه الاخوان.
رأينا عددا كبيرا منهم يضربون طفلا من اطفال الشوارع لأنه هتف مع المعارضين لهم في شارع محمد محمود.
سمعناهم ورأيناهم يخرجون من شرنقة الادب والتربية الى غطرسة السلطة وعنفوان الجبروت. وتظل العزة بالاثم في صدورهم فيرفضون الاعتذار. نسمع منهم تصريحات متضاربة ملخصها انهم اما يكذب بعضهم أوكلهم ثم لايجيدون التنسيق معا لمداراة الكذب.
لم يعد لصرح الاخوان الأخلاقي وجود وبذا ينهار أحد أهم أعمدة الثقة بينهم وبين الشارع. يعي المواطن جيدا الآن ان السياسي الاخوانجي مثله مثل كل السياسيين يكذب وينافق ويجامل ويتهم ويجرح ويعرض وينافق بل ويشتم ان لزم الامر.
فعلى ما يبدو أن انهيار الغلاف الأخلاقي الانيق للاخوان وجماعتهم ما هو الا مقدمة لانهيار نظامهم قصير العمر والنظر
سقطت أقنعتهم ومعها سقطت ثقة الناخب. ان كان الاخوان مازالوا يراهنون على صناديق الانتخابات فعليهم ان يراجعوا أنفسهم ويصححوا مسارهم. اما اذا كانت لديهم بدائل غير الصندوق فليرحمنا الله مما يخبئه المستقبل لمصر.
رئيس التحرير
جمال فندي