آراء حرة

08:17 صباحًا EET

جمال بن حويرب المهيري يكتب: قناة الجزيرة.. أكذب من مسيلمة!

قناة الجزيرة التي أخبرني بأسرارها المرحوم ماهر عبد الله وغير واحد من إدارييها ومقدمي برامجها الذين عملوا معي فترةً من حياتهم، فباحوا لي بأمور كثيرةٍ من هندسة بنيانها الخبيث الذي بني على جرفٍ هارٍ من الأكاذيب والدجل ونشر الفتن، ولكنهم كما قالوا لي: إن لقمة العيش أجبرتهم على العمل فيها إلا من انتقل منهم إلى رحمة الله! ولا بارك الله في عيشٍ مظلته الكذب وزاده خيانة العروبة والإسلام، وسلاحه التزوير والتعاون مع أعداء العرب من الصهاينة وأذنابهم.

ومن عجائب ما أخبرني به هؤلاء أنّ أيّ مقالة تُكتب عن قناتهم الجزيرة بالذمِّ والشتم، فإنّهم يقومون بتعليق هذه المقالات ويشعرون بأنّهم حققوا فوزاً ساحقاً بهذه الشتائم التي تأتيهم من كلّ مكان، ولا أدري فقد يعلقون مقالي هذا إن وجدوه يُرضي غرورهم ويزيدهم فتنةً وظلماً. ومن يحلّل نفسياً سبب تعليقهم لهذه الشتائم وإظهارهم الفرح بها، يعلم يقينا أنّ العاملين في هذه القناة المشؤومة يعيشون في تناقضٍ كبيرٍ لطبائعهم، وأنّهم يريدون الهروب من الواقع بعدم مبالاتهم بما يُقال عنهم وإن كان شتماً.

هذه القناة التي خُدعنا بها لمدةٍ طويلةٍ وكنّا نظنها محطةً محايدة متجردةً، ولكننا اكتشفنا أنها ليست قناة إعلامية، بل هي سلاح بأيدي الأعداء لتنفيذ أهدافٍ مطلوب منها تحقيقها، وقد وضعوا لها خططاً مدروسة لبذر الفتن في الوطن العربي لتمزيقه وإضعافه خدمةً لأمن إسرائيل، وعلى أرض قطر العربية التي تملك القناة تم تقديم هديةٍ لبيريز، وهو أحد أهم زعماء إسرائيل الأشرار، ورأس الشر والمكر والحقد، وهذه الهدية هي سيف العرب الذهبي، وكان ذلك منذ ثمانية عشر عاماً، وعلى حين غفلةٍ من الحكام، ولم يبالوا حينئذٍ حتى اتسع الخرق على الراتق، حتى بلغوا في الأكاذيب غايةً لا يمكن أن تكون هناك قناةٌ قد بلغتها من قبلهم، إلا أن يكون مسيلمة الكذاب في وقت ادعائه للنبوة واختراعه هذياناً سماه قرآناً والعياذ بالله، وصدّقه الجهّال حتى أنقذ الله الإسلام بأبي بكر الصديق وقطع دابر الأشرار، ولكن بعد أن فقد المسلمون كثيراً من الصحابة في حروب الردة بسبب هؤلاء المجانين.

خُدعنا كلّنا بقناة الجزيرة ولا يزال هناك كثير من العرب مخدوعين بها، والمصيبة أنهم استطاعوا بمساعدة الصهاينة أن يكّونوا قنواتٍ أجنبيةً، بل أدخلوها أمريكا فتزايد شرها في العالم ولم ينقص وإن ظننا ذلك، والعرب لا يعرفون كيفية التصرف معها لأنهم لم يعالجوا أمرها منذ البداية، وتركوها تكبر حتى نفذّت أكثر خطط الأعداء دون خوف من الله ولا نظرة إلى العواقب الوخيمة التي تنتظرها وتتنظر بلادها التي تؤويها إن لم تعد إلى رشدها قريباً.

بتتبعي لكل الأحداث التي حصلت منذ انطلاق قناة الجزيرة وكثرة إرجافها في الوطن العربي وتعاونها المستمر مع أعداء العروبة، وتمجيدها للطوائف الضالة من أمثال الإخوان أصحاب الفكر المنحرف الإرهابي، ومديرو القناة لا علاقة لهم بالدين ولا يذكرون الله إلا قليلاً، أيقنتُ أنّها لن ترعوي عن أكاذيبها ولن تعود إلى صوابها إلا بكارثة عظمى تحل عليها وعلى من يمولها، خاصة بعد أن نشرت أمس الكذبة الكبرى على وزير خارجيتنا المحنك العربي المسلم الذي منذ صغره وقضية فلسطين وأهلها في قلبه، وعندما كبر وتولى المناصب زاد دفاعه عنها، وهو من افتتح مدينة زايد في غزة عام 2005 ويقود دبلوماسية كبيرة لخدمة أهلنا في فلسطين، وإنّ ردّ سيدي سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، حفظه الله، عندما سمع بأكاذيب قناة الجزيرة، كافٍ شافٍ ونحن في هذه الليالي المباركة، قال: “استخرت بين الرد من عدمه.. اقتنعت بعدم الرد بحثاً عن الأجر وتخففاً من الذنوب”.

التعليقات